مهرجان المأكولات التراثية يحيي المطبخ الشعبي في صيدا

لم يكن بأيديهم سلاح سوى ملاعق خشبية. التفوا حول طاولة طعام طولها نحو عشرة أمتار لتقديم حلوى راحة لزوار مهرجان المأكولات التراثية في مدينة صيدا.

وتشتهر صيدا بهذه الحلوى التي تُحضر أساساً من هلام من النشاء والسكر، وغالباً مع فواكه مقطعة أو مكسّرات.

وقُدمت راحة في المهرجان الأحد 8 نيسان الحالي.

واستكشف أناس، احتشدوا في شوارع المدينة طوال ذلك اليوم، وأكلوا أصناف طعام وحلوى من تراث صيدا ولبنان أعدّها مواطنون محترفون فيه صنعها «أباً عن جد».

وقال أحد منظمي المهرجان ويُدعى كامل كذبر إن القائمة تضمّنت أصناف طعام انقرضت وأخرى يعرفها الناس ويرغبون في استعادة ذكرياتهم المرتبطة بها.

وأضاف كذبر «كما ترون الناس متعطشة لصيدا القديمة أولاً، حركة الناس لصيدا الأم، صيدا القديمة، كانت رائعة وجميلة جداً. نحن أمام تشكيلة مأكولات تراثية تعوّدت صيدا على تذوقها من مئات السنين. تعوّدوا أهلها يأكلونها لكن منها ما انقرض ومنها ما زال يُصنّع. أحببنا نسترجع هذه الذكريات مع أهالي المدينة، مع الأمهات، أمهات المدينة اللواتي صنعت أيديهن هذه النكهات المميزة».

وبينما اتجه بعض زوار المهرجان لتناول المناقيش التي يعرفونها أو البوظة الآيس كريم ، آثر آخرون أصنافاً طعام نادرة مثل أكلة «حرّاق أصبعه» التي تُحضّر من العدس والمعكرونة ومكوّنات أخرى.

وقالت نجوى اسماعيل، التي قدّمت طبخة «حراق أصبعه»، «هذه الطبخة، منذ خمسين سنة ربما، كانت صيدا مشهورة فيها مدينة صيدا والعالم يحبّونها جداً، ونحب استرجاع الأكل القديم».

وقال رجل من سكان صيدا يدعى حسن زينو، وهو يتجه لتناول طعام زردا الذي حضره عبد القادر بعصيري من الأرز ودبس السكر والسكر، إنه زار المهرجان ليتذكّر أيام شبابه في الشوارع القديمة والطعام القديم.

وأضاف «أتيت لأتفرّج على الشباب وعلى العالم وعلى الأيام القديمة، ويقولون إنهم يصنعون زردا وكذا. فتذكرت أيام الشباب والعهد القديم».

وقال بعصيري «زردا، أكلة قديمة جداً، يعني من خمسين سنة لم يطبخها أحد، والآن عادوا يطلبونها… مماذا يتم تصنيعها؟ أرُز ودبس وسكر، وهناك ناس يطبخونها بقمح. بأرُز، أطيب بتطلع».

وقدّم المهرجان كذلك عروضاً موسيقية تراثية للترفيه عن الزوار وهم يتناولون الطعام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى