تويني ممثلاً عون في مؤتمر «الروح القدس»: العالم يحتاج إلى التقارب للاقتناع بالعيش معاً
نظّم مركز دراسات الأقليات في الشرق الأوسط، في جامعة الروح القدس – الكسليك، بالتعاون مع مركز SoDRUS في جامعة شيربروك، في إطار شهر الفرنكوفونية، مؤتمراً بعنوان «العيش معاً وحيادية الدولة أمام امتحان التطرف، تقوقع الهوية والتقلبات العالمية»، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلاً بوزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني.
حضر الافتتاح المطران سمير مظلوم ممثلاً البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وحشد من الشخصيات الروحية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والتربوية والمشاركون في المؤتمر من لبنان وخارجه.
وفي مستهلّ المؤتمر شكر نائب رئيس جامعة الروح القدس الأول ومدير مركز دراسات الأقليات في الشرق الأوسط الأب يوحنا عقيقي، باسم رئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة الموجود حالياً خارج البلاد، رئيس الجمهورية على رعايته هذا المؤتمر، «ولا سيما أنه هو الذي أعلن «بيروت مدينة نموذجية للعيش معاً والحوار بين الأديان»، وأثنى على حضور الوزير تويني ومشاركته في المؤتمر ممثلاً الرئيس.
وبعد كلمتين لمدير المعهد السويدي في الإسكندرية بيتر ويدرد والسفيرة الكندية إيمانويل لامورو، ألقى الوزير تويني كلمة، أشار فيها إلى أن «العالم يعيش بقلق تداعيات الأزمات المتلاحقة التي تهزّه شرقاً وغرباً، والتي يمكن وضعها بمجملها في إطار تحدّيات العيش معاً».
وقال «فعالم اليوم بات قرية كونية، تلاشت معها حدود وبرزت فيها آفاق جديدة، إلا أن هذا الواقع، بدل أن يساهم في صياغة قيم إنسانية في التلاقي أدّت إلى إظهار الاختلافات التي بات معها التنوّع الديني والإثني والسياسي والاجتماعي شرارات تولِّد نزاعات دموية وأليمة. فبات الآخر المختلف هو المستهدف بدل أن يكون الغاية».
وشدد على «أن عالم اليوم أحوج ما يكون إلى التقارب، وهو أولى درجات الاقتناع بالعيش معاً الذي يوجب الاعتراف بأن أي وطن هو مساحة من الأرض صنعها التاريخ وقادها البشر، وهم مختلفون أساساً. هذه المساحة مع أبنائها لا تستمرّ إلا بهذا التلاقي الذي يجمع إليه مواهب الجميع وخصوصيات الجميع، في احترام متبادل وشراكة حقيقية، دافعها ليس فقط قبول الآخر كما هو، بل أكثر، احترامه في خصوصياته، وعندها يكون انتساب الجميع إلى تراث غنى مشترك ومتبادل. وما يؤذي هو حينما لا ينظر البعض إلى الوطن كمجموعة أبناء هم في وحدة كيان بل كمجموعة أفراد هم في تصارع دائم على مصالح ونفوذ».
وتابع «لقد اختبر لبنان أن أيّ مكوّن من مكوّناته متى نظر إلى الباقين بهذه النظرة، فإن الخسارة تكون للجميع، و»العيش معاً» أي جوهر كيان لبنان هو الضحية. فإذا كان للبنان أن يقدّم مساهمته المتواضعة للإنسانية الشاملة، من خلال توطيد حقيقة «العيش معاً»، ليبقى «رسالة»، فهو أن يدعو إلى التأسيس على الديموقراطية النابعة من العيش اليومي، تلك الطالعة من قناعة الضمير، وقوامها المواطنة الحقة، لا تلك المسيّرة بآليات، غالباً ما ينكشف ضعفها، لأنها تفتقد إلى القناعة».
وختم تويني مشدّداً على «ضرورة توطيد العيش معاً كمفهوم من مفاهيم عالم الألفية الثالثة»، آملاً أن تأتي توصيات المؤتمر «على مستوى تطلعاتنا من أجل غد أفضل لشعوبنا وأوطاننا».
ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام، تُعقد خلالها جلسات بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين والخبراء من لبنان والخارج للبحث في عدد من المواضيع الفكرية والثقافية والتربوية.
وكان المشاركون في المؤتمر، زاروا قبل الافتتاح، الصرح البطريركي في بكركي، حيث التقوا البطريرك الراعي الذي أثنى على أهمية الموضوع الذي يطرحه المؤتمر، «خصوصاً أنه يدعو مع رئيس الجمهورية الى أن يكون لبنان مركزاً لحوار الأديان».