«القومي» وأهالي مشغرة يحيون ذكرى أسبوع المناضل القومي رياض الريشوني مهدي: هدفنا الوصول إلى دولة مدنية قوية حديثة تحمي نفسها بقوة شعبها وجيشها ومقاومتها
بمناسبة مرور أسبوع على وفاة الرفيق رياض محمد الريشوني أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي مشغرة حفلاً تأبينياً حضره: عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي ممثلا رئيس الحزب الأمين حنا الناشف، منفذ عام البقاع الغربي د. نضال منعم، عضوا هيئة المنفذية نور غازي وطوني سلوان، مدير مديرية مشغرة وسام غزالي وأعضاء هيئة المديرية.
كما حضر الوزير السابق والمرشح عن دائرة البقاع الغربي راشيا عبد الرحيم مراد، النائب السابق ناصر نصر الله، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، المرشح عن دائرة البقاع الغربي راشيا محمد نصر الله، رئيس بلدية مشغرة جورج الدبس، القاضي محمد شرف، مخاتير مشغرة عبد الله صادر وحيدر سرحال وسليم مرعي ومحمد منصور، إمام بلدة مشغرة الشيخ عباس ذيبة وعدد من رجال الدين وفاعليات وحشد من القوميين والمواطنين.
مرعي
بداية القى حسن مرعي كلمة جاء فيها:
يرحل عنا رياض رحلته الأبدية بعد أن كان يرحل الرحلة المؤقتة ليعود بعدها إلى ضيعته الحبيبة حيث ولد وترعرع.
من قمرها تعلم كيف يعكس على الآخرين ما هو نافع و مفيد، و من شجرها تعلم كيف يعطي دون أن يسأل من الذي أخذ. تعلم من جداولها كيف تكون المثابرة و الاجتهاد.
ثم يرحل، ينأى بعيدا، إلى المقلب الثاني من الأرض، إلى الغربة القاسية، إلى المهجر.
هناك كان الحب لوطنه يسمو فوق كل حب، و كانت رابطة الإخاء و الوفاء تشده إلى أبناء وطنه و أمته.
هناك كان المثال للإنسان الملتزم الذي تخرج من مدرسة الزعيم الخالد أنطون سعاده، المدرسة التي تخرج منها من يؤمن بالحق، و يتسلح بالفكر، و يعلو بالإنسانية السمحاء.
الريشوني
كلمة عائلة الفقيد القاها شقيقه الدكتور سامي الريشوني، و جاء فيها:
إن كلام الحزن يظل قليلاً، وكلام الإيمان يغلبُهُ الصمت العميق.
صحيح… صحيح أنا الخاسر الأكبر، وأخي الأغلى المرحوم رياض محمد الريشوني هو بغيابه وبمشيئة ربه، يبقى الرابح الأكبر.
لم يخسر إيمانه الكبير، لم يخسر القيم العظيمة التي صمد بها، وناضل…
لم يخسر محبة الوطن وأبناءه، كما لم يخسر محبة اولاده.
لم يخسر عز الحياة الأبية الشريفة…
ذهب ملبياً مشيئة ربه سبحانه وتعالى، وقد بذل في دنياه جهود المناضل العصامي المتحرر فوق الحسرات والألام. فلقد إستقوى على مرضِ العُضال بعزيمةِ ألمؤمن الشجاع، وإستقوى على مشاكل الوطن بعزيمةٍ ولم يقبل له التدهور والتراجع والإنحلال..
هو القومي الناصع الجبين لم تغيره ولم تبدله الصعوبات والمفاسد، وأنا الطبيبُ كنت أقف معه مواقف التلميذ أمام معلمه، ولكم علمني دروساً لمواجهة الأوجاع للتغلب عليها…
إختار الحياة الكريمة الأبية، إلتزم بعقيدته القومية وقدمٍ إليها بطولةً عصاميةً متحررةً من الأنين والشكوى… لكنه أطاع قدر النهاية وسار به إلى الغياب في فترة خمسة أيام، وقال لي بصوت هادئ خافتٍ: يا أخي سامي أنا إنتهيت…
شعرت عندئذ بعجز قهارٍ انا الطبيبُ الذي إختار في حياته إنقاذ الناس من أوجاعهم وأمراضهم….
أخي رياض، هو لنا، معلمٌ في الحياة والغياب، لم يطلب منا الترحم، لأننا كلنا في العائلة: الحاجة رابحة، وفاديا وليلى وجمال ورجا نرفق صلواتنا بالترحم على رياض، أما الغائبون من العائلة الوالد الحاج ابو رياض محمد والوالدة الحاجة ام رياض رحمة واختي الحاجة ام وسيم سميحة فأرجو أن يستقبلوك كلهم بالحب الذي خيم على العائلة من حضورهم ورعايتهم الدافئة.
بإسم العائلة فرداً فرداً أتقدم بالشكر إلى دولة الرئيس الأخ نبيه بري الذي هاتفَنَي نهار أمس مُلقياً على مسامعي حُزنَهُ وأسفهُ الشديدين لدى تلقيه خبر وفاةِ شقيقي وصديقي المرحوم رياض.. وبالشكر إلى أصحاب المعالي والسعادة وإلى أصحاب السماحة والفضيلة والسيادة العلماء والمشايخ والأباء وهم كلهم مَلحُ الأرض وحُراس السماء، كما أتقدم إلى قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي إلتزم به بوفاءٍ وبمناعة الحبيب رياض.
والى السادة ممثلي كل الأحزاب الوطنية في مشغرة وجوارها، وأشكر طبعاً السادة جميع رؤوساء البلديات والمخاتير ورؤوساء الجمعيات والروابط ووفود المعزين القادمة إلينا من جميع المناطق، قدّرنا الله على مساندة الجميع وهم إخوانُنا في الوطن والأرض إلى مشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم…
ولمعرِفنا الأخ العزيز والأستاذ المربي حسن فايز مرعي أقولُ:
يا مَن مَزَجتَ الثقافة بجمالِ اللغة العربيةِ لك مني كلُّ الشكرِ وزِدهُ ألف تحية.
رياض، أيها الحبيب ، لك رحمة الله وراحة النفس التي تستحقها وتليق بإيمانك العظيم…
مهدي
والقى كلمة مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي عضو المجلس الأعلى المحامي سماح مهدي فقال:
لا أذيع سرا إذا ما قلت أن الصورة الوحيدة التي طبعت في ذاكرتي لفقيدنا الغالي الرفيق المرحوم رياض الريشوني هي تلك التي أصر عند إلتقاطها أن ترتفع يده اليمنى زاوية قائمة مؤديا التحية السورية القومية الاجتماعية على الرغم من أنها صورة أخذت له و هو في المستشفى و على سرير المرض.
مرض ظن أنه تمكن من الرفيق رياض كما يتمكن من أي إنسان آخر، لكنه فوجئ على غير عادة بمقاوم من نوع جديد يحمل في داخله صلابة إيمان عز نظيرها، و عزيمة لا تلين رغم كل الضغوط.
ولد الرفيق رياض في مشغرة عام 1940، و قدر له أن يغادرها إلى أمريكا فاستقر في ولاية ميتشغان وهناك مهاجرون كثر من أبناء شعبنا .
لم يجد أنيسا له في تلك الغربة سوى ذلك الجمع من أبناء مشغرة، و مجموعة من الكتب القومية الاجتماعية التي انكب على قراءتها بنهم حتى تولدت لديه قناعة راسخة بالانتماء إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي.
برز أمام انتمائه عائق دستوري تمثل في كونه تخطى سن الأربعين، فبات بحاجة إلى إذن خاص من رئاسة الحزب. لجأ حينها إلى ابن بلدته الرفيق نظير مهدي طالبا مساعدته في هذا الأمر، الذي بدوره نقل إصرار فقيدنا على الانتماء إلى الأب الروحي للرفقاء في مشغرة عنيت به الأمين عبد الله محسن، الذي كان له دور أساس في قبول طلب الانتماء.
نقلة نوعية في حياة رياض الريشوني من مواطن عادي إلى ذلك الرفيق المندفع الحامل لكل هموم الأمة السورية و شعبها المقاوم.
وأذكر أن مديرية مشغرة أقامت بتاريخ 25/07/2015 احتفالا بمناسبة عيد الفداء توليت فيه التعريف بالخطباء. و ما أن انتهينا من الاحتفال حتى جاءني الدكتور سامي طالبا مني أوراق التعريف لأن الرفيق رياض طلب أن ترسل إليه، و في هذا الطلب بلا شك دلالة على مدى تعلق فقيدنا بأرضه و حزبه.
لا شك أننا تألمنا كثيرا لأن جسد الرفيق رياض دفن خارج الوطن الذي أحبه إلى درجة العشق، لكن ما خفف من آلامنا أنه دفن ملفوفا بعلم الزوبعة الحمراء الذي ما فارق يده. دفن و قد أحاط به رفقاؤه وهم يؤدون له التحية التي أحب و إلى جانبهم جمع من الأهل والأصدقاء.
جمع من الأهل و الأصدقاء! ماذا يفعلون في بلاد الغربة؟ أو ليست الأوضاع الاقتصادية في الوطن الأم هي الدافع الأساس الذي أجبرهم على الهجرة؟ أم أن الحرمان الذي عانوا منه هم وآباؤهم وأولادهم هو السبب الأهم؟
مجموعة من الأسئلة تطرح نفسها، و تستوجب الإجابة عليها من الدولة التي من المفترض أن تكون تلك الراعية لكل أبنائها على اختلاف عقائدهم و انتماءاتهم.
ومن هنا نرى أن الباب قد فتح للبحث في هذه المسألة من خلال الاستفادة من إجراء الانتخابات النيابية في لبنان بتاريخ السادس من أيار المقبل.
هي فرصة لنحمل المرشحين هذه المسؤولية الكبرى، مسؤولية تأمين مستوى حياتي لائق لكل المواطنين على كل الصعد الأمنية والاقتصادية والصحية والتعليمية والبيئية.
إن الحزب السوري القومي الاجتماعي إذ يؤكد على ثوابته التي لا تتغير خاصة لجهة الارتقاء بلبنان إلى مستوى الدولة المدنية القوية الحديثة.
دولة تحمي نفسها بقوة شعبها وجيشها ومقاومتها، يقوم اقتصادها على أساس الانتاج لا على الاستهلاك والاقتراض دون حساب للتبعات.
دولة يتساوى فيها جميع المواطنين في الحقوق والواجبات، تكافئ المجتهد وتعاقب الفاسد، تحتضن المقاوم و تكرمه، و تجازي الخائن والعميل والمطبع.
دولة تطلق على شوارعها أسماء شهدائها وعلمائها ومبدعيها وفنانيها، لا أسماء محتيلها وعملائهم ومرتزقتهم.
في سبيل تلك الدولة وتحقيقا لمشروعه الإصلاحي، يسعى الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى إيصال كتلة وازنة إلى مجلس النواب اللبناني، و يحرص على تأمين نجاح حلفائه في كافة المناطق اللبنانية لا سيما هنا في دائرة البقاع الغربي وراشيا حيث أعلن الحزب دعمه للائحة الغد الأفضل التي تضم الحلفاء والأصدقاء السادة طبعا مع حفظ الألقاب : عبد الرحيم مراد و إيلي الفرزلي وفيصل الداوود ومحمد نصر الله وناجي غانم.
إننا لا نرى في الموت نحيبا ونواحا، بل نرى فيه انتقالا للمتوفي من حال العامل للجماعة إلى حال العامل في تكوينها من خلال انصهاره في وجدانها.
رفيقي رياض أنت في وجداننا ذلك الذي كانت فلسطين بالنسبة له جوهر صراع الوجود مع العدو اليهودي، فنم قرير العين لأن رفقاءك في منفذية جنوب فلسطين هم جزء أساس من مسيرات العودة التي تقض مضاجع مغتصبي الأرض.
رفيقي رياض، لا تقلق على الشام، فنسور الزوبعة الذين جمعك بهم قسم أديته في موقف مهيب يحمونها، ويدافعون عن أهلها، هم و رفقاء السلاح لجيش تشرين القومي وكل القوى الحليفة.
رفيقي رياض، اطمئن على العراق، فدولة الإرهاب لم تعد «باقية وتتمدد» بل أصبحت «فانية و تتبدد».
رفيقي رياض برحيلك فقدنا ذلك الإنسان الجديد الذي لا يرى نفسه إلا في حالة هجومية هدفها الدفاع عن كل أمته، و عن كل فرد من أفراد شعبه . هجوم مؤيد بصلابة إيمان، وبقوة الإرادة، على قاعدة أن من ملك الإيمان ملك القوة. و من ملك القوة ملك الإرادة. و من ملك الإرادة ملك النجاح والنصر الذي لا يكون فردياً بقدر ما يكون إبداعياً تستحقه الأمة، ويستحق هو أن يكون نتاجها .
بهذا الإيمان، يصبح الموت رحيلاً مقبولاً نرى فيه مناسبة لتأكيد ترسيخ بقاء الأمة وخلودها. وللإفصاح عن عواطف اليمة لرحيل رفيق وصديق وأب وحبيب لم ير في الحياة إلا وقفة عز فقط .
يبقى عزاؤنا دائما بأن فقيدنا سلم الراية إلى من سيتابع المسيرة ليظل هتافنا في العالم يدوي كما أحب: لتحي سورية و ليحي سعاده .