أردوغان: واشنطن أخطأت بإسقاط أسلحة للأكراد في عين عرب
أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ضرورة دعم المسار السياسي في سورية إلى جانب العمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، معرباً عن دعم بلاده لمهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية بالتوازي مع العمل إلى جانب التحالف ضد التنظيم الإرهابي في العراق وسورية وتحجيمه ودحره.
وأوضح شتاينماير في مؤتمر صحافي عقده في برلين أمس مع نظيره الأميركي جون كيري أن مسألة منع التحاق المئات من الأوروبيين والأميركيين بـ«داعش» في العراق وسورية ليست سهلة وتحتاج تعاوناً متزايداً بين جميع الدول، إذ لا يمكن وفق المعلومات الاستخبارية تعقب الشبان والشابات، فعشرات الآلاف منهم يسافرون إلى تركيا سنوياً ومن غير الممكن معرفة إن كانوا يذهبون في إجازات عادية أو للانضمام إلى التنظيم.
من جهته شكر كيري ألمانيا على دورها المهم في تقديم المساعدات العسكرية والإنسانية لتحجيم ودحر «داعش»، مشدداً على ضرورة التعاون بين جميع دول العالم لوضع حد لتدفق المقاتلين الأجانب إلى التنظيم.
جاء ذلك في وقت أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الولايات المتحدة أخطأت بإسقاط شحنات أسلحة للمقاتلين الأكراد المدافعين عن مدينة عين عرب السورية على الحدود مع تركيا.
وفي تصريح صحافي أدلى به أمس وصف أردوغان هذه المبادرة الأميركية بـ«القرار السيء»، موضحاً أن هذه الأسلحة وقعت في يد كل من حزب الاتحاد الديمقراطي أبرز الأحزاب الكردية في سورية الذي تعده أنقرة منظمة إرهابية وتنظيم «داعش».
وتابع الرئيس التركي أن «عمليات من هذا النوع لا يجب إجراؤها لذر الرماد في العيون لأن هناك أساليب أكثر فعالية وعقلانية من ذلك». وأضاف أنه لا يفهم «ما الذي يجعل لكوباني هذه الأهمية الاستراتيجية في نظر الأميركيين، علماً أنه لم يعد يبقى أي مدني في المدينة».
ورداً على سؤال في شأن خطة تسهل تركيا بموجبها مرور مقاتلي البشمركة الكردية إلى كوباني للمساعدة في الدفاع عن المدينة قال أردوغان إنه اقترح هذه الخطوة في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما مطلع الأسبوع.
وقال: «أجد صعوبة في فهم لماذا كوباني بهذه الأهمية بالنسبة لهم حيث لا يوجد فيها مدنيون بل مجرد نحو ألفي مقاتل… في البداية لم يقولوا نعم للبشمركة ثم قالوا نعم بصورة جزئية وقلنا إننا سنساعد». وأضاف أن المحادثات مستمرة بين المسؤولين في شأن تفاصيل انتقال البشمركة عبر تركيا.
وقال صحافي تركي مقرب من الحكومة يوم أمس إن نحو 500 مقاتل يتوقع أن يعبروا الحدود إلى كوباني مطلع الأسبوع المقبل.
يأتي ذلك في وقت أشارت معلومات عن دخول البيشمركة إلى الأراضي التركية بكامل معداتها وأسلحتها الثقيلة في طريقها إلى المدينة، وأكد نائب رئيس مقاطعة كوباني خالد بركل أنه لم يبلغ رسمياً بوصول دفعات البيشمركة إلى عين عرب.
وقصفت طائرات الولايات المتحدة وحلفاؤها موقعاً لتنظيم «داعش» شرق عين عرب، في حين تواصلت الاشتباكات العنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي «داعش» في المناطق الشمالية الشرقية للمدينة.
وكانت اتسعت رقعة الاشتباكات العنيفة في المدينة لتشمل الأحياء الجنوبية، حيث قتل في المواجهات أكثر من عشرين مسلحاً من «داعش» بينهم ضابط سعودي كان برتبة رائد قبل انضمامه للتنظيم، فيما أعلنت وحدات الشعب الكردي مقتل ثلاثة من عناصرها في تلك المواجهات.
وفي سياق متصل، شدد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي على أن عين عرب منطقة سورية والدولة ستبقى تقدم الدعم العسكري واللوجستي والذخائر والسلاح للمدينة.
وقال الزعبي في مقابلة مع التلفزيون السوري إن عين عرب «منذ اللحظة الأولى لبدء المعركة هي منطقة سورية وكل أهلها وشعبها سوريون بامتياز والدولة لم ولن تتوانى عن ممارسة دورها» تجاه جميع المناطق.
وأوضح الزعبي: «بخصوص فيلم اليوتيوب عن سيطرة الإرهابيين على 3 طائرات في مطار الجراح العسكري بحلب فهناك 3 طائرات قديمة جربها الإرهابيون فقام الطيران العربي السوري بالتحليق فوراً ودمر اثنتين منها على المدرج أثناء هبوطهما والبحث جار عن الطائرة الثالثة». وأضاف إن مكافحة الإرهاب في المنطقة وفي سورية بالذات لا يمكن أن تتم بمعزل عن القيادة السورية، موضحاً أن عدم وجود سورية في التحالف أو عدم التنسيق معها لن يغير على الإطلاق من موقفها القاضي بأهمية مكافحة الإرهاب.