من تونس… ميس حرب تغنّي للسلام والإنسانية

آمنة ملحم

بصوتها الذي يحمل السلام أنّى حلّت، وبروحها التي تعبق بسوريّتها وتنثرها ربيعاً ومحبّة، إيماناً منها بأنّ المحبّة لا بدّ لها أن تبادل بالمحبّة، حلّت الفنانة السورية ميس حرب ضيفة على حفلين فنّيين في تونس، التي أحبّتها فبادلتها المحبّة طرباً وثقافة وودّاً.

وفي تصريح أدلت به إلى «البناء»، أوضحت حرب أنّ أوّل حفل كان في مدينة سوسة يوم الثامن من نيسان في ختام مهرجان «أصوات نساء»، الذي نظّمته جمعية «نحن نحبّ سوسة»، والذي ضمّ ثلاث سهرات فنّية لمطربتين تونسيتين من الأصوات الجميلة الشابة في الساحة الفنّية الراقية. أمّا الحفل الثاني فكان في اليوم التاسع من نيسان في العاصمة تونس في مدينة الثقافة أكبر تجمّع ثقافي في المغرب العربي، في افتتاح «مهرجان مجالس الطرب» الذي يضمّ حفلات عدّة أيضاً لمجموعة رائعة من الفنانين والفرق التونسية بمشاركة عربية من سورية ومن المغرب.

وعن تفاصيل العرض تنوّه حرب بأنّها قدّمت العرض مع الفرقة التي شكلّوها في أيلول الماضي «ملحّنون من أجل السلام»، واستضافوا معهم في العرض المغنّية الفرنسية كريستينا روسميني، واختاروا له اسم «عشق»، وهو يتكلّم عن العشق عندما يتجلّى في أسمى معانيه كعشق الله وعشق الحقيقة وعشق الإنسانية والإنسان.

وعن برنامج العرض لفتت حرب إلى أنّه تضمّن مقاطع من قصائد عربية لشعراء ترجمت نصوصهم أسمى معاني الحبّ مثل حافظ الشيرازي ورابعة العدوية وابن حمديس الصقلي وابن الفارض والسهروردي وغيرهم، وقد قام بتلحين هذه النصوص «ملحّنون من أجل السلام» الذين اجتمعوا حول مشروع «عشق» من مختلف الضفاف المتوسطيّة ينشدون الحبّ والسلام لبلاد أنهكتها الحروب.

وتحيّة إلى تونس، قدّمت ميس أغنية «فراق غزالي» للمطربة الكبيرة صليحة، وهي إحدى أجمل وأصعب أغاني التراث التونسي وكانت مفاجأة في العرض.

وحول أهمية هذه المشاركة أشارت حرب إلى أنّ حفل مدينة الثقافة كان أول حفل بعد افتتاح مدينة الثقافة الذي تم في الشهر الماضي وسيتمّ افتتاحه رسمياً الأسبوع المقبل. لذلك، كانت مسؤولية كبيرة وشرفاً كبيراً لها بأنّ تكون أوّل من يغنّي على خشبة هذا المسرح، بحضور وزير الثقافة، ولقائه معها بعد العرض ليثني على الصوت والأداء بكلمات جميلة وليتمنّى لبلدها سورية السلام الذي نشدته من خلال هذا العرض.

أمّا عن أجواء الحفلات فتؤكّد ميس رضاها، معربةً عن سعادتها بالأثر الجميل والانطباع الذي لاحظته لدى الجمهور أثناء العرض وبعد انتهائه.

ولا تخفي حرب أن تونس أصبح لها مكاناً كبيراً في قلبها، كيف لا؟ وهي احتضنت فنّها وفتحت أمامها أبواباً جديدة لأنواع أخرى من الفنون بعيداً عن الحفلات الموسيقيّة التقليدية.

وختمت حرب حديثها بالتأكيد على أنّها تزداد يقيناً كلّ يوم بأهمية الفنّ في مواجهة الإرهاب، وبضرورة السموّ بأعمالنا وبمشاعرنا لترقى إلى ما يفيد العالم ولو ببذرة إنسانية صغيرة تزرعها في مكان جافّ لا روح فيه، تسقيها محبّة لتجدها أنتجت محبّة فتكون قد شاركت في نشر جزء من السلام في هذا العالم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى