رئيس الجمهورية: العلاقات اللبنانية – السعودية عادت إيجابية وطبيعية جداً

هنأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على انعقاد المؤتمرات الهادفة الى دعم لبنان، ونوّه بالدعم الدولي الذي يسعى للحفاظ على استقرار بلدنا على كل المستويات وبالثقة الدولية بلبنان. وأعرب عن تقديره للموقف الذي اتخذته الدول المشاركة في مؤتمر روما-2 لدعم الجيش والقوى الأمنية.

واعتبر الراعي أن «ما يقوم به الرئيس عون والحكومة والمؤسسات الدستورية، عزز الثقة الدولية بلبنان والتي نحن بأمسِّ الحاجة لها. وهذا يعني أن العالم يعنيه لبنان، وبلدنا مهم على صغره، وهو عنصر استقرار في المنطقة، وعنصر لقاء، ويجب أن يبقى كذلك. وعلى اللبنانيين أن يعرفوا كيف يوفرون الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي».

ودعا البطريرك الراعي اللبنانيين إلى «العمل لتوفير الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي»، ولفت إلى أن «الرئيس عون يحمل هماً كبيراً لجهة النهوض بالوضع الاقتصادي في البلاد».

موقف الراعي جاء بعد زيارة قام بها إلى قصر بعبدا، وحضر جانباً منها النائب البطريركي الجديد المطران رفيق الورشا، مدير الإعلام والبروتوكول في البطريركية المارونية المحامي وليد غياض.

ووجّه البطريرك الراعي للرئيس عون، دعوة لحضور الاحتفال بسيامة المطران الورشا والمطران الجديد للأبرشية المارونية في أفريقيا سيمون فضول في 7 تموز المقبل.

وخلال الخلوة بين الرئيس عون والبطريرك الراعي، عرضت الأوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية الراهنة، وأوضاع القطاع التعليمي والمؤسسات التربوية.

وبعد اللقاء، صرّح البطريرك الراعي للصحافيين، وقال: «هناك هم كبير نحمله جميعاً ويحمله الرئيس. فصحيح أن هناك عطفاً دولياً على لبنان، ودولاً تريد مساعدتنا، لكن هذه المساعدة هي قروض، ولو كانت ميسّرة، وديون على لبنان أن يحملها. في المقابل، الرئيس عون يتكلم دائماً عن الاقتصاد الإنتاجي، خصوصاً أن الفقر يزداد والمشاكل تتفاقم. كما تطرقنا خلال اللقاء إلى قضية المدارس، وعجز الأهل عن دفع الأقساط، وكيف يمكن حل هذه المشكلة. وللرئيس نظرته حول الموضوع. وعرضنا أيضاً مشاكل الكهرباء وغيرها من الأمور».

وقال: نحن سررنا بإقرار قانون انتخابي جديد، لكن الذين وضعوه غير راضين عنه. ومع ذلك نشكر الله ان الانتخابات ستحصل، ونتمنى أن تأتي بوجوه جديدة، وعلينا الا ننظر دائماً إلى الوراء»، داعياً المرشحين إلى عرض برامجهم الانتخابية بدل التخاطب بالإساءات، ليتمكن المواطنون من منح أصواتهم على أساس البرنامج، وكنت أتمنى حصول مناظرات إعلامية بين المرشحين، ليطلع الشعب على برامجهم وأفكارهم، فيكون التنافس على أساسها لخدمة البلد».

وأضاف: «البلد مفلس كما أبلغني الرئيس، وهذا يعني أنّه بحاجة للجميع لضبط المال والفساد. وعلى مَن سيدخلون المجلس النيابي أن يعرفوا أن الأمر ليس نزهة ترفيهية، بل عليهم أن يتحملوا مسؤولية بلد في حال الخطر. نحن في حالة غير عادية ونريد أشخاصاً غير عاديين. مشكورة الدول التي تهتم بنا ولكن إن لم يبن الرب البيت عبثاً يتعب البناؤون».

ورداً على سؤال حول الحلول المطروحة لمشكلة المدارس، اوضح البطريرك الراعي أن «مجلس الوزراء سيدرس المشكلة ولديه طروحات عدة لحلها. ما يعنينا ان تبقى المدرسة وان يتمكن الأهالي من تعليم أولادهم ويحصل الأساتذة على حقوقهم، دون صرف أحد منهم بسبب إغلاق بعض المدارس أبوابها. تصلنا الى بكركي رسائل من مدارس عدة تشتكي من عدم تمكنها من فتح أبوابها العام المقبل. نحن أمام كارثة اجتماعية معيشية وذكرت ذلك أمام الرئيس، وعلينا أن نعرف كيف نحافظ على الأهل والأستاذ والطالب والمدرسة».

إلى ذلك، أعلن الرئيس عون أن «العلاقات اللبنانية – السعودية عادت إلى ما كانت عليه إيجابية وطبيعية جداً»، مطمئنا أعضاء مجلس الأعمال اللبناني – السعودي، الذين زاروه في قصر بعبدا، أن «ما من أمر يمكن أن يكدِّر العلاقات بين البلدين».

وكان رئيس المجلس رؤوف أبو زكي ألقى كلمة، أحاط فيها الرئيس عون علماً بتشكيل المجلس الذي يضمّ عدداً من قادة الشركات اللبنانية العاملة في المملكة العربية السعودية او المتعاملة معها، عارضاً أهم نشاطاته، وأبرزها: «تنشيط التبادل التجاري والسياحي والاستثماري، المساعدة في معالجة المعوقات الإدارية والجمركية، تنظيم المؤتمرات والمعارض المتبادلة، تعزيز التواصل بين قيادات الأعمال مع ما ينتج عن ذلك من شراكات واستثمارات وسياحة أعمال». كما عرض الوفد للرئيس عون التحضيرات الجارية لزيارة وفد اقتصادي لبناني إلى السعودية أواخر نيسان المقبل، وعقد «الملتقى الاقتصادي السعودي – اللبناني» في بيروت خلال السنة الحالية.

وأكد أبو زكي أن «العلاقات بين البلدين مقبلة على تطوّرات إيجابية كثيرة، وأن اللجنة العليا ستنعقد قريباً، وحركة الزيارات الرسمية والأهلية ستكون ناشطة»، وتوقع «حصول صيف سعودي لا بل خليجي واعد في لبنان».

وقال: «نحن في بداية مرحلة انفراج واسعة مع المملكة، في وقت تشهد المملكة حركة إصلاحات سياسية وإدارية ومالية واقتصادية وثقافية شاملة، وتشهد قيام مشاريع عملاقة من شأنها توفير فرص الأعمال والاستثمار لكل الشركات المؤهلة للمنافسة، وفي طليعتها الشركات اللبنانية العريقة في عملها هناك. وكل ذلك يأتي في وقت يشهد لبنان كذلك حالة استقرار أمني وسياسي وفي وقت يطرح لبنان برنامجاً استثمارياً في مؤتمر «سيدر 1»، يتيح المجال لكل شركات القطاع الخاص العربية والدولية للمشاركة في هذه المشاريع».

وردّ الرئيس عون مرحباً بالوفد، معرباً عن سروره «لأن الامور باتت ايجابية مع المملكة العربية السعودية»، وقال: «صحيح أن حدثاً معيناً حصل لكننا تخطيناه معاً، والعلاقات الثنائية عادت إلى ما كانت عليه بشكل طبيعي جداً جداً، ولطالما كانت كذلك منذ القدم، وهو أمر ينطبق كذلك على الاشقاء الخليجيين بشكل عام. ونحن منفتحون على كل أشكال التعاون المشترك، سواء كان اقتصادياً او تنموياً او غير ذلك، كما أننا مستعدّون لتأمين أفضل الظروف لمثل تعاون كهذا»، وذكر أن «اول زيارة قمت بها كرئيس للجمهورية، كانت زيارة تقدير ومحبة للمملكة».

واستقبل الرئيس عون، سفير جورجيا غريغوري طاباطادزه يرافقه القنصل الفخري لجورجيا مارسيل ديفيد خزامي، لمناسبة انتهاء مهمة طاباطادزه بعدما أمضى أربع سنوات سفيراً في لبنان.

ونقل السفير طاباطادزه للرئيس عون «تحيات رئيس جمهورية جورجيا جورجي مارغفلشفيلي ودعوة لزيارة بلاده». وتمنى الرئيس عون لسفير جورجيا «التوفيق في مهامه الجديدة في وزارة الخارجية في جورجيا»، شاكراً له «الجهود التي بذلها لتعزيز العلاقات بين البلدين».

واستقبل رئيس الجمهورية في قصر بعبدا الوزير السابق غابي ليون، وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع الراهنة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى