الإرهابيون ألحقوا بموقع ماري الأثري في دير الزور دماراً واسعاً

كشفت المديرية العامة للآثار والمتاحف في الجمهورية العربية السورية عن تعرّض عدد من المواقع الأثرية في دير الزور ومن بينها موقع ماري في تل الحريري، لأضرار كبيرة جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية التكفيرية.

وذكرت المديرية في بيان لها أن كوادر من الآثاريين المختصين أجروا تقييماً أولياً للأضرار بمواقع في ريف دير الزور الشرقي الذي طهّره الجيش العربي السوري من دنس الإرهاب، حيث تبيّن وقوع دمار كبير على الأبنية الأثرية في موقع ماري، ومنها قصر زمري ليم، وتدمير السقف الذي بني لحمايته من العوامل الطبيعية إضافة إلى أعمال تنقيب غير شرعي في كل أرجاء الموقع على يد الإرهابيين.

وكانت صور فضائية التقطتها أقمار اصطناعية في عام 2014 أظهرت الضرر الواسع النطاق الذي لحق بالمواقع الأثرية في دير الزور ومنها ماري والتخريب الممنهج الذي تعرّضت له وتدمير سوياتها الأثرية التي لها أهمية بالغة في فهم التطورات التاريخية لهذه المواقع.

وقال الدكتور محمود حمود مدير الآثار والمتاحف، أمس، «أظهرت التقارير الصادرة عن اللجان التي شكلتها مديرية الآثار أن موقع ماري تعرّض إلى كثير من الاضرار على ايدي المجموعات الارهابية ضمن سلسلة اعتداءاتها على المواقع الأثرية والتراث السوري».

وأضاف مدير الآثار والمتاحف «تبيّن للجنة التقييم خلال عمليات المسح الأولي أن قصر زمري ليم العائد للألف الثاني قبل الميلاد مدمّر بشكل كبير، كما لاحظت اللجنة وجود الكثير من التنقيبات غير الشرعية والحفر المنتشرة في كل أرجاء الموقع ضمن سعي المجموعات الإرهابية لتدمير الذاكرة الحضارية السورية التي تكشف الكثير عن تاريخ المنطقة».

وأكد حمود أن هذه الاعتداءات الإرهابية تأتي ضمن النهج التخريبي الذي اعتمدته التنظيمات التكفيرية، ومن بينها تنظيم داعش الإرهابي، بحق آثارنا وهو يتوافق مع ما أقدم عليه العدوان التركي إثر عدوانه على عفرين وتدمير مواقع أثرية عدة، ومنها معبد عين دارة وموقع براد الذي يضم ضريح القديس مار مارون.

والجدير بالذكر أن مدينة ماري كانت عاصمة لمملكة كبيرة عرفت منذ منتصف الألف الثالث ق.م. واكتشفت البعثات الوطنية والأجنبية التي عملت في الموقع الحالي للمملكة الكثير من الأبنية والتماثيل والكنوز الأثرية علاوة على الأرشيف الملكي الذي وجد في قصر زمري ليم وتألف من ألف رقيم طيني كتبت باللغة الأكادية أعادت كتابة تاريخ المشرق العربي من جديد.

سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى