بريطانيا على طريق المشاركة في الغارات على سورية
عامر نعيم الياس
الأسبوع الماضي، نقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية عن وزير الخارجية فيليب هاموند قوله إن بلاده لديها مسوّغات قانونية تجعلها توسّع من تدخّلها ضدّ «داعش» ليشمل الأراضي السورية، في محاولة تمهّد لتطوير عملية المساهمة البريطانية في ائتلاف أوباما، والتي اقتصرت على العراق بحسب القرار الصادر عن مجلس العموم البريطاني. لكن من دون العودة إلى مجلس العموم إذا بقيت المواقف من المسألة السورية على حالها داخله. ولعل في عبارة «المسوّغات القانونية» ما يرسم سيناريو تحرّك حكومة ديفيد كاميرون التي يبدو أنها قرّرت التدخّل في سورية.
وفي سياق موازٍ، وكدليل إضافي على ما سبق، أوردت صحيفة «إندبندنت» البريطانية معلومة مفادها أن «طائرات سلاح الجوّ الملكي من دون طيار قد تبدأ في الوقت القريب غاراتها ضدّ مواقع داعش في سورية»، مضيفةً إن «رئيس الوزراء البريطاني يعمل حالياً على إقناع البرلمان بمنحه تخويلاً لاستخدام طائرات من دون طيار في سورية».
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة «لوموند» الفرنسية إن وزير الدفاع البريطاني وجّه رسالةً خطيّة إلى مجلس العموم أبلغه فيها «بقيام طائرات بريطانية مقاتلة وأخرى من دون طيار بالتحليق فوق الأراضي السورية ضمن مهمّة جمع معلومات عن جهاديّي داعش»، فما الذي يعنيه ذلك؟
تطوير المشاركة العسكرية البريطانية في ائتلاف أوباما والدخول على خط العمليات العسكرية في سورية، قرار تصرّ حكومة رئيس الوزراء الببريطاني ديفيد كاميرون عليه، إذ يظهر ذلك واضحاً من خلال الحملة الحكومية المنسّقة التي بدأت بتصريحات وزير الخارجية، ولم تنتهِ بالرسالة التي وجّهها وزير الدفاع إلى مجلس العموم.
على رغم أنّ قرار مجلس العموم البريطاني منح الحكومة تفويضاً للمشاركة في ائتلاف واشنطن يقتصر على العراق، إلّا أنّ التطوّرات الأخيرة في عين عرب، والموقف التركي من الائتلاف، فضلاً عن تحاشي الإدارة الأميركية حتى اللحظة طرح ملف التدخل البرّي لقوات التحالف، عوامل من شأنها أن تدفع مجلس العموم إلى مباركة عمليات القصف الجوّي البريطاني على سورية، عبر طائرات من دون طيار.
حديث لندن عن بدء الاستطلاع وعمليات المراقبة فوق الأراضي السورية بهدف جمع المعلومات عن داعش يشير بكل وضوح إلى اتخاذ العسكر البريطاني كافة الإجراءات لاستهداف المواقع التابعة لما يسمى «تنظيم الدولة الإسلامية» داخل سورية، وبحسب «إندبندنت» «فإنه ولغرض تطوير العمليات العسكرية البريطانية في ائتلاف أوباما، فقد نُقلت طائرات من دون طيار من أفغانستان إلى العراق» هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الحملة الإعلامية المواكبة هذا الأمر وتضارب الأنباء حول دور مجلس العموم في إقرار تطوير العملية من عدمه، أمور تشير إلى أن الحكومة البريطانية اتخذت الخطوات الأولى نحو القيام بغارات جوّية في سورية.
مما لا شك فيه أنّ قرار توسيع مشاركة بعض الدول الأوروبية في عمليات القصف الجوّي على مواقع «داعش» في سورية سيشهد تطوّراً لجهة عدد الدول المشاركة به بعد أن اقتصرت المشاركة على الدول العربية، في محاولة غربية للترويج لإنجازات للتحالف الأميركي في وجه «داعش» الذي لا يزال يتقدم على مختلف الجبهات، بانتظار اجتماع رؤساء أركان ائتلاف أوباما الشهر المقبل في واشنطن أيضاً.
كاتب سوري