شرّ البلية ما يضحك!
يكتبها الياس عشي
لم تعد الحياة مقبولة في أكثر بلدان العالم العربي، فمن لم تقتله سيارة مفخخة أو صاروخ أو رصاصة طائشة قتله الجوع والمرض والجهل، وإنْ نفد منهم فروائح النفايات، والحكام الفاسدون، وأبواب السفارات المشرّعة، تدفعه للهجرة كي يكون رقماً.. مجرد رقم.
يروي أحدهم أنّ روسياً وأميركياً وسويسرياً وعربياً التقوا في جهنّم، وأراد كلٌّ منهم أن يتصل بعائلته، فدفع الروسي عشرة آلاف روبل كلفة المخابرة، والأميركي ألف دولار، والسويسري ألف يورو، أما العربي فلم يدفع شيئاً. عجبوا للأمر، وسألوه عن السبب، فقال:
ـ لقد كانت مكالمتي داخلية!
وفعلاً.. لقد صدق من قال: شرّ البليّة ما يُضحك!