موسكو: أحبطنا 3 محاولات لاستخدام الإرهابيين للكيماوي.. ونتهم واشنطن بتمثيلياتها المستمرة ضد دمشق
أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحرير الجيش السوري أكثر من 65 في المئة من الغوطة الشرقية وأن 80 ألف شخص خرجوا في الأيام الـ5 الماضية عبر الممرات التي فتحها الجيش السوري ومركز المصالحة الروسي.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس: «تستمر في الغوطة الشرقية، وبدعم من مركز المصالحة الروسي في سورية، عملية إنسانية فريدة وغير مسبوقة . ففي الأيام الـ5 الماضية، تم عبر الممرات الإنسانية المفتوحة هناك، إجلاء نحو 79655 نسمة».
وأضاف: «الجهود الرئيسية للعسكريين الروس تهدف بشكل أساسي إلى ضمان خروج المدنيين الآمن من المناطق المحاصرة وتنظيم وصول المساعدات الإنسانية الروسية لمن تمّ إجلاؤهم».
وتابع: «سلّمنا في وقت قصير نحو 427 طناً من المواد الغذائية، إضافة إلى المطابخ المتنقلة، والأفرشة والبطانيات، ونقدّم الوجبات الساخنة للنازحين يومياً».
وأشار الوزير الروسي إلى أن هذا العمل «تمّ بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري».
وقال: «على الرغم من المحاولات المستمرة من قبل المسلحين لإخراج السلام عن مساره في الغوطة الشرقية، فنحن نتفاوض مع قادة الجماعات الإرهابية بهدف وقف الأعمال العدائية وتجنب وقوع كارثة إنسانية هناك».
وأضاف: «نواصل مراقبة ممارسات الولايات المتحدة وبلدان التحالف، ونلاحظ نشاط قواتهم المسلحة حول سورية».
وختم بالقول: «قد يستخدم الارهابيون مواد سامة لإلقاء اللوم على القوات السورية واتهامها باستخدام الأسلحة الكيماوية. وتم إحباط 3 محاولات من هذا النوع خلال الأسبوع الماضي».
التمثيليات الأميركية مستمرّة
إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوفن أن روسيا تدعو الولايات المتحدة للتخلّي عن خططها لتوجيه ضربة إلى دمشق من دون أي تحفظات.
وقال ريابكوف: «كنا ولا نزال نحذّر الجانب الأميركي أنه من الضروري التخلّي عن هذه الخطط من دون أي تحفظات. وسيكون أي عمل غير شرعي باستخدام القوة، مثلما حدث قبل عام تقريباً في قاعدة الشعيرات الجوية، عدواناً ضد دولة ذات سيادة، وفقاً للمادة المعنية من ميثاق الأمم المتحدة».
وبشأن الاتهامات الموجّهة إلى السلطات السورية بشأن استخدامها المزعوم للأسلحة الكيميائية، قال ريابكوف إن «التمثيليات كانت مستمرّة، وهي قد تبقى مستمرة، وخاصة على خلفية نجاحات القوات الحكومية السورية في سحق الجماعات الإرهابية في الغوطة الشرقية».
وفي معرض حديثه عن الغوطة الشرقية، أشار ريابكوف إلى أن «الوضع الإنساني هناك تغيّر جذرياً ونحو الأفضل. والسكان يخرجون بعشرات الآلاف. وكل ذلك يُغضب بكل معنى الكلمة خصوم الحكومة في دمشق، وهم يبحثون عن ذرائع جديدة للهجمات علينا وعلى الجانب السوري».
وخلص إلى القول إن «اي استفزازات قد تحدث في مثل هذا الوضع».
هذا، وكانت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى قد تحدثت عن احتمال استخدام القوة العسكرية ضد دمشق في حال أثبت استخدامها للسلاح الكيميائي ضد المدنيين. وقد واجهت دمشق اتهامات باستخدام غاز الكلور في الغوطة الشرقية وبعض المناطق السورية الأخرى، لكن الحكومة السورية رفضت جميع الاتهامات مؤكدة أنها تخلصت من ترسانتها الكيميائية منذ فترة طويلة.
يواصل الجيش تقدّمه في الغوطة
ميدانياً، قال مصدر في الشرطة السورية إنّ القذائف التي أطلقها المسلحون المتمركزون في الغوطة الشرقية تسبّبت بارتقاء 35 شهيداً ونحو 40 جريحاً في دمشق وريفها أمس.
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق قوله إنّ سقوط قذيفة صاروخية أطلقها إرهابيون على سوق شعبي في حي كشكول في أطراف مدينة جرمانا تسببت باستشهاد 29 شخصاً وإصابة 23 آخرين، ولاحقاً ذكرت وكالة سانا أنّ جثامين 35 شهيداً وصلت مشفى دمشق نتيجة سقوط هذه القذيفة في الحي المذكور.
كما ذكر المصدر أنّ قذيفة سقطت في محيط صالة الجلاء الرياضية في منطقة المزة أدّت إلى إصابة أشخاص هم إمرأة و5 أطفال، كما أصيب 11 شخصاً بقذيفة على حي العمارة.
وفي السياق الميداني، يواصل الجيش السوري تقدّمه في الغوطة الشرقية، حيث حرّر قرابة 80 في المئة من مساحة المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين.
كما يستمر الجيش في تأمين الممرات الإنسانية لخروج المدنيين المحتجزين ونقلهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة بريف دمشق.
وذكرت وكالة «سانا» أن وحدات الجيش السوري بدأت صباح أمس عملية عسكرية دقيقة ضد التنظيمات الإرهابية في بلدة حزة، وذلك بعد تثبيت نقاطها في بلدتي سقبا وكفر بطنا وتأمينها وإيصال المساعدات إليهم بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري.
وأشارت الوكالة إلى أن «وحدات الجيش بدأت بالتقدم باتجاه بلدة حزة لتطهيرها من الإرهابيين بالتوازي مع رمايات دقيقة تتناسب وطبيعة القتال داخل التجمّعات السكنية طالت التجمّعات والمقار الرئيسية للتنظيمات الإرهابية في بلدتي زملكا وعربين».
وأفادت وكالة سانا بأنّ وحدات من الجيش السوري بدأت فجر اليوم عمليات دقيقة في وادي عين ترما، وحققت خلالها تقدّماً جديداً بعد تكبيد المسلحين خسائر بالأفراد والعتاد.
هذا وطالب مسلّحو «فيلق الرحمن» و»أحرار الشام» بالخروج إلى شمال سورية، فيما طالب مسلّحو النصرة بالخروج إلى إدلب.
وأفادت مصادر بأن المسلحين فرّوا من بلدة سقبا الأحد الماضي باتجاه حزة وزملكا وعربين بعد دخول الجيش السوري إليها، في حين لم يغادر الأهالي بلدتهم مع دخول الجيش السوري إليها.
استمرار العدوان التركي
زعم نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ أن القوات التركية لن تبقى في عفرين، لكن عملها لم ينته بعد هناك. وأضاف أن القوات التركية ستعمل من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة، مشيراً إلى أنه سيجري تأليف إدارة في عفرين على غرار الإدارة التي أنشئت في منطقة درع الفرات.
وكان رئيس النظام التركي رجب طيب إردوغان قال إنّ العمليات العسكرية ضد الكرد ستتواصل لتشمل منبج، ورأس العين، والقامشلي شمال سورية. ودعا «الناتو» إلى التدخّل في سورية.
كما هدّد أردوغان بتنفيذ عملية عسكرية شمال العراق في حال بقاء المسلحين الكرد هناك، مؤكداً أن «عملية غصن الزيتون ستستكمل في باقي المناطق الكردية السورية».
مسلّحو «الجيش الحر» الموالون لتركيا كانوا قد قاموا الإثنين بنهب ممتلكات المواطنين والمقار السياسية والعسكرية في مدينة عفرين عقب سيطرتهم والقوات التركية على المدينة.
في سياق متصل، بثّت وحدات حماية الشعب في عفرين فيديو استهداف عربة مدرّعة لمسلحين مدعومين من تركيا في قرية الإمدارة في منطقة بلبل شمال البلاد. الفيديو يظهر احتراق المدرعة بالكامل بعد إصابتها بالصاروخ الموجّه.
من جهته، عبر المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل روب مانينغ عن قلق بلاده إزاء الوضع في عفرين، مؤكداً أن القوات الأميركية ليست طرفاً في تحرك قوات أي من الطرفين.
وقال مانينغ إن «واشنطن ترغب في رؤية نهاية للأعمال العدائية قبل أن تتاح الفرصة لداعش لإعادة تنظيم صفوفه في شرق سورية».
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تقرّ بمخاوف تركيا وهي على اتصال وثيق مع أنقرة والأطراف الآخرين لتخفيف معاناة المدنيين.
مانينغ الذي أقرّ بوجود عسكري أميركي في منبج، أكد أيضاً أنه لا وجود لأي قوات أميركية في عفرين.
وكانت تركيا انتقدت، تصريحات الخارجية الأميركية بشأن الوضع في عفرين شمال سورية، متهمة واشنطن بعدم إدراك أسباب عملية «غصن الزيتون» وأهدافها.
وقال حامي أقصوي المتحدث باسم الخارجية التركية في بيان الاثنين، إن «السلطات الأميركية لم تدرك بعد سبب وهدف وطبيعة عملية غصن الزيتون، أو أنها للأسف لا تريد أن تدرك ذلك»، مشدداً على أن «عملية غصن الزيتون هي حملة لمكافحة الإرهاب».
وتابع: «العملية بالتأكيد لا تستهدف السكان المدنيين، بل تهدف لإنقاذهم من قمع واستبداد التنظيم الإرهابي، بالإضافة إلى ذلك، تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لعدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين، وتمّ إيصال المساعدات الإنسانية إليهم».
من جهتها، دانت مصر ما وصفته بالاحتلال التركي لمدينة عفرين السورية، وما نجم عن العمليات العسكرية التركية من انتهاكات في حق المدنيين السوريين، وتعريضهم لعمليات نزوح واسعة، ومخاطر إنسانية جسيمة.
وأكدت القاهرة في بيان لوزارة الخارجية أن «الانتهاكات المستمرة للسيادة السورية غير مقبولة وتزيد من تعقيد المشهد السياسي باعتبارها تقوّض جهود التسوية السياسية القائمة».
من جهتها قالت الأمم المتحدة إن انتهاكات كبيرة وجدية لحقوق الانسان تشمل القتل والتعذيب تقوم بها القوات التركية جنوب شرق البلاد. وأضافت الأمم المتحدة أن انتهاكات حقوق الانسان في تركيا تشمل مئات آلاف الأشخاص.