الناشف: نخوض الانتخابات بمرشحين يعملون لتحقيق المواطنة والحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والدولة القوية المقاومة القادرة والآمنة والعادلة
أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل عشاء بمناسبة عيد مولد مؤسسه أنطون سعاده، وذلك في فندق الحبتور، حضره إلى جانب رئيس الحزب حنا الناشف رئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان، نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، رئيس هيئة منح رتبة الأمانة كمال الجمل، رئيس المكتب السياسي الدكتور كمال النابلسي، الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، عضو الكتلة القومية النائب د. مروان فارس، مرشح الحزب عن دائرة المتن النائب السابق غسان الأشقر، مرشح الحزب عن دائرة الكورة النائب السابق سليم سعادة، مرشح الحزب عن دائرة عكار اميل عبّود، مرشح الحزب عن دائرة زحلة ناصيف التيني، وعدد من أعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى والمكتب السياسي والمنفذين العامين والمسؤولين.
كما حضر الوزير نقولا تويني، أمين عام حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان، السفير السوري علي عبد الكريم علي، رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد، الوزير السابق الياس أبو صعب، الوزير السابق فريج صابونجيان، رئيس حزب الوعد جو حبيقة، الوزير السابق فريج صابونجيان، النائب السابق د. كميل خوري، النائب السابق بهاء الدين عيتاني، النائب السابق ناصر قنديل، نقيب المحامين في بيروت أندريه الشدياق، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر وأمين عام الاتحاد سعد الدين حميدي صقر، نقيبة المحامين السابقة أمل حداد، المدير العام السابق لوزارة العمل رتيب صليبا، رئيس الحركة الثقافية في لبنان الشاعر بلال شرارة، المرشّح عن دائرة الشوف فريد البستاني، المرشح عن دائرة الشوف العميد مروان حلاوي، رئيس بلدية القليعة حنا خوري، رئيس بلدية كوكبا أنطون خوري وعدد آخر من رؤساء البلديات وفاعليات وعدد من الإعلاميين.
الحفل الذي يقام سنوياً مساهمة في بناء «دار سعاده الثقافية والاجتماعية، حمل هذه السنة شعار «إرادة تبني ثقة تنمو»، وتخلل الحفل توزيع تومبولا وفقرات فنية.
تقديم
بدأ الحفل بالنشيد اللبناني والنشيد الرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، فدقيقة صمت تحيّة للشهداء، ثم ألقت ماريا كركور كلمة تقديم وتعريف جاء فيها:
لنا في آذار عظمة احتفال تجلّت بميلاد وقسم، وقواعد حياة وارتقاء، بميلاد سعاده المفكر، وانبثاق الزعامة سلطةً مؤسساتية.
معه الرؤوس تشمخ، وله الزوايا القائمات ترفع، مكلّلةً براحة كفّنا المعطاء. كيف لا… وهو الذي أقسم على أن يكون أميناً للمبادئ التي أصبحت تكوّن قضيةً تساوي وجودنا. كيف لا،.. وهو الذي وقف نفسه على أمّته ووطنه. كيف لا… وهو المؤسس والمشرّع والقائد والمعلّم والهادي… وهو الشهيد القدوة. كيف لا… وهو الزعيم. وعظمة الزعامة هي عظمة التعاقد المؤسساتي لبناء الحياة الجديدة لسورية.
صرحٌ باسمه، «ثقافيّ اجتماعيّ»، ليتناغم مع أركان منظومته الفكرية العقائدية النهضوية. تشييده ابتدأ بإرادة البناء وثقة العطاء. يدكم بيدنا وسنوات من الإصرار والتلبية، والصرح يسمو، من حجر الأساس إلى قرميدٍ يعانق السماء.
النهضة بناء يرتكز إلى الوضوح والجلاء واليقين والثقة، والبناء سمة الحياة والارتقاء، قواعد أرساها سعاده في حزبه.
كلمة رئيس الحزب
وألقى رئيس الحزب حنا الناشف كلمة جاء فيها: أطلّ علينا كنجمة الصبح في ليل الظلام التركي الدامس الذي أرخى سدوله علينا، واستقبلته هذه الأرض الأبية كهدية العيد لطفل لم يكن يعرف من الهدايا سوى الجوع والآلام والدموع. والتمَع في سمائنا كالبرق الساطع لينير دربنا في ليل أمتنا الطويل.
أمسك يدنا كشعب ليقودنا إلى الطريق السويّ فلا نقع في مهاوي الفساد والمهاترات والمنازعات والصراعات الكيانية والقبلية والعشائرية والطائفية والمذهبية.
فتّح عيوننا على الضوء، فأشعل نفوسنا بالأمل وفجّر في وجداننا الثقة بأننا شعب عظيم. شعب قادر إذا تلمّس وحدته وموارد قوته المادية والروحية أن يحقق المعجزات، ويحقق أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.
أيقظنا من غفوتنا، فحذّرنا من الخطر الصهيوني على أرضنا كلّ أرضنا، ومن الخطر التركي الصاعد، وكان لا يزال فتياً منذ عشرينيات القرن الماضي.
وقف وهو لا يزال طفلاً رافضاً حمل العلم التركي أمام الصفوف في مدرسته قائلاً إنّه لا يحمل إلا علم بلاده.
حرّر عقلنا من الجهل وموروثات التخاذل، والتسليم بالأمر المفعول، والانصياع لإرادة المحتلين والغزاة وقال لنا أنتم أقوياء، بعظمة شعبكم، بوحدة أرضكم، بمواهبكم الخارقة، بروحكم المبدعة، بتراثكم الفكري المستنير، ولا يمكن لأية قوة في العالم أن تخترقكم، أو تستغلّكم، أو تستعبدكم، إذا أحسنتم استعمال قوتكم.
وعندما تكونون أقوياء ومن أمة موحدة قوية وقادرة تصبحون أحراراً ومن أمة حرة، ولا تكون حريات الأمم عاراً عليكم، وحقكم القومي لن يستردّ إلا بالقوة، لأنّ القوة هي القول الفصل في استرداد الحق القومي أو إنكاره. وإذا لم تكونوا قوة نظامية واعية مدركة فلن يمكنكم تحرير الأرض والانتصار في معركة فلسطين وباقي المعارك القومية.
قادنا على طريق وعي ذاتنا كأمة، وعي ذاتنا كجماعة موحّدة الحياة، موحّدة الهدف، موحّدة المصير، وعلّمنا أن طريقنا إلى الله واحد بكتب متعددة كلها تقود إليه.
صقل إرادتنا كقوميين اجتماعيين وجعلها إرادة لا ترد لأنها القضاء والقدر.
علّمنا البطولة لردّ أيّ اعتداء على وطننا وعلى أمتنا، كما علّمنا البطولة في التغلب على فردياتنا وأنانياتنا والعمل للمجتمع، لأنّ المجتمع هو القوة، والقوة هي في المجتمع وللمجتمع.
وكان مثالاً لنا في التضحية والفداء لأجل عقيدته وإيمانه. فاستشهد بموجب قانون مزوّري التاريخ والهوية قائلاً: «إنّ موتي شرط لانتصار قضيتي». لم يساوم. ولم يطلب مركزاً، أو منصباً، أو جاهاً، أو عقاراً، أو مالاً، أو ثروة، ولم تغرّه الوعود، ولم يفاوض على سلامته الشخصية على حساب سلامة أمته. ولم يعمل لمجد شخصي بل وقف حياته على أمته لينال لها مجداً وعظمة وانتصاراً. وهو عندما رفع يده اليمنى وأقسم قال: «إني أقف نفسي على أمتي السورية ووطني السوري».
هل هناك أروع من أن يجعل الإنسان نفسه في حياته ومماته، في حركته وسكونه، في أدائه، في نشاطه، في عمله، في صراعه، وقفاً على أمته ووطنه؟
ثقفنا بالعلوم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدستورية كافة وأنار بصيرتنا معلناً لنا وللجميع أن الجزء لا يكتمل إلا بالكل، وان لبنان رهن بإرادة الشعب اللبناني.
هذا هو جزء مما تعلّمناه من سعاده الذي نحتفل بعيد ميلاده الليلة، والذي نحتاج إلى مجلدات لنفيه حقه.
هذا هو سعاده الذي عملت كلّ قوى الشرّ على تشويه صورته فتآمروا عليه. ولا عجب، فأهل الظلمة لا يلتقون مع أهل النور، والفاسدون الملطخون بوصمات العار والعمالة والرشاوى والانحراف والانغلاق يخشون أن تفضح صورتهم السوداء الصورة البيضاء لأنقياء الفكر والكفّ والجبين والضمير.
وإذا كان التاريخ هو بحق وسيلة الطبقة الحاكمة للتعبير عن مصالحها ومآربها وأهدافها، فإن مصالحها وأهدافها كانت ولا تزال حتى الأمس القريب، طمس تاريخ زعيم وقائد فذّ، ملهم، لا تلتقي مقاصده وأهدافه مع مصالحهم وأهدافهم.
لذلك أهيب بأصحاب الأمر والقرار بعد أن تبدّلت نظرتهم ومقاصدهم إلى الحقيقة والواقع والتاريخ، وأقول لهم: انصفوا هذا الرجل، وإن لم تفعلوا فالتاريخ الصحيح سيفعل.
أقول لهم:
علّموه في مدارسكم وجامعاتكم، وادخلوه إلى بيوتكم، علّموه لأولادكم، علّموهم ما علّمه منذ عشرات السنين بأننا كلنا مسلمون لله.
علّموهم أنّ التحزّبات الدينية والطائفية تخرّب لبنان وهي تنتقل به من فتنة الى أخرى.
علّموهم أنّ عدونا الذي ينازعنا في ديننا وحقنا وأرضنا هم اليهود المتصهينون.
علّموهم أننا ما لم نكن منفتحين على الآخرين، ونعمل على وحدتنا، فعبثاً نطلب القوة والمنعة والحرية والسيادة وسنبقى معرضين للعدوان والاحتلال.
علّموهم كما علّمنا أنّ حريتنا وسلامتنا الشخصية وأمننا لا قيمة لها ما لم يكن وطنناً حراً وسالماً وآمناً وسيداً على أرضه وسمائه ومياهه.
علّموهم أن قوتنا وخلاصنا هي بانفتاحنا وبتخطينا كل أسباب التفرقة والتخاذل.
علّموهم كيف يعملون العقل في تمحيص الشؤون والمواقف السياسية والوطنية، وأن لا يصدّقوا كلّ ما يُقال لهم دون تدقيق وبحث، ودون أن يسعوا لتلمّس الحقائق.
وقال رئيس الحزب: لا أريد أن أختم كلمتي قبل التوجّه إليكم بكلمة بشأن الانتخابات النيابية القريبة المقبلة، إذ تعلمون أننا رشحنا رفقاءنا وأصدقاءنا في دوائر انتخابية كثيرة ومتفرقة، وهم إما يحملون فكر سعاده وعقيدته، أو أصدقاء يدورون في فلك هذا الفكر وفي مقاصده العليا، وسيكون هاجسهم جميعاً، وسيبقى خدمة الوطن، وتحقيق المواطنة الصحيحة والحفاظ على الوحدة الوطنية الحقيقية والسلم الأهلي، والعمل للدولة القوية المقاومة القادرة والآمنة والعادلة. وأهيب بكم وأدعوكم لرصّ صفوفكم وتوحيد جهودكم وبذل كل قواكم لانتخاب مرشحينا وإنجاحهم، اذ تكونون بذلك قد انتخبتم فكر سعاده وعقيدته، وبشعار أردناه لهذه الليلة «إرادة تبني ثقة تنمو».
وإذ أشكر أخيراً حضوركم وثقتكم وتلبيتكم ووقوفكم معنا في كل مناسبة لإتمام بناء دار سعاده، أشكر جميع وسائل الإعلام القائمة بتغطية وقائع هذا اللقاء كما أخصّ بالشكر منفذية الطلبة الجامعيين في بيروت، وكل من عاونهم لما بذلوه وقاموا به من تنظيم رائع لهذه السهرة الجامعة.