تقاسم المصالح ودعم الإرهاب بين ذوي العروبة الوهمية و «إسرائيل»
معن حمية
صبّ العدو اليهودي جامّ إرهابه وحقده وعنصريته على الفلسطينيين الذين خرجوا في مسيرات غضب في ذكرى يوم الأرض، وارتكبت قواته مجزرة بحق الغاضبين، نتج عنها استشهاد نحو عشرين فلسطينياً والمئات من الجرحى!
رغم هول المجزرة وفظاعتها، فإنّ العديد من الدول الغربية وفي طليعتها الولايات المتحدة امتنعت عن إصدار مواقف الإدانة، وكذلك فعل مجلس الأمن الدولي الذي التأم بدعوة من دولة الكويت، وانتهى من دون أيّ إدانة للمجزرة، نتيجة رفض واشنطن أيّ بيان يدين العدو الصهيوني.
إنّ التعاطي الأميركي ـ الغربي مع المجزرة الصهيونية الجديدة المرتكبة بحق الفلسطينيين، ليس نهجاً مستجداً، بل هو نهج قديم، قِدم مؤامرة اغتصاب اليهود أرض فلسطين. ويرمي اليوم، إلى تصفية المسألة الفلسطينية بالكامل من خلال ما بات يُعرف بـ «صفقة القرن».
و»صفقة القرن» هذه، والتي تفوق بخطورتها خطر «وعد بلفور» المشؤوم، لا تستند إلى «وعد ترامب» باعتبار القدس عاصمة لكيان العدو الاغتصابي وحسب، بل تستند إلى واقع الخيانات العربية، إذ إنّ بعض الدول العربية تملك معظم «الأسهم» في هذه الصفقة، وتستثمرها لصالح استمرار عروشها على حساب فلسطين والفلسطينيين!
مالكو الأسهم الكبيرة في «صفقة القرن»، آثروا الصمت حيال المجزرة الصهيونية بحق الشبان الفلسطينيين، لأنهم شركاء في الصفقة، ولذلك هم حكماً شركاء في عمليات قتل الفلسطينيين عن سبق تطبيع وتنسيق مع العدو.
تطبيع يتكشّف يومياً من خلال المواقف، وبالأمس أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لصحيفة أميركية أنّ السعودية و«إسرائيل» تتقاسمان المصالح! وتكشّف التطبيع من خلال اللقاءات والاجتماعات بين مسؤولين خليجيين ومسؤولين صهاينة، السرّي منه والعلني.
وتكشّف التنسيق بين بعض العرب والصهاينة من خلال تقاسم الدعم للمجموعات الإرهابية التي تمارس الإرهاب في سورية منذ سبع سنوات، ومن خلال وحدة الموقف المعادي لدمشق وكلّ محور المقاومة.
وبما خصّ صمت بعض العرب حيال جرائم العدو الصهيوني، فهو ليس بسبب انعدام النطق لديهم، فهذا البعض من العرب، لا سيما السعودية وقطر بنوا «جبالاً» من الإدانات والاستنكارات والمواقف التحريضية ضدّ الدولة السورية، على المزاعم والأكاذيب والفبركات، متذرّعين بأنهم مع الشعب السوري، لكنهم كانوا وما زالوا يدفعون للإرهاب ويدفعون به من أجل قتل السوريين وتدمير بلدهم…
إنّ ما تعرّضت له الشام من إرهاب ودمار ومجازر على أيدي ذوي العروبة الوهمية، يؤكد بأنّ استثمارات بعض العربان موضوعة كلها في مخططات تصفية المسألة الفلسطينية، وتصفية المقاومة في بلادنا، وتقسيم وتفتيت كيانات أمتنا السورية محميات طائفية ومذهبية وإتنية.
أما وقد بدأت تكتمل لوحة انتصار سورية على الإرهاب ورعاته، بعد الانتصار المدوّي في الغوطة الشرقية، فعلى أبناء شعبنا المنتفضين في فلسطين المحتلة، رفع وتيرة الغضب ضدّ الاحتلال اليهودي، واستعادة زمام الأمور بالعودة مع سائر القوى الفلسطينية إلى مربع الكفاح المسلح سبيلاً وحيداً للتحرير والعودة…
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي