مَن يكفلُ جرحي يا أمي
الروائية والشاعرة نسرين بلوط
يا شمسي… من دمعكِ لملمتُ شرودي… وهجرتُ طواحينَ الكثبانْ… وحملتُ التاريخَ بخُفِّ الأشواقْ… وعبرتُ حناجرَ أمواجِ الشطآنْ… «قولي يا أمي.. كيف أصلّي للقبلةْ.. بمصامِ الشمسِ وأمراسِ الركبانْ… كيفَ تقرُّ العينُ تني كسحابٍ.. كيفَ يعودُ الطيرُ مجازاً.. كيفَ يهرّبُ ألحاناً؟.. أو يجتازُ البلدانْ؟… وعجبتُ لدنيا في قيعانٍ تغلي.. كالنجمِ الخاوي في بؤسٍ.. كالهمِّ.. وعلى مَن يكفلُ جرحي سأدلّكِ علّه يفْتِنُني.. يحضنني.. وينجّيني من غمّي… يا أمي… احترفَ البعدَ جبينُكِ من عجَفٍ.. فاحترقَ القلبُ هباءً.. بلهاثِ قروح.. …………………………. يا ساجيةَ الوجدِ أجيبيني….. في بحري المحمومِ بقُبلةْ… ضيّعتُ مدينةَ أمي… وأعودُ بتجذيفي بشراعِ جنوبٍ.. يتربُ أفْقٌ بلوري…عجباً!.. فبها… بدموعي رفقاً… وَدَعيني آتومُ إله البحرِ الغافي.. نقّب عن أطفالهِ غرباً.. بسُكاتْ… عادَ بهمْ… قبّلهم… غنّى سمفونيّةَ مشتاقْ.. لكنّي.. ضيّعتُ خطى أمي… بشتاتْ… وبكيتُ ضياعاً.. أتعثّرُ حيناً… بثباتْ.. فدَعيني.. يا شمسي… وتدلّي.. هاتْ يا بحري أحزاناً.. هاتْ… مَن يكفلُ جرحي.. يا أمي..