رئيس الجمهورية يتسلّم دعوة لحضور القمة العربية ويلتقي وفد مؤسسة القدس الدولية: القضية الفلسطينية ستبقى من أول اهتمامات لبنان في القمة المقبلة
تسلّم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوة رسمية من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في أعمال مؤتمر القمة العربية التاسعة والعشرين التي ستعقد في مدينة الظهران في المنطقة الشرقية يوم الأحد في 15 نيسان الحالي. وجاءت الدعوة في رسالة خطية من الملك السعودي نقلها الى الرئيس عون رئيس البعثة الديبلوماسية السعودية في بيروت الوزير المفوض وليد البخاري الذي استقبله رئيس الجمهورية في قصر بعبدا.
واعتبر الملك السعودي في رسالته ان مشاركة الرئيس عون شخصياً في هذه القمة «سيكون لها بالغ الأثر في انجاحها»، آملا ان تسهم القمة «في تعزيز العمل العربي المشترك والتصدّي للتحديات التي تواجهها أمتنا وتحقق ما تصبو اليه شعوبنا من اهداف وطموحات».
وأعرب في رسالته عن تطلّعه الى الترحيب بالرئيس عون في السعودية خلال القمة، متمنياً له «موفور الصحة والسعادة، وللشعب اللبناني دوام التقدم والازدهار».
وحمل الرئيس عون الوزير المفوّض بخاري تحياته الى الملك سلمان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مؤكداً ترؤس الوفد اللبناني الى القمة العربية، ومتمنياً أن تحقق نتائج تعزز الوحدة العربية لا سيما في هذه الظروف الصعبة من تاريخ الدول العربية وشعوبها.
الى ذلك، استقبل الرئيس عون نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية الوزير السابق بشارة مرهج مع وفد من أعضاء مجلس ادارة المؤسسة، الذين وضعوا رئيس الجمهورية في صورة الاوضاع الجارية في القدس ومساعي المؤسسة لعقد مؤتمرها التاسع في بيروت خلال شهر تشرين الاول المقبل «ليكون محطة فارقة للتصدي للعدوان على القدس والإعراب عن رفض قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب باعلان القدس عاصمة لإسرائيل، اضافة الى مواجهة كل المحاولات الجارية لتهويد المدينة المقدسة».
ونوّه الوفد بمواقف الرئيس عون من القدس، ورفضه القاطع لتصفية حق عودة الفلسطينيين الى أراضيهم، متمنياً أن يعبر رئيس الجمهورية خلال القمة العربية المرتقبة في المملكة العربية السعودية، كما سبق أن فعل خلال قمة البحر الميت العام الماضي، عن موقف «يؤكد فيه ضرورة أن تكون القدس العنوان المركزي لهذه القمة، وأن يكون منع تصفية الحق العربي في فلسطين موضوع بحثها ومقرراتها، وأن تنشغل بالبحث عن سبل لحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك المستهدف بالتقسيم وتغيير الهوية، وكنيسة القيامة المهددة بالتضييق وفرض الضرائب وتهجير مسيحيي فلسطين».
وردّ الرئيس عون مرحباً بالوفد وبالدعوة الى انعقاد المؤتمر في لبنان، مشدداً على أن «موقف اللبنانيين واحد حيال التمسك بحق العودة للفلسطينيين الى ارضهم ورفض التوطين، وادانة كل الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وضد الاماكن المقدسة المسيحية والإسلامية على حد سواء».
وأكد الرئيس عون أن كلمته في القمة العربية التي انعقدت في البحر الميت العام الماضي، عكست الموقف اللبناني الجامع حيال القضية الفلسطينية والتي ستبقى من أول اهتمامات لبنان في القمة العربية المقبلة، كما في كل المحافل الإقليمية والدولية.
في مجال آخر، استقبل الرئيس عون رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر ورئيس النقابة العامة لموظفي وعمال الفنادق والمطاعم والتغذية واللهو في لبنان جوزف الحداد مع اعضاء من النقابة.
وخلال اللقاء عرض الاسمر «الضغوط التي تتعرض لها الطبقة العاملة في لبنان لا سيما منافسة العمال غير اللبنانيين وفي مقدمهم النازحون السوريون الذين يجتاحون المؤسسات، خصوصاً المؤسسات الفندقية والسياحية، ويغزون السوق اللبنانية من دون حسيب او رقيب».
وشكا الاسمر «تقاعس عدد من الوزارات في التعامل مع اليد العاملة اللبنانية»، متمنياً على رئيس الجمهورية أن يضع يده على هذا الملف الحساس «لأن العمال في لبنان يثقون بالرئيس عون وبحرصه على مصلحة اللبنانيين وعلى تطبيق القوانين والانظمة المرعية الإجراء».
وأشار الرئيس عون من جهته الى أن الوضع الاقتصادي في لبنان في الفترة الحالية دقيق جداً، مؤكداً تأثير النزوح السوري على هذا الوضع لاسيما أن عدداً كبيراً من النازحين دخل سوق العمالة اللبنانية فزادت نسبة البطالة في لبنان لتصبح 46 ..
وأكد رئيس الجمهورية ان «لبنان يعول حالياً على نتائج مؤتمر بروكسل في مساعدته على مواجهة اعباء النزوح، على أمل أن تحل الأزمة السورية وتتحقق عودة النازحين الى بلادهم بشكل تدريجي»، موضحاً انه «لم تتم مساعدة لبنان بشكل فاعل في هذا المجال، بحجة أن الوضع الأمني في سورية لا يسمح بعودتهم».
وكشف أنه أكد رفضه المطلق لهذه الحجة خلال طرح هذا الملف مع الوفود الغربية والدولية التي زارته في قصر بعبدا.
وأعرب الرئيس عون عن أمله بأن تكون لمؤتمر بروكسيل انعكاسات إيجابية على صعيد هذا الملف، بما سيساعد لبنان على الحد من منافسة اليد العاملة الأجنبية للعمال اللبنانيين، معتبراً أن ثمة مسؤولية تقع على الشركات والمؤسسات اللبنانية للمحافظة على موظفيها اللبنانيين.
وعن الوضع الاقتصادي، قال إن أزمة لبنان الاقتصادية تسبب بها سوء الادارة والفساد وتراكم الدين العام منذ عام 1990، إضافة الى العجز في الكهرباء، لافتاً الى أن الدين العام وصل الى 80 مليار دولار، من بينها قيمة العجز في قطاع الكهرباء البالغة 36 مليار دولار، اضافة الى تأثر لبنان بالازمة الاقتصادية العالمية والتطورات الاقليمية.
وأمل أن تظهر معالم الانفراج في ملف البطالة والقطاع العمالي بدءا من الصيف المقبل، «فلبنان حقق في الفترة الاخيرة انجازات عدة لاسيما على الصعيد الأمني وعلى صعيد محاربة الفساد بالرغم من الصعوبات».
في مجال آخر، أبرق الرئيس عون الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مهنئاً بإعادة انتخابه رئيساً لجمهورية مصر العربية.
وجاء في البرقية: «إن توليكم رئاسة الجمهورية في فترة حرجة عاشتها المنطقة، وحرصكم الدائم على مكافحة الارهاب واستعادة مصر لدورها الفاعل، كان لهما الاثر الإيجابي لدى الشعب المصري الشقيق الذي جدد الثقة بكم لإكمال مسيرة مصر نحو التقدم والنجاح. ان لبنان الذي تربطه بمصر علاقات أخوية، حريص على تعميق التعاون القائم بين البلدين والشعبين الشقيقين وفق الأسس التي ارسيناها خلال لقائنا الأخير على ارض الكنانة في العام الماضي».