غروشكو: الناتو يستخدم قضية «سكريبال» ضدّنا لتبرير زيادة النفقات العسكرية للناتو
وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة أمس، في أول زيارة خارجية له بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، واستهل الرئيس الروسي زيارته بمشاركة الرئيس التركي بتدشين الحجر الأساس لانطلاق مشروع بناء أول محطة «أكويو» الكهروذرية في ولاية مرسين جنوب تركيا، والمباشرة ببناء أول وحدة طاقة في المحطة.
وعقد الرئيسان محادثات ثنائية في قمة ثنائية مصغّرة لبحث أبرز مسائل العلاقات بين البلدين، إضافة إلى القضايا الدولية والإقليمية، ويعقدان بعدها مؤتمراً صحافياً.
في هذا الشأن، أعلن الرئيسان الروسي، فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، أمس، عن بدء بناء محطة «أكويو» النووية في تركيا.
وشارك الرئيسان في المراسم الرسمية لبدء بناء المحطة النووية الأولى في تركيا.
وقال بوتين، إنه «لا يمكن المبالغة في أهمية بناء محطة الطاقة النووية أكويو في تركيا، وإنها ستصبح الأساس لإقامة الصناعة النووية في الجمهورية تركيا ».
وأضاف بوتين خلال احتفالية وضع الحجر الأساس لبناء المحطة النووية «أكويو» في تركيا: «لا يمكن المبالغة في أهمية هذا المشروع الابتكاري على نطاق واسع. في الواقع، نحن اليوم لا نشارك فقط في بناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا، ولكننا أيضاً نضع أساساً لتركيا في الصناعة النووية ككل. لقد بدأنا في إنشاء صناعة جديدة.»
وتابع بالقول: «أيها الأصدقاء، أمامنا مهمة إطلاق عمل المفاعل الأول للمحطة النووية في عام 2023، ليتزامن توقيته مع ذكرى مرور مئة عام لتأسيس الجمهورية التركية، لقد اتفقنا مع صديقي العزيز، الرئيس رجب طيب أردوغان، على أننا سنبذل قصارى جهدنا لإنجاز هذه المهمة بالذات».
وأردف قائلاً: «روسيا أحد الرواد المعترف بهم في مجال الطاقة الذرية العالمية، خلال بناء المحطة، سيتم استخدام الحلول الهندسية الأكثر تقدماً، والتقنيات الفعالة من ناحية الجدوى الاقتصادية والسلامة، تلك التقنيات، التي نحن نستخدمها بأنفسنا في روسيا، وستتم مراعاة أعلى معايير السلامة والمتطلبات البيئية الأكثر صرامة».
وتعتبر محطة « أكويو «أول مشروع في العالم لمحطة كهروذرية يتم تنفيذه على أساس نموذج ابني امتلك شغل ، ووفقًا لهذا النموذج، ستقوم روسيا ببناء المحطة، وستمتلكها وتديرها.
ويُذكر، أنّ الاتفاقية بين روسيا وتركيا حول بناء محطة «أكويو» بالقرب من مدينة مرسين، تم توقيعها في عام 2010، ومن المقرّر أن تضم المحطة 4 وحدات طاقة بقوة 1200 ميغاواط لكل واحد منها. وحسب المعلومات المتوفرة، ستبلغ قيمة المشروع نحو 20 مليار دولار.
ويعوّل الجانب التركي على إطلاق عمل أول محطة للطاقة النووية في عام 2023.
ويجتمع رؤساء روسيا وتركيا وإيران، يوم الأربعاء في أنقرة، ضمن الاجتماع الثلاثي الثاني في إطار التنسيق بين الدول الضامنة لمفاوضات أستانا حول التسوية السورية.
وكان المكتب الصحافي للكرملين أعلن في بيان له، أمس الإثنين، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيبحث المشاريع الاستراتيجية بما فيها مشاريع الطاقة، والقضايا الدولية وضمنها سورية، خلال زيارته المرتقبة إلى أنقرة يومي 3 و4 نيسان/أبريل الحالي.
الخارجية الروسية
على صعيد آخر، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو طرد الدبلوماسيين العاملين في البعثة الروسية لدى الناتو «تحدياً للمجتمع الدولي».
وقال غروشكو خلال مناقشات منتدى «فالداي»، «إنّ هذه الخطوة تحدٍّ خطير للعلاقات الدولية والمجتمع الدولي»، مشيراً إلى أنه «من مصلحة الجميع عدم المساس بما له دور هام، وخاصة في فترات تصعيد التوتر».
ووصف طرد الدبلوماسيين بأنه «مأساة بالنسبة إلى العلاقات الدولية، حيث تمّ توجيه ضربة ممنهجة للحضور الدبلوماسي الروسي في العديد من الدول الغربية، وقبل كل شيء في الولايات المتحدة وبريطانيا»، مضيفاً: «أنّ ذلك جاء نتيجة لتقييمهم للقوة الدبلوماسية الروسية».
واعتبر غروشكو قضية الضابط السابق في الاستخبارات الروسية والعميل المزدوج سيرغي سكريبال، الذي تتهم بريطانيا السلطات الروسية بتسميمه، «استفزازاً كبيراً ضدّ روسيا يهدف إلى تبرير زيادة النفقات العسكرية للناتو».
ونوّه ألكسندر غروشكو «أنه لا يمكن بناء منظومة أمن عالمية إلا بمشاركة روسيا»، وقال: «كلنا نتعرّض للأخطار بدرجة متساوية ولن يتمكن الناتو، ولا الاتحاد الأوروبي، ولا الولايات المتحدة من إقامة مناطق آمنة معزولة لهم».
وتابع: «هذه المحاولات محكوم عليها بالفشل، بغض النظر عما إذا كان ذلك يعجبنا أم لا يعجبنا. هذا هو الواقع ولا يمكن إلا بمشاركة روسيا، بناء منظومة أمن وطيدة تأخذ بعين الاعتبار ضرورة احترام المصالح المشروعة والاستعداد للردّ بشكل مشترك على الأخطار والتحديات الجديدة».
وأكد غروشكو «أنّ روسيا ستردّ على أيّ خطوات غير ودية من الحلف»، مشيراً إلى أنّ «محاولات الناتو جعل الدول المجاورة لروسيا خطوطاً أمامية لنشر القوات العسكرية، لن تأتي أكلها».
وأضاف «أنّ روسيا بدأت تأخذ هذه الدول بعين الاعتبار في التخطيط العسكري لها»، مشيراً إلى أنّ الناتو «قد اجتاز الخط الأحمر».
وتابع: «لدينا مجمع الصناعات العسكرية الذي يسمح لنا بالرد المناسب في حال الضرورة، واختيار الوسائل التي نعتبرها أكثر فعالية لضمان قدراتنا الدفاعية وحماية مصالحنا الشرعية»، مؤكداً أنّ «روسيا ستفعل كل ما في وسعها من أجل ضمان أمنها 100 في المئة».
وفي معرض تعليقه على العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، أشار غروشكو إلى أنّ «روسيا تدرس كافة الوثائق الاستراتيجية الأميركية»، مضيفاً أنّ «تلك الوثائق تثير قلقنا، حيث تم وضعنا على قائمة الأعداء».
وأضاف أنّ «الولايات المتحدة تتحدث علناً حول سعيها إلى التفوق العسكري والاقتصادي»، مشيراً مع ذلك إلى أنّ «هناك أيضاً جدول أعمال إيجابي في العلاقات مع الولايات المتحدة».
جدير بالذكر، أن استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة التي أعلن عنها البنتاغون في كانون الأول الماضي، تعتبر مواجهة روسيا والصين من أولويات السياسة الأمنية الأميركية.
في سياق متصل، دعت الصين جميع الأطراف المعنية لـ «التخلي عن عقلية الحرب الباردة في ما يتعلق بقضية ضابط المخابرات الروسي السابق سيرغي سكريبال، والتركيز على اكتشاف الحقيقة حول الحادث».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ، أمس: «لقد لاحظنا أنّ الأطراف لم تتوصل بعد إلى نتيجة يمكن للجميع الاتفاق عليها. رداً على طرد الدبلوماسيين الروس من قبل بعض الدول والمنظمات الدولية، اتخذت روسيا إجراءات مناسبة».
وأضاف «أنّ بلاده تعتقد أن الأطراف المعنية يجب عليها أن تجد الحقيقة حول القضية».
وقال شوانغ، في مؤتمر صحافي، «إنه في مواجهة العديد من التحديات العالمية يتعين على جميع الأطراف التخلي عن عقلية الحرب الباردة والعمل معاً لتعزيز السلام والأمن الدوليين». كما دعا إلى «حلّ خلافاتهم وفقاً لمبادئ الاحترام المتبادل والمساواة».
بحضور 95 بلداً انعقاد مؤتمر الأمن الدولي السابع في موسكو
والصين تؤكد موقفها الموحّد مع روسيا من القضايا الدولية
تعقد وزارة الدفاع الروسية اليوم وغداً، مؤتمر الأمن الدولي السابع بحضور وفود 95 بلداً، بينها سورية، بينهم 30 وزيراً للدفاع و15 من رؤساء الأركان العامة ونواب وزراء الدفاع، كما أكد ممثلو ثماني منظمات دولية و68 خبيراً أجنبياً رائداً في مجال الأمن مشاركتهم في المؤتمر. حيث تتصدّر جدول أعمال المؤتمر سبل مكافحة الإرهاب في سورية.
وذكر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو «أنّ تجربة مكافحة الإرهاب في سورية ستكون أحد المواضيع الرئيسية التي سيتم بحثها في المؤتمر».
وقال في اجتماع لكوادر وزارته «الجانب الروسي سيعرض في المؤتمر تجربته في محاربة تنظيم داعش، وتوقعاته لتطور الأوضاع في الشرق الأوسط وقضية إعادة الإعمار في سورية».
وأضاف «أنه ستتم أيضاً مناقشة القضايا المتعلقة بالأمن الأوروبي والوضع في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية».
في السياق نفسه، استقبل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو نظيره الصيني وي فنغ خه الذي وصل إلى موسكو على رأس وفد عسكري للمشاركة في مؤتمر موسكو للأمن الدولي.
وقال وي فنغ خه خلال اللقاء مع شويغو: «بصفتي وزيراً جديداً للدفاع في الصين أزور روسيا بالذات، لكي نظهر للعالم كله المستوى العالي لتطوير علاقاتنا الثنائية وعزم قواتنا المسلحة على تعزيز التعاون الاستراتيجي».
وأضاف «أنه يقوم بهذه الزيارة أيضاً لدعم الجانب الروسي في تنظيم مؤتمر موسكو للأمن الدولي. وقد وصل الوفد الصيني لكي يعرف الأميركيون عن الروابط القوية بين القوات المسلحة الصينية والروسية، وخاصة في الوضع الحالي».
وأكد الوزير الصيني: «وصلنا لدعمكم. وأنّ الجانب الصيني مستعد ليعبر سوية مع الجانب الروسي عن قلقنا المشترك وموقفنا الموحد بشأن القضايا الدولية الهامة».
بدوره، أشاد شويغو بـ «مستوى التعاون بين روسيا والصين»، وقال إنه «بفضل جهود زعيمي بلدينا، ترتقي العلاقات بين روسيا والصين إلى مستوى جديد اليوم، وهذا المستوى العالي غير مسبوق، وتصبح علاقاتنا عاملاً هاماً لضمان السلام والأمن الدولي».
وأكد أنّ «الجانب الروسي يولي اهتماماً خاصاً لتنفيذ الاتفاقات حول تطوير التعاون في المجال العسكري، والتي تم التوصل إليها على مستوى القمة، أثناء لقاءات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينغ في أيار وحزيران وتشرين الثاني العام الماضي.
بوتين: لا مكان لعوامل الاستفزاز
في علاقاتنا مع تركيا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن العوامل الاستفزازية في الشؤون الدولية، لا مكان لها في العلاقات بين روسيا وتركيا.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة: «روسيا تعتزم التعاون مع تركيا بشأن سورية من أجل الحفاظ على سيادة هذا البلد والقضاء على بذور الإرهاب».
وقال الرئيس الروسي بشأن القضية الكردية: «في حال لم يوجد هناك تنسيق بين جميع الأطراف المعنية لحل القضية الكردية في سورية، فلن يكون هناك نتيجة نهائية»… «ننطلق من أن الشعب الكردي هو جزء من شعوب سورية متعدّدة القوميات، وله حق المشاركة في العمليات السياسية وإيجاد مكان في مستقبل سورية، وأي عمليات يجب أن تنسق مع جميع الأطراف المعنية».
من جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن روسيا وتركيا ستواصلان العمل المكثف لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال أردوغان: «سيستمر عملنا المكثف لإرساء السلام والهدوء والاستقرار في المنطقة.. آمل أن تفيد اجتماعاتنا هذه، منطقتنا بأكملها»… «لقد اختتمنا للتو مفاوضات ثنائية مع صديقنا العزيز بوتين، وتبادلنا وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية»، مشيراً إلى أنه خلال هذا الوقت عقدت الهيئات ذات الصلة من البلدين اجتماعات أيضاً.
وهنأ أردوغان بوتين مرة أخرى بانتخابه كرئيس لروسيا الاتحادية لفترة جديدة.
وتستضيف العاصمة التركية أنقرة اجتماعاً لمجلس التعاون على مستوى قمة بين البلدين.