الجيش السوري يحرّر حمورية بالكامل ويُجلي آلاف المدنيين من الغوطة الشرقية.. وتركيا تواصل عدوانها على عفرين لليوم الـ 55
أكد مستشار قائد الثورة الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي ضرورة احترام وحدة الأراضي السورية معرباً عن أمله بعودة الأمن والاستقرار إلى كل أنحاء سورية في أقرب وقت ممكن.
وأشار ولايتي في تصريحات له أمس، إلى السوريين الذين هجروا من منازلهم جراء الأعمال والجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية، لافتاً إلى أن الآمال باتت أكبر بعودتهم والبدء بإعادة الإعمار في سورية.
من جهته أكد مستشار قائد الثورة لشؤون الصناعات الدفاعية العميد حسين دهقان أن ادعاءات التحالف الأميركي بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي هي مزاعم كاذبة.
وقال في تصريح اليوم: «بالرغم من كل تصريحاتهم في مجال محاربة هذا التنظيم الإرهابي، فإن ما ثبت لشعبنا وجميع الشعوب هو أن هذا التحالف يقف إلى جانب هذا التنظيم الإرهابي».
وأشار دهقان إلى أن القوات المسلحة الإيرانية بلغت مرحلة من التدريب والجهوزية لتكون قادرة على الردّ القاصم على أي تهديد.
وفي السياق، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري أن موعد اجتماع أستانة 9 حول الازمة في سورية سيحدد خلال مباحثات وفود الدول الضامنة.
ومن المقرّر أن يعقد وزراء خارجية الدول الضامنة الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف والنظام التركي مولود جاويش أوغلو اجتماعاً حول سورية اليوم الجمعة في العاصمة الكازاخية أستانة.
وقال جابري أنصاري لوكالة سبوتنيك الروسية «إن رؤساء وفود الدول الضامنة بحثوا مشروع البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية الدول الضامنة الثلاث.. وهذه نسخة أولية سيتم بحثها غداً اليوم من قبل الوزراء، وبعد ذلك سيتمّ توزيع البيان على الصحافيين».
وقال جابري أنصاري «عقدنا لقاءين.. لقاء ثلاثي لوفود الدول الضامنة مخصّص لمناقشة التحضيرات للقاء وزراء خارجية الدول الثلاث وجدوله والثاني اجتماع تقني بين خبراء من الوفود الثلاثة وخبراء من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر».
وكان وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف أعلن في السابع من الشهر الحالي أن الدول الضامنة بصدد اعتماد بيان مشترك خلال لقاء وزراء خارجيتها يتضمن مستقبل حل الأزمة في سورية، بينما قالت الرئاسة الكازاخستانية إن الرئيس نور سلطان نزارباييف سيلتقي الوزراء يوم غد الجمعة في أستانة.
واستضافت العاصمة الكازاخية أستانة ثمانية اجتماعات حول سورية كان آخرها في 21 و22 كانون الأول الماضي، حيث جددت الدول الضامنة في البيان الختامي للاجتماع تمسكها والتزامها بوحدة الأراضي السورية وبإيجاد حل سياسي للأزمة فيها ودعت إلى اتخاذ خطوات دولية عاجلة ونشطة لمساعدة السوريين على تحقيق حل سياسي.
ميدانياً، تأكد تحرير الجيش السوري لبلدة حمورية في الغوطة الشرقية بشكل كامل أمس.
ونقلت مشاهد مباشرة لمغادرة آلاف المدنيين من أهالي حمورية قبل تحريرها بعد تأمين الجيش السوري ثغرة لإخراجهم عبر معبر إنساني.
وبحسب المرصد السوري المعارض فإنّ 12500 شخص خرجوا من الغوطة الشرقية أمس، في وقت أكدّ التلفزيون السوري أنّ المجموعات المسلحة قامت بالاعتداء وقطع الطريق على المدنيين الذين ما زالوا يحاولون الخروج من مناطقهم التي يستولي عليها المسلحون.
وأفادت مصادر بأن المدنيين تمكنوا من الخروج بعد وصول الجيش السوري إلى مشارفها أول أمس الأربعاء، مشيرة إلى أن الجماعات المسلحة عمدت إلى استخدام الأهالي كدروع بشرية.
كما لفتت إلى أن عدداً من أهالي كفر بطنا المجاورة استطاع الوصول إلى حمورية للخروج من الغوطة. وأشارت أيضاً إلى خروج مسلحين من الغوطة بعد التوصل إلى اتفاق مع الجيش السوري لتسوية أوضاعهم.
المدنيون وخلال خروجهم من الغوطة تحدّثوا عن أن المسلحين هربوا من المنطقة بعد دخول الجيش السوري إليها، وكانوا يمنعونهم من الخروج من المنطقة كما صادروا الأغذية والأدوية ومنعوها عن السكان.
أحد المشايخ المشرفين على عملية التسوية في الغوطة قال إن الجميع ينتظر لحظة خروج أهالي سقبا وكفربطنا لاحقاً.
وزير الإدارة المحلية السوري حسين مخلوف الذي واكب عملية إجلاء المدنيين أكد أن «المنشآت السورية قادرة على استيعاب الخارجين من مناطق الإرهابيين».
أما وزير الصحة نزار يازجي فقال بدوره إن المشافي جاهزة تماماً لاستقبال الأهالي الخارجين. وأضاف أن الدولة السورية قامت بمجهود كبير للحفاظ على الجهوزية رغم تضرّر القطاع الصحي.
أما محافظ ريف دمشق علاء ابراهيم فقال «لدينا الإمكانات اللازمة لاستقبال جميع الخارجين من الغوطة».
يأتي ذلك في وقت أكّد فيه المرصد السوري المعارض أن أكثر من 70 من مساحة الغوطة الشرقية باتت تحت سيطرة الحكومة السورية.
هذا ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن وزارة الدفاع الروسية إعلانها بدء هدنة إنسانية في الغوطة الشرقية لدمشق أمس.
أما «مركز المصالحة الروسي» فقد أفاد بأن العسكريين الروس «اتفقوا مع مسلحي الغوطة الشرقية على إدخال شحنة مساعدات إنسانية للسكان».
مركز المصالحة أضاف أن قافلة المنظمات الإنسانية الدولية المتوجهة إلى الغوطة تحمل 137 طناً من المواد الغذائية.
من جانبها، قالت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» إن 25 شاحنة تحمل حوالي 340 طنّاً من المساعدات الغذائية تنتظر عند معبر الوافدين لدخول شمال الغوطة، حيث ذكرت يولاندا جاكميه المتحدثة باسم «برنامج الأغذية العالمي» أن القافلة تضم كميات من طحين دقيق القمح تكفي 26 ألف شخص إضافة إلى إمدادات أخرى. وستتجه القافلة إلى مدينة دوما.
المتحدث باسم الرئاسة التركية قال إن المخابرات التركية تعمل على إخراج مقاتلي جبهة النصرة من الغوطة الشرقية.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن بلاده ستقضي على الإرهابيين في سورية بما في ذلك في الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أن الأهم هو توقف التحالف الأميركي الذي لديه قوات خاصة في سورية عن دعم الإرهابيين مثل جبهة النصرة.
هذا وأعلنت الممثلية الدائمة لهولندا لدى الأمم المتحدة، عن تأجيل جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة لمناقشة قضية التسوية السياسية في سورية، والتي سيعرض خلالها المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا، تقريره حول هذا الموضوع، إلى اليوم الجمعة.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من وصول الجيش السوري إلى مشارف بلدة حمورية في الغوطة، بعد مقتل عدد من مسؤولي «فيلق الرحمن» في استهداف الطائرات الحربية السورية غرفة أركان الفيلق في بلدة عين ترما.
وفي سياق ميداني آخر، واصل النظام التركي ومرتزقته من المجموعات الإرهابية عدوانه على منطقة عفرين لليوم الـ 55 على التوالي مصعداً قصفه الأحياء السكنية والمنشآت والبنى التحتية بمختلف أنواع الأسلحة في خرق جديد لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 القاضي بوقف الأعمال القتالية في سورية لمدة 30 يوماً.
وأفادت مصادر أهلية بأن قوات النظام التركي ومرتزقته من المجموعات الإرهابية واصلت قصفها بالقذائف والأسلحة الثقيلة مدينة عفرين مركزة اعتداءاتها على مركز المدينة المكتظ بالسكان ما تسبب باستشهاد مدني وإصابة 5 آخرين بجروح متفاوتة اضافة الى وقوع أضرار مادية كبيرة بالمباني والمنشآت والبنى التحتية.
وأشارت المصادر إلى إصابة 3 مدنيين بينهم أطفال أثناء قصف قوات الاحتلال التركي ومرتزقته بالطيران والمدفعية حيي الأشرفية والمحمودية داخل مدينة عفرين، لافتة الى ان القصف المستمر أوقع دماراً كبيراً في أحياء المدينة.
وقصفت قوات النظام التركي ومرتزقته من المجموعات الإرهابية أمس عدداً من السيارات المدنية على طريق قرية بعدينا بناحية معبطلي ما تسبّب باستشهاد 9 مدنيين على الأقل وإصابة آخرين بجروح واحتراق عدد من السيارات، وذلك قبل ساعات من استشهاد 7 مدنيين بينهم طفل وجرح 25 آخرين جراء تصعيد النظام التركي عدوانه على مدينة عفرين.
وتسبّب عدوان النظام التركي المتواصل منذ 20 كانون الثاني الماضي على منطقة عفرين وسط استمرار الصمت الدولي والمنظمات الانسانية باستشهاد وجرح أكثر من 1000 مدني وتدمير عشرات القرى والبلدات وتهجير آلاف المدنيين من قراهم وبلداتهم.