فارس سعد لـ«البناء»: قوى المقاومة فريق واحد ولا يهزّنا أيّ تشويش ولدينا فرصة لتحقيق العدالة الاجتماعية
عبير حمدان
يصعب فصل حضور الحزب السوري القومي الاجتماعي عن مدينة بيروت إذا ما نظرنا بالعمق إلى وجهها المقاوم بعيداً عن أيّ تغيير طارئ وفق ظروف سياسة لم يخترها أهل المدينة التي أطلقت رصاصاتها الأولى ليعلن العدو خروجه منها في اليوم التالي ويقول عبر مكبرات الصوت «يا أهالي بيروت لا تطلقوا النار إننا راحلون».
هذا التاريخ يستدعي من القوى المقاومة حضوراً برلمانياً أكثر فعالية يعلق عليه الناخبون الداعمون لنهج المقاومة الكثير من الآمال.
تنشط الماكينة الإنتخابية للحزب السوري القومي الإجتماعي في بيروت ويعمل رئيسها العميد بطرس سعادة في جولاته مع المرشح القومي فارس سعد على التفاعل مع الناس بشكل مباشر. وعن تاريخ الحضور الحزبي في بيروت يقول سعادة: «الحزب السوري القومي الاجتماعي ليس غريباً عن بيروت فقد أسّسه الزعيم أنطون سعاده عام 1932 في منطقة رأس بيروت، ولكن ما مرّ على هذه المدينة من حروب وتقلبات سياسة أثرّ بشكل كثير على الواقع التاريخي لمدينة بيروت، ولكن جذورنا الحزبية بقيت راسخة، خاصة أننا خلال الحرب الأهلية والطائفية التي عصفت بالبلد كنا السياج الذي حمى الناس كوننا حزباً غير طائفي، واليوم نحن نؤكد على هذه الجذور مع العلم أننا لم نغب ولسنا بحزب طارئ على بيروت».
المحطات المشرقة لا تُلغى
وعن محاولات تجهيل هوية بيروت المقاومة يقول سعادة: من الصعب بل من المستحيل إلغاء المحطات المشرّفة من الذاكرة الاجتماعية والوطنية لبيروت، فنحن أوّل من أطلق الرصاص على العدو وشارع الحمرا يشهد والجميع يعرف عملية «الويمبي» التي نفذها البطل القومي الشهيد خالد علوان وغيرها من العمليات، ورغم محاولات التعمية على هذه المحطات تبقى الأصالة موجودة لدى أهالي بيروت، ونحن نعمل على تظهير هذه الروحية والأصالة ونراهن على حسّ الانتماء لدى أهل هذه المدينة التي نحب».
ولا ينكر العميد سعادة أنّ هناك معركة انتخابية ضمن إطار ديمقراطي، فيقول: «الانتخابات معركة بالمعنى الديمقراطي، وبالأمس أعلن الوزير نهاد المشنوق أنّ المعركة المفترضة هي «حسم وجه بيروت وانتمائها» والسؤال هنا حول الانتماء ولأيّ مشروع، هل هو مثلاً إلغاء دور المقاومة؟ إذا كان هذا هو ما يقصده فهذه مشكلة فعلية ونحن لن نسمح بذلك، ومن هنا نعلن أنّ معركتنا تحمل شعار وعنوان «الحفاظ على المقاومة وخيارها» كونها محوراً كاملاً متكاملاً، والمقاومة بالنسبة لنا هي جزء من حياتنا وكرامتنا ونحن نعتبر المقاومة حالة يجب الحفاظ عليها وحمايتها في مواجهة من يرى أنّ الخيانة هي وجهة نظر، ونحن اليوم يمكننا أن نتصدّى للعدو ونهزمه».
أما في ما يتصل بالمعاناة الاجتماعية التي يعاني منها الناس يقول سعادة: «المشاكل الإجتماعية كثيرة، وتحتاج إلى معالجة جذرية، المواطنون يعانون من نقص الخدمات الإنمائية، الكهرباء والبنى التحتية، النفايات، وإنعدام فرص العمل مما يجعل البطالة حالة ضاغطة ومخيفة… كلّ هذا الضغط يؤدّي إلى الانفجار في مكان ما، وبالتالي انهيار الأمن الاجتماعي، ونحن أطلقنا مشروعنا في مؤتمر صحافي عقده رئيس الحزب، والمطلوب أن يكون هناك إرادة وطنية من جميع الأطراف لتحقيق التوازن الاجتماعي المرجو وحلّ جميع المشاكل المتصلة بهذه الملفات التي أشرت إليها كي نصل إلى النتيجة المرجوة، ونحن كحزب سوري قومي إجتماعي نوابنا سيحملون هموم الناس إلى البرلمان، وهذا بديهي حيث أنّ زعيمنا يقول «إنّ معركتنا هي معركة الوصول إلى الشعب» وبالتالي لا أحد يمكنه الوصول إلى الشعب إلا إذا حمل هموم الناس، من هنا يكون دور البرلماني في التشريع وتقديم الخدمات للناس.
وفي ما يتصل بالقانون الإنتخابي يقول سعادة: «رضينا بالقانون الإنتخابي كما هو كأمر واقع، ولكن نحن نعتبر أنّ القانون الأمثل هو لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية وخارج القيد الطائفي».
أما لماذا تمّ اختيار المرشح فارس سعد لتمثيل الحزب القومي برلمانياً، يقول سعادة: «الأمين فارس سعد من الأشخاص الذين لديهم علاقات كبيرة في بيروت وهو يملك مؤسسة إعلامية للاقتصاديين ولديه حضور قوي بين الناس ولديه فكر اقتصادي نيّر ومن موقعه يستطيع فتح قنوات لعمل الشركات اللبنانية في السوق السورية والمساهمة في إعادة إعمارها».
الحزب القومي متجذّر في بيروت
أما المرشح فارس سعد فيتحدّث عن جذور الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيروت، ويقول: «الحزب متجذّر في بيروت، وقد مررنا في مراحل مفصلية في الخمسينات وصولاً إلى السبعينيات، وفي ظلّ الحرب الأهلية كان للقوميين الدور الأبرز في امتصاص النتوءات الطائفية واستيعاب الناس وبالتالي حمايتهم، وجميعنا نعلم أنّ بيروت مدينة مقاومة، والتاريخ يحفظ انطلاقة شعلة المقاومة حيث كانت الطلقة الأولى للقوميين الاجتماعيين وأتت عملية الويمبي للشهيد خالد علوان لتجبر المحتلّ الصهيوني على الخروج من المدينة.
أضاف: سعد: القوميون حاضرون في معظم العائلات البيروتية وقد لا نتمكّن من حصرها كلها، ولأننا جزء أساسي من هذه المدينة كان لا بدّ من أن نسعى لتمثيلها في الندوة البرلمانية، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة».
ويضيف في نفس الإطار: «هذه المدينة التي تملك وجهاً حضارياً واحتضنت الحزب على الدوام تعاني حرماناً كبيراً، بالإضافة إلى أنّ معظم أهالي بيروت خرجوا منها في ظلّ تصاعد البنيان الإسمنتي الذي لا يمكن للكثيرين منهم السكن فيه، هناك ناطحات سحاب بلا سكان، وهذا أمر غير مقبول. من جهة ثانية يشير سعد إلى أنّ هناك مؤامرات تتعرّض لها المنطقة برمّتها، ولبنان شكل مقصداً أساسياً لغزو الإرهاب الذي تصدّى له الجيش والمقاومة ونحن كحزب قومي جزء لا يتجزأ من هذه المقاومة، واليوم نحن أمام مشروع تقسيمي يتربّص بالمنطقة، وما يحصل في الشام يتطلب منا أن نعي حجم مسؤوليتنا حيث أننا نمرّ في مرحلة مفصلية، من هنا قرّرنا خوض المعركة الانتخابية انطلاقاً من تاريخنا وقناعاتنا مع عائلات بيروت التي أدركنا أنّها لم تبتعد يوماً عن الحزب القومي وبالتالي كحزب أعدنا مدّ جسور التواصل لتبقى بيروت عاصمة الحضارة والمقاومة، وعقيدتنا المقاوِمة تتطلب منا خوض المعركة الانتخابية إلى جانب كلّ القوى المقاومة».
وعن نبض الناس في بيروت يقول سعد: «لمست لدى الناس رغبة كبيرة في عودة وجه بيروت المقاوم والقادر على التصدي بما تمتلك هذه المدينة من تاريخ حضاري ونهضوي، ومن هنا خوضنا المعركة الإنتخابية له أكثر من هدف، وأول أهدافنا التركيز على وحدة الحياة وليس التعايش، والخروج من الإطار الطائفي والفئوي، واليوم لدينا فرصة كبيرة لتحقيق العدالة الاجتماعية المرجوة…
وختم سعد: أودّ الإشارة إلى أنّ أيّ تشويش على متانة التحالف بأسماء مرشحين آخرين لن يؤثر على تحالفاتنا، فنحن مع حلف المقاومة الذي يتعرّض لهجمة شرسة من كلّ الأطراف التي تتبع للمشروع المضادّ لمشروع المقاومة، وسنبقى نقاوم وسنربح التحدي».
تقي الدين استقبل وفد «القومي»
استقبل رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين في دارته في تلة الخياط، وفداً من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ المرشح القومي عن المقعد الإنجيلي في دائرة بيروت الثانية فارس سعد وعميد العمل والشؤون الاجتماعية بطرس سعادة ومنذر الحريري.
وتمّ التباحث خلال اللقاء في الشؤون الانتخابية على مستوى بيروت والدوائر كافة. وأكد الطرفان متانة العلاقة التحالفية والاستراتيجية.