الكرملين يعلّق على تعيين ترامب لبولتون مستشاراً للأمن القومي وطهران تعتبر التعيينات الجديدة داخل البيت الأبيض فرصة لجني أرباح تجارية كبرى

أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في القضايا الدولية بأنّ «حسم أزمات المنطقة، ومنها أزمة اليمن والبحرين وليبيا يتطلب حواراً إقليمياً حقيقياً وإيقاف التدخل الأجنبي».

وكتب حسين أمير عبد اللهيان أمس، على موقع تلغرام رداً على تعيين «جون بولتن» مستشاراً للأمن القومي الأميركي: «إنّ أعداء منطقتنا لا يفهمون سوى لغة القوة».

وأضاف عبد اللهيان بأنّ «التصريحات المتكرّرة المناهضة لإيران التي طالما يطلقها رئيس الولايات المتحدة ورئيس وزراء الكيان الصهيوني والتعيينات الجديدة التي شهدناها أخيراً داخل البيت الأبيض تدل جميعها على تضخّم تيار أمني يتيح الفرصة أمام الولايات المتحدة في عهد ترامب كي تجني أرباحاً تجارية كبرى».

كما أكّد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي على «ضرورة إنتهاج منطق القوة» أكثر من التعويل على «قوة المنطق في مواجهة واشنطن»، لافتاً إلى أنّ «استمرار النفوذ البناء والإيجابي لإيران في المنطقة والاحتفاظ باستراتيجية الرد الدفاعي ضرورة يفرضها منطق القوة».

كما أعرب عبد اللهيان عن «اعتقاده بأنّ محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قد علق في شباك لعبة أميركية صهيونية ستتجلى آثارها المدمرة على الرياض وحلفائها قريباً».

من جهة أخرى، أعلن الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف بعد تعيين بولتون مستشاراً للأمن القومي الأميركي «أنّ موسكو تأمل بزيادة عدد مسؤولي البيت الأبيض الذين يستطيعون تجنب كراهية روسيا».

وقال بيسكوف: «بمناسبة تعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي الأميركي: تأمل روسيا بزيارة عدد المسؤولين في البيت الأبيض الذين يستطيعون تجنب موجة كراهية روسيا التي اجتاحت دولاً كثيرة، منها الولايات المتحدة».

من جانبه، رحّب الكيان الصهيوني بـ «تعيين السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، مستشاراً للأمن، خلفاً لهربرت ماكماستر». وقالت وزيرة العدل في دولة الاحتلال، إيليت شاكيد، «إنّ بولتون صديق حقيقي لدولة إسرائيل ولديه خبرة واسعة وتفكير إبداعي»، مضيفة أنّ «إدارة ترامب هي من أكبر الإدارات الأميركية تعاطفاً مع إسرائيل على مرّ التاريخ».

وأشار مندوب الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إلى أنّ «بولتون يعتبر صديقاً لإسرائيل منذ سنوات عديدة وأنه خبير في الشؤون السياسية والدولية».

وتطرّق دانون إلى الملف الإيراني قائلاً: «ترامب سيُضطر في نهاية الأمر إلى اتخاذ القرار بهذا الشأن، وإذا نظرنا إلى طاقم المستشارين المحيط به فنرى أنّ هناك أشخاصاً أعربوا عن مواقف واضحة ضدّ الاتفاق النووي الموقع مع طهران».

واللافت أنّ بولتون يُعدّ من الصقور في السياسة الأميركية، وهو معروف بموقفه الصارم بشأن الملف الإيراني وقضية كوريا الشمالية.

وكما كانت إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتغريدة نشرها على حسابه في «تويتر» مساء أول أمس، مستشاره للأمن القومي هربرت ماكماستر وعيّن اليميني المتشدّد جون بولتون ليحلّ محله الشهر المقبل.

وقال ترامب على تويتر: «يسعدني أن أعلن أنه اعتباراً من التاسع من الشهر المقبل سيكون السفير جون بولتون مستشاراً جديدًا للأمن القومي».

وأضاف: «لقد قام ماكماستر بعمل رائع وسيظلّ صديقي دوماً».

من جانبه، قال ماكماستر في بيان: «أنا ممتن للرئيس دونالد ترمب على فرصة خدمته هو وبلدنا كمستشار للأمن القومي».

ويبدو أن قرار ترك مكماستر لمنصبه قد تمّ التوصل إليه بالتوافق، وفقاً لمسؤول في البيت الأبيض.

وعمل بولتون، الذي سيصبح مستشار الأمن القومي الثالث في عهد ترامب، مندوباً أميركياً في الأمم المتحدة في عهد جورج دبليو بوش في الفترة من 2005 إلى 2006، ودافع بشدة عن سياسات بوش، بما في ذلك الحرب في العراق، وكذلك عن حرب «إسرائيل» ضد لبنان في العام 2006.

بولتون الذي سيتسلم منصبه رسمياً في التاسع من نيسان المقبل، يشارك الرئيس في الكثير من الرؤى المتعلقة بالسياسة الخارجية.

ويُعد بولتون من أكثر المسؤولين الأميركيين المطلعين على ملفات الشرق الأوسط، فهو يعلم طريقة عمل إيران عن كثب، وكذلك المعارضة الإيرانية التي سبق له وأن تحدّث في لقاءاتها، كما سبق له وأن نبه من التكتيكات المتغيرة التي تتبعها جماعة الأخوان المسلمين بحسب المصالح والظروف، هذا علاوة عن كونه صديقاً قديماً ودائماً للكيان الصهيوني.

ويُعتبر بولتون من أشدّ المعارضين للاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته القوى الكبرى في تموز العام 2015 لمنع إيران من حيازة قنبلة نووية.

في الأسبوع الماضي، وبعد سلسلة من الإقالات والاستقالات في فريقه خلال الأشهر الماضية، أقال ترامب وزير الخارجية ريكس تيلرسون، واستبدله بمدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، في خطوة يبدو أنها جزء من محاولة لإعادة تشكيل فريق سياسته الخارجية قبل اجتماع محتمل مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وعلّق آرون ديفيد ميلر الدبلوماسي المخضرم الذي عمل في إدارات ديموقراطية وجمهورية أنه «مع تعيين جون بولتون، سيكون فريق ترامب للسياسة الخارجية الأكثر تحفظاً وأيديولوجية، والأقل براغماتية في الذاكرة الحديثة، في وقت تتطلّب فيه التحديات على الساحة الدولية الحزم، ولكن أيضاً مرونة وبراغماتية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى