صباحات
يليق الصباح بالأمهات وهنّ أول من يلاقي أشعة الضوء يقتحمن النهار بشلال الحنان ليستفيق الجمع وقد تغيّر كل شيء فصار الفطور مشعّاً بالعاطفة والبيت دفئاً في الشتاء، ونسيماً لطيفاً في الصيف، بروح دفاقة بالحنو والتسامح والعناية بكل تفصيل. ويليق الصبح بعطر الأم قبل عطر الورود، فالحديقة الحقيقية هي تلك المتفتحة على خدودها قبل أن تفوح عطراً من جنبات أحواض الورد والحبق والياسمين. والصبح يليق بالأمهات ومعهنّ أوّل نظرة تتفتح عليها العيون في لحظة الولادة وكل يوم مع لحظة الاستيقاظ على أشعة عيونهن أملاً بحياة هانئة ويوم هادئ … للأمّ خلق الصبح توأماً وانفطر الصبح عن وجهها كما ينفطر وجه الصبح عن ضوء الشمس.