موسكو: «الخوذ البيضاء» ينشطون فقط في المناطق التي تسيطر عليها «جبهة النصرة»!
خرجت 19 حافلة من مدينة حرستا في الغوطة الشرقية اليوم الجمعة ضمن الدفعة الثانية من المسلحين وعائلاتهم.
وكالة سانا أكدت أيضاً خروج نحو 3400 مدني ممّن كانت تحتجزهم الجماعات المسلحة في الغوطة عبر ممرّ مخيم الوافدين، وأفاد مركز حميميم بأن خروج المدنيين يتواصل عبر ممرّي مخيم الوافدين وحرستا، مشيراً إلى إيصال مساعدات إنسانية إلى بلدة سقبا التي استعادها الجيش السوريّ أخيراً.
بدوره، قال الإعلام الحربي إنّه من «المقرّر أن يحرّر الجيش السوري مساء الجمعة 3500 مخطوف كانوا محتجزين لدى الجماعات الارهابية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية لدمشق بالإضافة إلى إجلاء 3000 حالة انسانية أيضاً ضمن أحد بنود الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين الجهات المعنية في الحكومة السورية والإرهابيين في دوما».
من جهته، قال التلفزيون السوري أمس، نقلاً عن مصدر عسكري ميداني إن حوالي 7000 شخص بينهم مسلحون يرغبون بالخروج إلى إدلب ممن يرفضون عملية المصالحة الوطنية، ويتضمن ذلك تنظيمي «النصرة» و «فيلق الرحمن»، حيث سيتم إخلاؤهم من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما.
وأضاف المصدر أن المسلحين سيقومون بتحرير المخطوفين المحتجزين لديهم قبل الإخلاء، وسيرسلون لوائح المخطوفين اليوم للجانب الروسي، حيث سيتمّ ذلك عند الساعة التاسعة من صباح اليوم السبت.
كما لفت إلى أنه سيتم تسليم السلاح الثقيل والمتوسط قبل الانتهاء من عملية خروجهم، مشيراً إلى أن المسلحين سيقومون بتسليم خريطة الأنفاق والألغام إلى اللجنة قبل خروجهم أيضاً.
من جهتها، ذكرت وكالة «سانا»الرسمية السورية أن 2200 مدني ممن كانوا محتجزين لدى المجموعات المسلّحة شمال الغوطة الشرقية لدمشق خرجوا أمس، عبر ممرّ الوافدين.
وأشارت الوكالة إلى بدء دخول الحافلات إلى مدينة حرستا في الغوطة، وذلك تمهيداً لإخراج الدفعة الثانية من المسلّحين وعائلاتهم.
بدورها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مركز المصالحة في سورية توصّل لاتفاق بشأن خروج مسلّحي «أحرار الشام» من حرستا، مضيفة أن قرابة 2000 مسلّح خرجوا مع عائلاتهم الخميس من المدينة وتمّ نقلهم إلى إدلب.
وأعلن فيلق الرحمن أن وفداً منه سيجتمع مع ضباط روس، وذلك من أجل إنهاء «المعارك غير المتكافئة» في الغوطة.
هذا وتشهد المنطقة في الساعات الماضية عمليات إخراج لمقاتلين بعد تسوية أوضاعهم مع الدولة السورية.
وكان الجيش السوري قد أعلن عن تحرير منطقة عين ترما، بعد مواجهات مع المجموعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة. في حين أعلن «فيلق الرحمن» وقفاً لإطلاق النار، تمهيداً للمفاوضات بعدما طلب الأخير من الجيش السوري السماح لمن يريد من مسلحيه بالخروج إلى إدلب مع تسوية أوضاع مَن يودّ البقاء، بالتوازي خرج أكثر من 7 آلاف شخص منهم 1573 من «أحرار الشام» بين مسلحين وعوائلهم من حرستا إلى إدلب بموجب اتفاق مع الجيش السوري.
وكالة الأنباء السورية أفادت بأن الجيش نفّذ عمليات عسكرية مكّنته من السيطرة على نحو 70 في المئة من المزارع في محيط البلدة مع استمرار تأمين الأهالي وإيصال المساعدات المختلفة إليهم بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، وقد أفاد قادة ميدانيون بانهيار في صفوف الإرهابيين في محور عين ترما بعد تدمير تحصيناتهم وإلحاق خسائر كبيرة بهم في مزارع القرية.
وفي السياق، كذّبت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها تقارير عن استخدام الطيران الحربي الروسي قنابل حارقة ضد المسلحين في منطقة غوطة دمشق الشرقية، قائلة إن «الطيران الروسي لا يوجّه ضربات إلى أحياء سكنية في الغوطة الشرقية، ناهيك عن أنه لا يستخدم القنابل الحارقة – على خلاف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة».
وبحسب الوزارة فإن التقارير التي يبثها نشطاء «الخوذ البيضاء»، شأنها شأن التقارير الصادرة عن «المرصد السوري المعارض» ومقره لندن «ليست سوى أكاذيب متعمّدة».
كما قالت إن أهالي الغوطة الشرقية لم يتلقوا أبداً أي مساعدة من قبل «الخوذ البيضاء»، وهو ما يؤكده أيضاً مسلحو المعارضة الذين قرروا مغادرة المنطقة باتجاه إدلب.
وختم بيان الوزارة بالقول إن حرص بعض وسائل الإعلام الغربية على نشر أي أكاذيب منقولة عن «الخوذ البيضاء» أمر «مثير للاستغراب».
على صعيد ميداني آخر، يواصل المدنيّون النزوح من مناطق عفرين باتجاه المناطق الآمنة، هرباً من القصف التركي وتقدّم الإرهابيين في المنطقة.
وسيطر الجيش التركي والمسلّحون المدعومون من أنقرة على قريتَيْ كفر نبو وباصوفان إلى الجنوب من عفرين، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع «وحدات حماية الشعب».
من جهة أخرى، ثبّتت وحدات من الجيش السوري وحلفائه مواقع لها في قرى برج القاص والذوق ومياسة وباشمرا لمواجهة أي هجوم للجيش التركي في المنطقة.
وكان مصدر قد أفاد الخميس بأنّ مدفعية الجيش التركيّ قصفت نقاطاً للجيش السوريّ في بلدة تلّ جبين بريف حلب الشمالي، مشيراً إلى إمكانية تطوّر الاشتباكات إلى معركة بين الجيشين السوري والتركي في الشمال.
من جهته، قال المدير العامّ للآثار والمتاحف في سورية لوكالة سانا إنّ القصف الذي تعرّض له الخميس موقع براد الأثريّ عبر الطائرات التركية، أدّى إلى تدمير الكثير من المباني الأثرية المهمة ومن ضمنها ضريح القدّيس مار مارون وكنيسة جوليانوس وهي إحدى أقدم الكنائس المسيحية في العالم ويضمّ الموقع العديد من الكنائس والأديرة البيزنطية التي تعود إلى العصر الرومانيّ خلال القرنين الثاني والثالث للميلاد.
من جهته، قال المتحدّث باسم التحالف الدوليّ بقيادة الولايات المتحدة ريان ديلون إنّ العملية التركية في عفرين السورية شغلت «قوات سورية الديمقراطية» وقيّدت قدرة التحالف، بحسب تعبيره.
ديلون أشار إلى أن الجزء الأكبر من القيادات الكردية أعاد نشر 1700 مقاتل في عفرين ما ادّى الى انسحاب هذه المجموعات من وادي الفرات، وأضاف أنّ العملية التركية حدّت من إمكانيات التحالف والقوات الكردية في شنّ عمليات مكثّفة للضغط على عناصر داعش.