السبسي يدعو جميع الأطراف إلى التوحّد للخروج من الأزمة
بمناسبة الذكرى الـ62 على استقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي منذ العام 1956، احتفل الشعب التونسي أمس، بهذا التاريخ لما يحمله من أبعاد رمزية كثيرة للتونسيين باعتباره تاريخاً لانتصار المقاومة الوطنية ضدّ الاحتلال.
فيما حيّا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بمناسبة الذكرى «كل من ساهم في إخراج تونس من الوضع المتردي الذي كانت عليه».
وأشار السبسي في كلمته إلى أن «حوالي 99.9 في المئة من التونسيين يشعرون بالإحباط، وأن الشباب في مقدمة المحبطين».
وأضاف أنّ صورة تونس في الخارج «لامعة» وفي الداخل «متهلهلة»، وفق تعبيره. كما اعتبر السبسي «أنّ الأحزاب التي غادرت وثيقة قرطاج أخطأت في تقديرها»، مؤكداً أنّ «وضعية البلاد تستوجب أن تكون جميع الأطراف موحّدة للخروج من الأزمة التي تمرّ بها». ولفت إلى أن «كل صوت يسجل غيابه يساهم في إضعاف البلاد».
وفي تعليقه على الأطراف السياسية التي تخلفت عن حضور موكب الاحتفال، أكّد السبسي «أنه وجّه الدعوة إلى جميع الأطراف»، معتبراً أن «مَن لا يريد الحضور له الحق في ذلك، غير أنه ليس له خلاف مع أي جهة، ويُعرف بكونه يتشاور مع الجميع».
وكانت الجبهة الشعبية في تونس قد أعلنت في بيان لها عن قرارها بـ»عدم حضور الاجتماع الذي ينتظم اليوم بقصر قرطاج».
وجاء في البيان إنّ «الجبهة الشعبية إذ تنحني إجلالاً لشهداء تونس ولكل الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي المباشر من أبناء شعبنا وبناته، فإنها ترفض أن تكون شاهد زور على الأجندة الخطيرة التي تحاول مؤسسة الرئاسة تمريرها للعودة بالبلاد إلى مربع النظام الرئاسوي وتصفية المكاسب الديمقراطية للثورة التونسية».
واعتبرت الجبهة الشعبية أنّ «مؤسسة الرئاسة تتحمل مسؤولية أساسية في ما آلت إليه أوضاع البلاد من تدهور في كافة المستويات وهو ما يجعلها جزءاً من الأزمة لا جزءاً من حلّها».
بالمقابل، أعربت كلّ من حركة النهضة التونسية وحزب المبادرة في بيانات صدرت أمس، عن «التقدير والإجلال لتضحيات المناضلات والمناضلين والزعماء الذين ضحوا من أجل عزة تونس».
كما شدّدت حركة النهضة على تمسكها بالاستقلال، فقد دعت لـ «حمايته وتعزيزه عبر الوحدة الوطنية واستكمال تحقيق مطالب التونسيين في العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة ومحاربة الفقر والبطالة». وأشارت إلى أنّ «النجاح في تنظيم الانتخابات البلدية المزمع قيامها في 6 أيار المقبل يُعدّ نجاحاً للتونسيين ولمسار الانتقال الديمقراطي في البلاد».
ويستحضر التونسيون في هذه المناسبة الوطنية نضالات شهداء تونس ومناضليها في مواجهة الاستعمار الفرنسي، ورحلة النضال السياسي التي بدأت مع حركة المقاومة المسلّحة منذ اللحظات الأولى للاحتلال الفرنسي، وشاركت فيها جميع فئات الشعب، فدفعت أجيال كاملة من أجل الاستقلال التضحيات والدماء الكثيرة لتحقيق هذا الهدف السامي ولبناء الدولة الوطنية الحديثة.