ورد وشوك
يا شام ما زال قلمي يكتب عنك من دون كلل أو ملل، يا أمّ من له أمّ ومن غادرته للبعيد البعيد أمّه على عجل، يا أمّ من استودعته أمّه في تربك شهيداً واستحلفتك أن لا تنسي أنّه روى ياسمينك بطهر الدم… يا أمّ من ترك خلفه وهو يقارع عدواً حاقداً أم تتضرّع كل صلاة أن يعود سالم مكلّل بالنصر، يا أمّ كل جريح جلست بجانبه أمّه تهون عليه بتر أو فقد لأجزاء من الجسد معلنةً أنّ ما أصابه ما كان سوى وسام عزٍّ علقاه معاً على الصدر، يا أمّ أبناء من استهدفتها قذائف الغدر فاخترت أن تكوني لهم الأم في الحرص على علمهم والعمل كردّ جميل لشهيدة ما كانت ترغب في تركهم عرضة لليتم والألم يا شام، يا من كنت وطناً لكلّ من لاذ بك بعد أن فقد الوطن، فكنت له الأمّ الرؤوم وعرف فيك الطيب. يا شام يا وطن العزة يا أمّ شعب صامد يتحدّى جبروت كلّ العالم مفتخراً بأنه إليك يؤول بالنسب، يا شام في عيد الأمّ لك باقات من الورد نُزع عنها الشوك لأنّك لم تعودي تحتملي الوخز حتى ولو كان من الورد.
رشا المارديني