ماركس لـ«سي أن أن»: تركيا لن تتدخل ضدّ «داعش» إلا إذا شعرت بخطر داهم
اعتبر الجنرال الأميركي المتقاعد والمحلل العسكري لدى «سي أن أن» جيمس ماركس، «أنّ تطورات المعارك في مدينة عين عرب «كوباني» السورية التي تدافع عنها اللجان الشعبية الكردية في وجه مقاتلي «داعش»، تؤكد بدء نجاح الضربات الجوية في إحداث تغيير ميداني»، لافتاً إلى «أنّ تركيا لن تتدخل إلا في حال تعرضها لتهديد».
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الغارات الجوية قد ساهمت في دعم المقاتلين المدافعين عن عين عرب، أجاب ماركس: «بالتاكيد الغارات الجوية تساعد في القضاء على داعش، وفاعلية هذه الضربات تزداد»، مشيراً إلى «أنّ هناك وحدات تستطلع على الأرض وتحدد الأهداف، وقد تكون هذه الوحدات من الأكراد، أو من المعارضين السوريين في شمال البلاد، أو حتى من القوات الأميركية الخاصة التي يمكنها التحرك أحياناً إلى داخل كوباني انطلاقاً من تركيا المجاورة».
ولفت ماركس إلى «أنّ الضربات الجوية دفعت تنظيم داعش إلى تغيير خططه»، وقال: «يظهر أنّ الغارات تفعل فعلها، وقد اضطر داعش إلى التعامل مع معطيات جديدة، فالضربات الجوية تدفع التنظيم إلى تشتيت قواته، الأمر الذي يضرّ بقدرته على ممارسة القيادة والسيطرة، ولذلك تغيرت أساليب التنظيم من شنّ هجمات كبيرة ومركزة إلى شنّ عمليات مشتتة ومتفرقة، ولكنه في نهاية المطاف سيضطر إلى تجميع قواته في نقطة ما من أجل السيطرة على المدن، كما يحصل في كوباني، وعندها تعود الطائرات لتستهدفها مجدداً».
وأقر ماركس بوجود تحديات تصعّب مهمة إقناع تركيا بالمشاركة في العمليات على نطاق أوسع، لافتاً إلى «أنّ المشكلة تتمثل في التوتر القائم بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، فالحزب مسؤول عن مقتل أتراك، ولذلك فإنّ الحكومة التركية تشعر أنها في حال المشاركة في قتال داعش ستكون كأنها تقدم الدعم لحزب العمال، وهو أمر لا يمكنها تقبله».
وتابع ماركس: «القضية الثانية تتمثل في رغبة تركيا بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولذلك فهي لا ترغب في حصول أي أمر يساعد على تقوية نظامه».
وراى «أنّ تركيا حتى الآن تدافع عن سلامة حدودها، ولديها جيش فائق القوة والتدريب، وهي تراقب الوضع للتدخل في حال تحرك أي طرف ضدّ المصالح التركية، وموقفها الحالي هو أنها تتعامل مع الأزمة الإنسانية وتقوم باحتواء اللاجئين السوريين ولكنها لن تتدخل عسكرياً طالما أنها لا تشعر بخطر داهم».