حزب الله: السعودية تدفع لبنان إلى جولة جديدة من الفتن
أكد حزب الله أن السعودية تحرّض اللبنانيين بعضهم على بعض وتدفع لبنان نحو جولة جديدة من الفتن الداخلية، ودعا إلى حسن التعامل مع الانتخابات النيابية «لنستطيع أن نغير المعادلة الداخلية، فتقوى المقاومة ويشتدّ عودها أكثر».
وفي السياق، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين «أننا نخوض الانتخابات النيابية المقبلة كما كل الانتخابات التي خضناها في الماضي على قاعدة أن نكون صادقين مع أهلنا، وأن نتحدّث عن الأمور كما هي، لا نعدهم بوعود لا نتمكن من تحقيقها، ولا ندّعي أموراً لم نحققها، لأنه أمر مخالف لمبدأ وقيمة الصدق والأمانة».
وخلال احتفال تأبيني أقيم في بلدة دير قانون النهر الجنوبية، شدّد صفي الدين على «أننا حينما ندعو الناس إلى انتخاب مرشحينا واللوائح التي ننتمي إليها مع حلفائنا، فذلك لأننا مقتنعون أن هذه اللوائح تخدم مصالح شعبنا وأمتنا وأهلنا، ولا يعني ذلك أن هذه اللوائح قادرة على أن تحقق كل الآمال والطموحات».
واعتبر «أن النظام اللبناني مهترئ وغير قابل للإصلاح بشكل جذري، وبالتالي مَن يعتقد أن بإمكانه أن يحدث تغييراً جذرياً للتخلّص من الفساد المستشري في لبنان، فهو مخطئ، ومَن يعد الناس بذلك، فإنه يعدهم بما لا يقدر عليه طالما أن هناك نظاماً لبنانياً طائفياً يقوم على المحاصصة وإنتاج زعامات فاسدة، تشرّع الفساد وتصرّ عليه دائماً، ولذا ينبغي أن نطرح أهدافاً موضوعية، ونتحدّث مع الناس بكل صراحة».
وشدّد على أن «حل هذه الأمور في بلد يعاني من مشاكل كبيرة وكثيرة في الاقتصاد والمسائل الاجتماعية والإدارة، يحتاج إلى عقلية دولة لا نقول إنها غير موجودة تماماً، ولكنها ضعيفة، والذي يضعفها هو هذا النظام الخاطئ».
من جهته، أشار عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة عيتيت الجنوبية، إلى أن «آخر مساوئ السياسة السعودية على لبنان، كان التدخل السعودي في الشؤون الداخلية اللبنانية، ودخوله بشكل فاعل على خط الانتخابات النيابية المقبلة التي نجدها محطة أساسية لبناء دولة المؤسسات، ومواجهة الفساد، وحماية الخيارات الوطنية وتحصينها، وموقع لبنان المقاوم ودوره، ولكن التدخلات السعودية تحرّض اللبنانيين بعضهم على بعض، وتعيد حال الانقسام والتوتر السياسي بين اللبنانيين، وتدفع لبنان نحو جولة جديدة من الفتن الداخلية»، مشيراً إلى «أن السعودية بتدخّلها في الانتخابات النيابية وتشكيل اللوائح ودعم المرشحين لمواجهة حزب الله، تريد أن تغيّر المعادلات السياسية الداخلية، وأن تعوّض عن خسائرها في العراق واليمن وسورية، ولكن مهما دفعوا وحرّضوا، فلن يغيّروا من المعادلات السياسية الداخلية مثقال ذرة، ولن يحصدوا إلا الخيبة».
وأكد أن «السعودية تشكل استنزافاً حقيقياً متواصلاً لقوة الأمة ووحدتها، وتشكّل عنوان العروبة المزيّفة التي تخذل فلسطين والقدس، لا سيما أنها تتقارب مع إسرائيل، وتتعادى مع شعوب المنطقة».
من ناحيته، دعا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، إلى «حسن التعامل مع الانتخابات النيابية، لنستطيع أن نغير المعادلة الداخلية، فتقوى المقاومة ويشتدّ عودها أكثر وتستطيع مواجهة السياسات الداخلية والاقتصادية والاجتماعية والسيادية، التي يحاول الآخرون فرضها علينا من دون إرادتنا».
وشدد خلال احتفال تأبيني في بلدة الدوير الجنوبية، على أن «هذا الاستحقاق سنتعامل معه بمسؤولية الاهتمام والمبادرة وكثافة الاقتراع، فنقطع الطريق على الذين يريدون أن يصطادوا في مياهنا، ومياهنا صافية وليست عكرة».
كذلك، أشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله، خلال رعايته احتفالاً أقامته الهيئات النسائية في حزب الله في بلدة السلطانية الجنوبية، إلى أنه
«عندما سعينا الى أن يكون لدينا قانون انتخاب قائم على النسبية، كنا نعلم سلفاً أن هناك آخرين سيكون لهم مقاعد نيابية في المنطقة التي نمثلها».
وقال «في لبنان مَن يجيز لنفسه ما يحرمه على الآخرين، بحيث يجيز لنفسه أن يتحالف مع مَن يريد، ويشكل لوائح حيث يستطيع الفوز، وعندما يأتي الدور إلينا، يريد أن يحرّم علينا ما هو حلال له، ولأن في لبنان قائداً سياسياً وطنياً شريفاً هو الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فإن الوفاء منه كان أعلى من المصلحة الحزبية والمناطقية وما شابه، وقدّم هذا الوفاء على حساب إمكانية أن تكون لنا فرص هنا أو هناك، ولا سيما أن هناك في بعض الدوائر مَن يحرّض ويمنع ويسعى لمنع تحالفات لنا، وفي المقابل نحن نفتح يدنا ونقول للآخرين اذهبوا حيث شئتم، وهذه هي القيم الأخلاقية».