ندوة في نقابة مهندسي طرابلس حول توفير الطاقة في المباني السكنية
نظمت اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في طرابلس، بالتعاون مع مجلس لبنان للأبنية الخضراء LGBC وجمعية مهندسي الطاقة AEE، ندوة حول «توفير الطاقة في المباني السكنية: دراسة الحالة في الظروف المناخية اللبنانية والمصرية»، في قاعة المؤتمرات في النقابة، في حضور نقيب المهندسين بسام زيادة ومسؤولين عن مجلس لبنان للأبنية الخضراء وجمعية مهندسي الطاقة ومدراء وأساتذة جامعيين وطلاب.
وتناولت رئيسة اللجنة العلمية في النقابة الدكتورة ريما حليس مسألة «تقليص استهلاك الطاقة في تصميم المباني إلى أقل كمية ممكنة، سواء في التبريد أو التدفئة، وتخفيف قيمة الفاتورة على المستهلك، وعلاقة كل ذلك في الحفاظ على إقتصاد الدولة والحد من إستهلاك ثرواتها وصولا إلى المباني الموفرة للطاقة».
وشددت على «أهمية الحد من المخاطر التي تهدد البيئة والتي باتت من أخطر مصادر القلق في عصرنا الحاضر».
وألقى المهندس عثمان عدرة كلمة مجلس لبنان للأبنية الخضراء وجمعية مهندسي الطاقة، فأضاء على عمل الجمعية ودور المجلس في «رفع نوعية البناء في لبنان وتقدمه، ومن الطبيعي في حالة جودة هذا البناء سيكون من النوعية الخضراء التي تتجنب الملوثات وتوفر في استخدام الطاقة».
وأشار زيادة، من جهته، إلى «أنّ الموضوع المرتبط بالطاقة المتجدّدة في الأبنية الخضراء من شأنه توفير مجموعة عناصر تنسجم مع البيئة، أهمها ترشيد استهلاك الطاقة واستخدام المواد العازلة للإستفادة منها من ناحية التكييف والتدفئة وإعادة استخدام المياه إلى جانب مجموعة من العناصر التي من شأنها تحسين حياة القاطنين في المسكن، وفي الوقت نفسه التقليل من تلوث البيئة». وقال: «صحيح أنّ تكلفة المبنى الأخضر أكثر من تكلفة المبنى العادي إلا أنها توفر الكثير وتقلل من قيمة فواتير الكهرباء والمياه».
وأعلن استعداد النقابة لـ«حمل هذا الملف لإيجاد كل السبل القانونية والهندسية والتشريعية لتحقيق حلمنا بمدينة خضراء في طرابلس الفيحاء».
وأعقب حفل الافتتاح ندوة تحدثت فيها الأستاذة المساعدة في جامعة بيروت العربية ـ فرع طرابلس الدكتورة يثرب سبسبي التي شرحت كيفية الإستفادة من موقع مدينة طرابلس على الساحل الشمالي حيث تم تحليل استهلاك الطاقة في نموذج سكني باستخدام برامج نمذجة الطاقة «BEM» لقياس نتيجة المتغيرات المناسبة والوصول إلى نموذج الطاقة الامثل للمباني السكنية الذي يمكن تنفيذه في سوق التصميم اللبناني. وأضافت: «من خلال تطبيق منهجية الDCBA أو المتغيرات الأربعة، تم تطوير ثلاثة نماذج مختلفة. نموذج D الذي يمثل مؤشر الطاقة لمخزون المباني السكنية اللبنانية الموجودة، نموذج C B، وهو نموذج محسن تم إنشاؤه من خلال تطبيق مبادرات الطاقة المحلية، وفي الجزء الأخير من هذا البحث، تم إنشاء نموذج A استنادا إلى ممارسات مباني صفرية الطاقة مع مراعات الظروف المحلية».
ثم حاضر الأستاذ المساعد في جامعة بيروت العربية الدكتور علي صدقي عن «إمكانية تقليل استهلاك الطاقه في المباني السكنيه في الظروف المناخية الخاصة بمصر، وذلك عن طريق تطبيق استراتيجيه تهدف الى تحسين الراحه الحراريه في الفراغات الداخلية للمبنى». وقال: «تعتمد الاستراتيجية المقترحة على عنصرين أساسيين، الأول هو حل غير مكلف ويعتمد بالأساس على كيفية إستخدام الوحده من قبل القاطنين ومن حيث تحديد التوقيت المناسب لفتح النوافذ أو غلقها لتعظيم الاستفادة من الظروف المناخية المصرية واستغلالها في تبريد الفراغات الداخلية ذاتياً في فصل الصيف. الحل الثاني هو إمكانية تطبيق العزل الحراري للحوائط الخارجية للمبنى باستخدام مواد صديقة للبيئة تعتمد في تصنيعها على المخلفات الزراعية المتواجدة في مصر».
ثم تحدث الأستاذ الجامعي والاستشاري في الأبنية الخضراء وإدارة الطاقة المهندس رياض العبد عن «تحليل نمذجة الطاقة وكفاءة الطاقة للمباني صفرية الطاقة في طرابلس»، فأشار إلى «أنّ معظم الدول الأوروبية بدأت تتجه من مفهوم الأبنية الخضراء نحو الأبنية صفرية الطاقة Zero Energy Building، أي أنّ المبنى بالإضافة إلى كونه يعتمد على كفاءة الطاقة والمياه وتأمين الحياة الصحية للسكان، فإنه يعتمد أيضاً على اكتفائه الذاتي من الطاقة النظيفة التي ينتجها من خلال الطاقة المتجدّدة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة حرارة الأرض الجوفية، ما يعني أنّ المبنى ليس بحاجة إلى استعمال الطاقة الكهربائية من معامل الكهرباء الحكومية وبالتالي يساعد على تخفيف التلوث في الجو بسبب انخفاض حرق المحروقات لتوليد الطاقة».
وتحدث عن «كيفية الاستفادة من استخدام تلك التقنية في توفير الطاقة في المبنى، وحيث ينكب معظم الباحثين والمهندسيين على تعلمها في عصرنا الحديث والتي باتت تشكل نقلة نوعية في مجال الاستدامة».