الهدوء الروسي الإيراني
ـ يخشى كثيرون أن يكون الهدوء في النبرة الروسية والإيرانية قياساً بالنبرة الأميركية العالية تعبيراً عن مسعى لتجنّب المواجهة مع واشنطن أو نوعاً من التهيّب من الكلام الأميركي والتهديدات بالحرب أو تغييراً في الموقف الملتزم بالتصدي لكلّ عمل عسكري أميركي يستهدف سورية.
ـ من يتابع سياق التهديدات الأميركية يلفت بسرعة إلى عدم تناسب اللغة بما فيها تخطي الآداب واللياقات في كلام رؤساء الدول مع وظيفة هذه التهديدات إذا كانت الذهاب للحرب فعلاً حيث لا حاجة عندها للكثير من الكلام الاستفزازي الذي يبقى له مبرّر في حال نية الدخول في سجالات كلامية تظهر الإهتمام بالتهديد.
ـ تتصرف روسيا وإيران والمقاومة في الميدان وكأنّ الحرب واقعة ومن دون ضجيج وتأخذ كلّ وقت متاح في المرحلة الرمادية قبل تبلور الصورة النهائية للمزيد من التحضيرات للردود ومواقعها وأحجامها ورسم سيناريوات لكلّ فرضية من فرضيات العدوان.
ـ في السياسة حال الهدوء هي تعبير عن ترك الثور الهائج يرتكب المزيد من الأخطاء وحده ويشعر بعدم اهتمام الطرف المقابل لتهديداته أو شعوره بالذعر منها أو ملاقاته بمثلها والاكتفاء بالكلام القانوني والتحذيري من عواقب الأفعال المتسرّعة وغير المدروسة وغير القانونية.
ـ إذا هدأ الثور في الحلبة تأتي فرصة إخراجه منها بسلاسة وإذا بدأ بتكسير جدرانها سيلقى العقاب بهدوء ودون صراخ ويتلمس دمه ينزف حتى يقتنع أنه بات عاجزاً عن مواصلة النزال.
التعليق السياسي