تابت: باشرنا التحضير لإنشاء رابطة لمهندسي المشاهد

نظمت الجمعة اللبنانية للمشاهد بالتعاون مع فرع المهندسين الزراعيين في نقابة المهندسين في بيروت، محاضرة عن هندسة المشاهد Landscape Profession in Lebanon، برعاية وحضور رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب جاد تابت ورئيسة الفرع السابع في النقابة الدكتورة ميشلين وهبة ورئيسة جمعية LELA جالا مخزومي، وأعضاء من مجلس النقابة وحشد من مهندسي المشاهد وأصحاب شركات ومكاتب هندسية في الاختصاص.

ورأت وهبة «أنّ الجسم الأكاديمي والهندسي والمهني اجتهدوا ليبصر هذا الاختصاص النور من الكليات والمعاهد وفي المجتمع اللبناني وينمو وأن يأخذ حقه الكامل بين الاختصاصات الهندسية وأن لا يبقى مهمّشاً ومحصوراً لفئة أو طبقة معينة من المجتمع لكونه ليس فقط إنتاج جمالي بل أيضاً يطال المجتمع والاقتصاد الوطني من كلّ جوانبه».

أضافت: «هو حاجة ومطلب عالمي وليس من الصدفة أن تقوم المجتمعات والدول المتقدمة بإعطاء هذا الاختصاص أهمية قصوى، فالمساحات الخضراء هي مقياس للتقدم والرقي في المجتمعات في العديد من الدول بحيث يتم تقييم المدن من مدى الاهتمام بالمساحات الخضراء».

ورأت أنّ «هذا من الناحية الجمالية، إنما أيضاً من أولوية الخطر البيئي الذي يهدّد سطح الأرض. فمن أولويات المخاطر المحدقة في العالم اليوم هي المخاطر البيئية، إن كان من حيث تلوث المياه أو التربة أو الهواء وبالتالي تأثيره على نوعية الحياة وهناك اهتمام عالمي يوضع اليوم من أولويات الدول لمعالجة هذه المشكلة العالمية، ومؤتمرات المناخ والمياه والتنمية المستدامة والأبنية الخضراء التي تعقد أسبوعياً وشهرياً وسنوياً ويحضرها رؤساء دول العالم، خاصة دول العالم الصناعي والتي تهدف إلى زيادة المساحات الخضراء وتنظيم استعمالها وإيجاد السبل والعلمية للحدّ من التلوث وتقلص هذه المساحات وإدخال التكنولوجيا والهندسة الصديقة للبيئة لصيانة أنظمة كونية شاملة تهدف إلى معالجة هذه الإشكالية والحدّ من خطورتها».

وأشار إلى أهمية هذا القطاع أو الاختصاص الشامل أو المهنة وفي عشرات السنوات القادمة لكونها الضمان الوحيد لاستمرار الحياة على الأرض».

أضافت: «وللأسف لا يزال البعض يتساءل لماذا هذا الاختصاص وأين يكمن دور المهندس الزراعي فيه؟ يقوم المهندس الزراعي بدراسة وتقديم المشورة بشأن استخدام العلم والتكنولوجيا الهندسية في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني وعلى تقدير التأثيرات البيئية من حيث المحافظة على عناصر النبات والحياة والتربة، ناهيك عن علم الري والصناعات الغذائية والغابات. هنا كان من الضروري ونسبة لتنوع الاختصاصات والذي هو على تزايد دائم كان من الضروري تشعيب هذا الفرع أسوة بالفروع الأخرى في النقابة لكي يتم تنظيم المهنة بشكل يليق بالمهندس والمهندسين كافة، ومن هنا كان لهذا الاختصاص لفتة خاصة من النقيب السابق الأستاذ خالد شهاب بإقرار حق الإمضاء في المناظر الطبيعية وجاء اليوم النقيب الحالي ليكمل المسيرة معنا ونضع اليوم اللمسات على آلية التنفيذ».

واعتبرت أنّ «الجميل والملفت في هذا الاختصاص أنه دورة حياة متكاملة لا يمكن لفريق واحد أو اختصاص أو مهنة واحدة أن تختصر الجميع ولكلّ واحد خصوصيته ودوره الذي يكمل خصوصية ودور الآخر لهذا نعتبره جزءاً في كل ولا يمكن إلغاء أي جزء منه أن يلعب دور الآخر أو يلغيه، إنه عمل متكامل وليس عملاً لإلغاء الآخر».

وأعلنت «أنّ السياسة المتابعة في الفرعين الثاني والسابع تنطلق من أسباب عملية جوهرية تتعلق بفهم مدى حاجة المجتمعات الحديثة إلى صياغة قوانين وأنظمة تحافظ على بيئة الأرض في القرن الواحد والعشرين».

ودعت «جميع المهندسين ذوي الاختصاص في هذا المجال وفي الفرعين الثاني والسابع إلى المشاركة في ورشة أعادة صياغة أنظمة مبنية على المفهوم العالمي الجديد للمحافظة على البيئة وحماية الأرض من خلال نقوم بتحضيره على مستوى كلّ الجامعات الخاصة والرسمية منها التي تدرس هذا الاختصاص».

ثم تحدث النقيب تابت فرأى «أنّ هذا اللقاء يندرج ضمن سلسلة نشاطات أطلقتها النقابة هذه السنة جمعت مجموعة من المهندسين والأخصائيين والأكاديميين والناشطين في المجتمع المدني تطرقت إلى قضايا أساسية تتعلق بالتنظيم المدني واستعمالات الأراضي وتنظيم المجال الطبيعي والمبني. وأحد آخر هذه النشاطات مشاركة النقابة في إطلاق جناح لبنان في المعرض العالمي للعمارة بينالي البندقية تحت عنوان «ما تبقّى» الذي يتطرق إلى مشاهد حوض نهر بيروت امتدادا من البقاع وقمم جبل الكنيسة حتى البحر الأبيض».

أضاف: «إنّ هندسة المشاهد لهي مهنة حديثة لم تتكون بعد بشكل منظم في بلادنا. ولعلّ عنوان هذا اللقاء «الخطوات الأولى» Taking the First Steps لهو خير دليل على ذلك. فالحقل النظري لهندسة المشاهد يقع على تقاطع حقول نظرية مختلفة، حقل الجغرافيا والتنظيم المدني، وحقل العمارة والهندسة الزراعية، وحقول الجيولوجيا والتاريخ والعلوم الاجتماعية والاقتصادية. وعلى هذه المهنة أن تشق طريقها ضمن إطار غير محدّد بشكل نهائي بل لا يزال في طور التكوين. كما عليها أن تبلور أسس ممارستها ضمن حيز يتميز بخصائص محددة، حيز لبنان والمشرق العربي».

ورأى أنّ «علينا أن نقر بأن هذه الأسس لم تتكون بعد بشكل كامل الوضوح. ويتجلى ذلك على الصعيد الأكاديمي من خلال توزيع دراسة هندسة المشاهد بين كليات العمارة وكليات الزراعة مما يخلق الكثير من الالتباسات ويجعل من الصعب عقلنة المناهج ورسم أطر محددة من شأنها تنظيم ممارسة المهنة».

واردف: «بانتظار أن تتجلى الصورة وأن تتكون هندسة المشاهد في بلادنا كإطار أكاديمي ومهني مستقل لا بدّ لنا من أن نجد أطراً تسمح بالتعاطي مع الازدواجية القائمة والانطلاق في تنظيم الممارسة المهنية لمهندسي المشاهد».

وأعلن «عن مباشرة في نقابة المهندسين بالتحضير لإنشاء رابطة لمهندسي المشاهد بالتعاون بين فرعي المعماريين ومهندسي الزراعة. كما باشرنا في وضع أسس لتنظيم الممارسة المهنية لقطاع مهندسي المشاهد خاصة بعد أن تم إقرار مبدأ ضرورة مشاركة هؤلاء في المشاريع الكبرى التي تعرض أمام المجلس الأعلى للتنظيم المدني. ونأمل أن تستكمل كافة الخطوات الضرورية لإنشاء الرابطة ووضع نظام ممارسة مهنة هندسة المشاهد في الأشهر القليلة المقبلة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى