بيان الاتحاد الأوروبي يدعم بريطانيا بسبب قضية سكريبال وانقسام حول الإجراءات الجديدة ضدّ روسيا..

أكدت دول الاتحاد الأوروبي خلال قمة لها في بروكسل، دعمها لـ «بريطانيا في ما يخصّ قضية الضابط السابق في الاستخبارات الروسية والعميل المزدوج سيرغي سكريبال»، الذي تقول لندن إنه تعرّض للتسميم مع ابنته يوليا في مدينة سالزبوري البريطانية يوم 4 آذار الحالي.

كما جاء في البيان الختامي لقمة رؤساء دول الاتحاد، أنّ «دول الاتحاد الأوروبي سوف تنسّق حول العواقب والنتائج المترتبة على هذا الحادث، والتي ستقدّم في ضوء الردود، التي ستقدّمها السلطات الروسية».

موسكو

وعلّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يقوم بزيارة إلى فيتنام، قائلاً «إنه يتعيّن على كل بلد أن يتخذ القرار الخاص بطرد الدبلوماسيين الروس بنفسه اعتماداً على مفهومه للكرامة».

بدوره، أعرب المتحدّث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أمس، عن «أسف بلاده لاتخاذ الاتحاد الأوروبي قراراً باستدعاء سفيره من روسيا»، مؤكداً «رفض موسكو لمثل هذه القرارات».

وقال بيسكوف للصحافيين: «بالطبع نحن نأسف، لأنه وباستخدام صيغة باحتمال كبير مجدداً، تتخذ قرارات من هذا القبيل. لسنا متفقين مع ذلك ونكرّر مرة أخرى، أنّ لا علاقة لروسيا مطلقاً وبالتأكيد بقضية سكريبال».

ومن جهة أخرى، قال بيسكوف، في مقابلة مع قناة تلفزيون «آر تي»، «إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعتزم تطوير العلاقات مع العديد من دول العالم، بما في ذلك مع الولايات المتحدة وأوروبا، خلال فترة الرئاسة الجديدة».

وأضاف بيسكوف: «روسيا والرئيس بوتين يريدان تحسين العلاقات حيث يمكن ذلك، وتطوير وتعزيز العلاقات مع العديد من الدول، خاصة مع شركائنا في أوروبا، والولايات المتحدة، ومواصلة هذا التطوير طالما أنّ شركاءنا مستعدّون لذلك».

المجلس الأوروبي

في حين، أعلن رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، «أنّ الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد تتخذ إجراءات جديدة ضدّ روسيا بسبب قضية تسميم سيرغي سكريبال وذلك اعتباراً من الإثنين».

وقال توسك، في مؤتمر صحافي عقده عقب قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس: «أُعرب عن ارتياحي الخاص من أنّ دول الاتحاد الأوروبي أكدت تضامنها الكامل مع بريطانيا على الرغم من المفاوضات الصعبة حول بريكست».

وتابع توسك: «الاتحاد الأوروبي موافق مع الحكومة البريطانية في تقييمها القائل بترجيح فرضية تحمل روسيا المسؤولية عن الهجوم في سالزبوري وليست هناك تفسيرات أخرى جديرة بالتصديق».

وشدّد على أنه «سيتمّ استدعاء سفير الاتحاد الأوروبي من موسكو»، فيما ذكر: «من المتوقع أن يجري اتخاذ إجراءات إضافية على مستوى دول منفردة اعتباراً من يوم الإثنين».

وأشار توسك إلى أنه «من السابق لأوانه التحدث الآن عن إجراءات جماعية جديدة للاتحاد الأوروبي ضدّ روسيا في إطار قضية سكريبال»، لافتاً إلى «ضرورة العمل انطلاقاً من نتائج التحقيق».

وفي رده على سؤال حول عدد الدول، التي ستكون مستعدة لدعم مثل هذه الإجراءات حال لجوء الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذها، قال توسك: «أكثر من دولة لكني لا أعتقد أنها ستحصل على دعم الجميع».

برلين

من جانبها، أصرّت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، في مؤتمر صحافي مشترك عقد بعد لقاء لها في بروكسل مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على «أنّ كلاً من برلين وباريس تعتبران أنّ ثمة ضرورة أن يتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات إضافية بحق روسيا على خلفية قضية سكريبال».

وقالت ميركل: «إنّ المناقشات حول الهجوم باستخدام غاز مشلّ للأعصاب في سالزبوري كانت مكثفة جداً، وتمّ خلالها التشديد على التضامن الكبير مع بريطانيا، وأكدنا بصورة واضحة للغاية أننا نعتبر ذلك تحدياً جدياً لأمننا المشترك»، مضيفة: «اتفقنا مع الحكومة البريطانية في تقييمها، حيث من البديهي أنّ روسيا تتحمّل المسؤولية ولا تفسيرات أخرى جديرة بالتصديق».

ولفتت المستشارة الألمانية إلى أنّ «رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، عرضت خلال أعمال قمة بروكسل أدلة لزعماء دول الاتحاد الأوروبي على تورط روسيا في تسميم سكريبال».

وتابعت ميركل مشدّدة: «إننا، أي ألمانيا وفرنسا، نشارك الموقف الذي يقضي بالردّ الإضافي فضلاً عن استدعاء سفير الاتحاد الأوروبي».

وأضافت أنّ «ألمانيا وفرنسا ستناقشان مع الدول الأخرى الخطوات اللاحقة وستتخذان القرار لاحقاً»، مبينة أنه «سيعلن عنها بعد انتهاء المشاورات».

باريس

من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حادث سالزبوري «ضربة إلى سيادة أوروبا»، مشدّداً على أنه «يتطلّب رداً حاسماً ومنسقاً من قبل دول الاتحاد الأوروبي».

وقال ماكرون خلال المؤتمر الصحافي: «أبلغت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أول أمس، بعد اجتماعها مع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، ومعي، المجلس الأوروبي بملابسات الهجوم في سالزبوري وسير التحقيق فيه، وأعربت جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن تضامنها الكامل مع حليفتها بريطانيا، ووافقت جميعاً على أنه ليس هناك أيّ تفسير جدي آخر، فضلاً عن المسؤولية الروسية عن الحادث».

وتابع ماكرون: «نعتبر هذا الهجوم تحدّياً كبيراً لأمننا، وضربة إلى سيادة أوروبا، وأنه يتطلّب رداً حاسماً ومنسقاً من قبل الاتحاد الأوروبي وأعضائه».

وشدّد ماكرون على أنّ «مجموعة كبيرة من الدول، من بينها فرنسا وألمانيا، ستتخذ بسرعة إجراءات منسقة».

في حين قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان «إن بلاده لا تزال تنظر في هذه المسألة، وذلك بسبب حادثة سكريبال».

وامتنع لودريان عن «الرد بشكل مباشر» على سؤال حول «إمكانية طرد الدبلوماسيين الروس أو استدعاء السفير الفرنسي من موسكو تضامناً مع لندن». ولمّح لودريان إلى أنّ «باريس لا تزال تنظر في هذه المسألة»، قائلاً للصحافيين: «سترون..».

كرواتيا

بدوره، أعلن رئيس الوزراء الكرواتي، أندريه بلينكوفيتش، «أن بلاده ستبحث مسألة طرد دبلوماسيين روس على خلفية حادث تسمّم عقيد الاستخبارات الروسية السابق، سيرغي سكريبال».

وقال بلينكوفيتش للصحافيين أمس: «سنبحث جميع الخيارات، ومن ثم، سنفرض هذه الإجراءات، عند الضرورة».

التشيك

كذلك خطت التشيك خطى سابقاتها، حيث أكد رئيس الوزراء التشيكي «أنّ بلاده قد تطرد» عدداً ممن وصفهم بـ «الجواسيس الروس»، مضيفاً «أنه سيجري مشاورات مع وزير الخارجية حول هذا الموضوع خلال يومي العطلة الأسبوعية، وسيعلن عن قرار الحكومة بهذا الخصوص يوم الاثنين المقبل».

كما أعلن رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش «أنّ بلاده قد تطرد عدداً من الدبلوماسيين الروس»، فيما أوضح مسؤول تشيكي «أنّ الحديث يدور عن أشخاص عديدين، وليس العشرات منهم».

إيطاليا

في السياق نفسه، إنما معاكس لذويه الأوروبيين، صرّح رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جينتيلوني، أمس، «أنّ بلاده تدعم موقف الاتحاد الأوروبي بصدّد حادث تسمم عقيد الاستخبارات الروسية السابق، سيرغي سكريبال، لكنها تدعو للحفاظ على المساحة الضرورية للحوار».

وقال جينتيلوني للصحافيين: «إيطاليا عبرّت عن تأييدها للبيان المعتمد، وأيدت كلمات التضامن مع بريطانيا، لكن في الوقت نفسه تشدّد على ضرورة أن لا يؤدي هذا الموقف، وهذه الإدانة – أولاً، للتصعيد، وثانياً، أن لا تغلق المساحة الضرورية للحوار مع روسيا، التي لها أهمية خاصة في اللحظة الجيوسياسية الحالية».

النمسا

كذلك، وعلى نسق الخطى الإيطالية، أعلن المستشار النمساوي، سيباستيان كورتس، «أنّ بلاده لن تطرد الدبلوماسيين الروس بسبب قضية تسمم عميل الاستخبارات الروسي سيرغي سكريبال في مدينة سالزبوري البريطانية».

وأضاف كورتس، لدى وصوله للمشاركة في قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس: «لن يتم طرد الدبلوماسيين الروس من النمسا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى