فياض: الأول من آذار هو الأساس النظري لخيارنا المقاوم بزي: سعاده استشعر الخطر التركي الذي لا يزال يهدّدنا حتى اليوم
نظمت مديرية الشياح التابعة لمنفذية المتن الجنوبي في الحزب السوري القومي الاجتماعي ندوة بمناسبة الأول من آذار عيد مولد باعث النهضة أنطون سعاده تحت عنوان «معاني الأول من آذار ومقاومة التطبيع»، شارك فيها عميد الثقافة والفنون الجميلة الدكتور زهير فياض والباحث في الشأن الاستراتيجي الدكتور وسيم بزي، وذلك في «جبران مول» ـ طريق المطار.
حضر الندوة عضوا المجلس الأعلى عاطف بزي وسماح مهدي، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا ناصيف رياشي، منفذ عام المتن الجنوبي محمد المولى وأعضاء هيئة المنفذية، الناموس المساعد في عمدة الإذاعة مي الأعور، ناموس لجنة تأريخ الحزب أروى بو عز الدين وعدد من المسؤولين الإداريين وجمع من القوميين والمواطنين.
كما حضر الندوة رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور، مختار برج البراجنة عبد العزيز الحركة، مسؤول حركة أمل علي وهبي، وفد من حركة الجهاد الإسلامي وفاعليات.
افتتحت الندوة بالنشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، ثم ألقى مذيع المديرية طلال ظاهر كلمة استهلها مُرحّباً بالحضور، وأكد أنّ سعاده ركز على بناء الإنسان الجديد المتناغم مع مجتمعه. وأضاف إنّ الأول من آذار هو عنوان قيم الحق والخير والجمال.
المولى
وتولت أميرة المولى إدارة الندوة حيث أكدت أنه من نور فكر سعاده تأصل عشق الوطن وعشق الأمة، وأضافت أنّ هذه الذكرى تجمعنا للوقوف على معناها الإنساني الكبير، وأنّ رحلة الإنسان في هذه الحياة، مادة وروحاً، هي رحلة في المعنى، ويأخذ هذا المعنى أهمية أكبر حين يكون أمة ومجتمعاً ووطناً.
بزي
وأكد الدكتور وسيم بزي أنه يتشرف بمشاركة القوميين الاجتماعيين بالاحتفال بذكرى الأول من آذار، ذكرى مولد أنطون سعاده الذي رفض رفع علم المستعمر التركي في مدرسته، وقد استشعر سعاده الخطر التركي منذ طفولته، هذا الخطر الذي لا يزال يهددنا حتى اليوم تحت إسم «العثمانية الجديدة».
كما أكد بزي أننا في مواجهة التطبيع نعيش المواجهة والتحدي الأصعب، وهذا ما يلفتنا إلى الفرق بين القوة الخشنة والقوة الناعمة، ففي الحالة الأولى يمكننا تشخيص العدو وامكاناته ومحاربته، أما في الحالة الثانية فالأمر أصعب وأعقد، مشدّداً على أنّ المقاومة القوية هي مؤشر على المناعة الوطنية والانتماء الوطني.
فياض
من ناحيته، أكد عميد الثقافة والفنون الجميلة زهير فياض في كلمته أنّ الأول من آذار يمثل الوعي القومي المبني على منهج علمي معرفي في مقاربة «الواقع الاجتماعي»، على ضوء معطى العقل باعتباره الشرع الأعلى، وهو المنهج الذي يرمي إلى بناء وحدة الأمة وإطلاق نهضتها، والحزب السوري القومي الاجتماعي يمثل حركة الإسقاط الحي لهذا المنهج في واقع الأمة».
وأشار فياض إلى أنّ «السبيل الوحيد لإعادة بناء صورة المشهد القومي التاريخي يكون في التأكيد على صوابية المنطلقات القومية الاجتماعية»، وشدّد على «أن الأول من آذار بما يحمله من مضامين صراعية يشكل الأساس النظري لخيارنا المقاوم كأمة سورية، أي خيار الممانعة والرفض للمشروع الامبراطوري الجديد، مع تقاطعاته مع المشروع الصهيوني، ولا مساومة على هذا الخيار».
وقال فياض: «إنّ كلّ التحوّلات والتبدّلات التي شهدها عالمنا في العقود الأخيرة، ولا سيما في السنوات الأخيرة أعادت الاعتبار إلى المسألة القومية لتحتلّ من جديد المرتبة الأولى في الفهم العميق لواقع العالم وحركة الصراع فيه، بعد طغيان نظريات مثل العولمة، وصراع الحضارات ونهاية التاريخ، هذه النظريات المسطحة التي تطفو على سطح التكوين الحقيقي لهذا العالم. ولقد تأكدت حقيقة أنّ هذا العالم الذي نحن جزء لا يتجزأ منه هو عالم الأمم والقوميات بامتياز، وعالم المجتمعات التي تمتلك وجودها الذاتي، وتمتلك هوياتها، وميزاتها وخصائصها ومفاهيمها، ولها مصالح واقعية لا بدّ من رؤيتها وأخذها في الحسبان .
وتابع: كما تأكدت أكثر حقيقة أنّ الخطر الذي يتهدّد الأمم والمجتمعات في عالم اليوم يكمن في نزعة الهيمنة والاستئثار والإخضاع، وفي العقل الإمبراطوري الذي تمثل الولايات المتحدة الأميركية والغرب الأوروبي رأس الحربة في مشاريعه الاستعمارية الإلحاقية والإلغائية لمصالح أمم وشعوب برمّتها، ما يستوجب أن تنهض في وجه هذا التكتل النيو- كولونيالي جبهة عالمية موحّدة من أمم وشعوب ومجتمعات يطالها القهر والظلم والاستعباد بأشكاله الجديدة الأكثر حدة، والأشدّ إيلاما ً.
وشدّد على أنّ أولويات النضال القومي، إضافة إلى الصراع القومي التحريري تتمثل في السعي الجدي إلى إقامة تكتلات إقليمية تتواصل في ما بينها وتتلاقى لتشكل جبهة عالمية موحدة في وجه هذا التكتل النيو كولونيالي العالمي، وتغطي هذه الجبهة مساحات الشعوب المقهورة من أميركا إلى أفريقيا إلى آسيا إلى أوروبا نفسها، والسعي إلى رفدها بكلّ الإمكانات والوسائل والأدوات لتدافع عن حقوق شعوبها المهدورة في عالم الرأسمالية الجديدة، الذي لا ترى فيه منظومة القوى الاستعمارية إلا سلعاً وثروات وآليات عرض وطلب في سوقها المتوحشة .
وفي الختام تمّ قطع قالب الحلوى الذي أعد خصيصاً للمناسبة.