غربة
يا غربتي الساكنة في قلبي كيفك طمّنيني؟
عن الجيران وعن أهل الحيّ والضيعة حدّثيني
هربانة أنا
حزنانة أنا
اللون الأحمر بهالربيع صار عم يدبحني
والآه من صرخة كلّ أمّ سوريّة عم تكويني
هاتي يا غربة يلّي ساكنة بضلوعي
هاتي شو عندك أخبار أكتر حاكيني
السمكات يلّي بهاك البحر اتشرّدوا
حتّى تلاميذ هاك المدرسة صاروا عم يتمرّدوا
قولك يا غربة ما عاد في أمل للمحبّة بقلوبنا؟
ولا إبن الجيران بيتذكّر الماضي
لمّا كان يشلح جاكيته
تا يدفّيني؟
لك وين موسم الزيتون؟
يلّي كان يجمع الناس حتّى بكانون
وابن جيرانا يجمع الحبّات المستويّة
تا بإيديه لتنتين يلقّمني ويطعميني
لك آخ يا غربة شو عملتي فيني؟
وينك يا جدّي عن الدّبقات يلّي كنت تصليها
والعصافير يلّي كنت تجمعها ولجيرانك تعطيها
صارت هالدنيا صعبة
حتّى الشتلات يلّي
كنت تزرعها
ما ضلّ وقت لحتّى تسقيها وتغطّيها
لك شو ضلّ يا دني منّك حلو؟
سقيتي هالقلب منّك مرّ لا يمكن يتحمّلو
ولا ضلّ منّك أمل تا من جروح قلبي تشفيني!