وزارة الثقافة السورية تحتفل بذكرى ولادة الشاعر نزار قبّاني في منزل طفولته
ميس العاني
من قارورة العطر التي سكنها الشاعر نزار قبّاني، ففاحت من بين أنامله أجمل القصائد وأروع الكلمات ليملأ الدنيا ويشغل الناس، اختارت وزارة الثقافة السورية أن تحتفل بالذكرى الثالثة والتسعين لميلاد الشاعر الراحل، بإزاحة الستارة أمس عن لوحة «الدلالة» التي نفّذتها أمام منزل طفولته في حي «مئذنة الشحم» في دمشق القديمة تخليداً لذاكراه.
ولا يمكن لمن يقرأ شعر قبّاني إلّا أن يلحظ تأثيرات نشأته في هذا البيت الدمشقيّ العريق على التقاطه الجمال وتخليده في شعره الذي أضاف إلى الشعر العربي روعةً من نوع خاص، منسوجة بعذوبة وإحساس فريدين لا يمكن أن يخرجا إلّا من قلب شخص عاش وكبر بين أحضان دمشق.
قرب بوّابة البيت الخشبية التي تُفتَح على سمفونية الضوء والظلّ، وبين شجرة النارنج والياسمينة والبِركة التي تترقرق فيها المياه العذبة، خرجت من بين أنامل نزار قبّاني قصائد جعلته برأي كثيرين من النقّاد مدرسة شعرية وحالة اجتماعية وظاهرة ثقافية. حيث قرّب الشعر من عامة الناس وحفر اسمه في الذاكرة الجماعية، وشكّل حالة لدى الجمهور. فاعتُبر «عمر بن أبي ربيعة» في العصر الحديث.
واختارت وزارة الثقافة أن تحتفي بميلاد الشاعر نزار قبّاني في هذا المكان الدمشقيّ العريق وفق معاون وزير الثقافة على المبيّض، رغبة منها في تعزيز الذاكرة المكانية لمحبّيه، بالتعريف عن المكان الأوّل الذي شهد تفتّح موهبته الشعرية.
وتكمن أهمية الفعالية بحسب المبيّض في أنّ الوزارة تحتفي بهذا المكان الذي حمل الشاعر تفاصيله إلى مفرداته الشعرية ورافقه طوال حياته، حتى أنه أوصى أن يُدفَن في دمشق ليعود العصفور إلى بيته والطفل إلى صدر أمّه.
وانتقلت ملكية هذا البيت في الستينات من القرن الماضي إلى عائلة نظام الدمشقية التي حافظت عليه حسبما أكّد عباس نظام المالك الحالي للمنزل، والذي أشار إلى أهمية البيت لأنه شهد ولادة الشاعر الدمشقيّ الكبير واستلهم منه الكثير من القصائد.
ومن يقلّب في نصوص قبّاني الشعرية والنثرية يرى كيف استطاع هذا البيت الذي يغفو حتى الآن مطمئناً بين أحضان دمشق، الاستحواذ على كلّ مشاعره حتى أصبح بالنسبة إلى نزار نهاية حدود العالم، والصديق والواحة والمشتى والمصيف، فحمله معه وإلى كلّ أنحاء العالم ولم يغادر وجدانه.
«سانا»