جداريات للفنان التشكيليّ ضياء الحموي في دمشق
برع ابن مدينة حلب الشهباء الفنان التشكيلي العالمي ضياء الحموي بكسر حدود الرتابة في شكل اللوحة التشكيلية السورية المعاصرة وعشق المساحات والخطوط والزخارف العربية ليشكّل فنه كما قال عنه النقاد، نموذجاً عربياً مثالياً في تكوين الرمز داخل اللوحة.
وأعمال الحموي برأي بعض نقّاد الفنّ التشكيلي تحمل خلاصاً فطرياً من المدارس والتيارات الفنية المحلية والعالمية وشبهوها بصندوق الدنيا ووصفوها بالعفوية والبراعة والمهارة والثقة والغنائية والطفولية والمبهجة، وإنه صوت متميز في الفن التشكيلي السوري المعاصر.
وعن الفنّ يقول من خلال دعوته متذوّقي الفنّ التشكيلي إلى حضور معرضه: لا أملك إلا الحبّ والجمال من أجل أهلي وأحبائي في بلدي الغالي. فالجمال سلاحنا الوحيد والفريد من أجلنا ومن أجل الأجيال الجديدة، لوطننا وللعالم الذي نحلم ونريده أن يكون أجمل.
وأعرب الحموي في تصريح صحافيّ عن سعادته لكون لوحاته تُعرَض في مكان كبير ويليق بها كمركز الفنون البصرية وفي وسط المدينة التي عشقها دائماً.
وحمل الحموي خبرات عمره في مجال الفن وتأمل الزخارف العربية بألوانه المتعدّدة وبامتداداتها اللامتناهية، وتعرّف إلى أجواء الصوفيين وكتاباتهم وعشق ارتجالات الموسيقيين، ليغوص بعدها عميقاً في ذاته وإبداعه.
وعن لوحاته يقول: هناك فنانون يرسمون عن المعاناة والألم، أما أنا فأسعى بلوحاتي إلى تقديم السعادة للآخرين، وأطمح ليصل كلّ شخص يقف أمامها إلى الشعور بالفخر بإنسانيته التي تحتاج هذه الأيام إلى الفرح الكثير.
لوحات الفنان الحموي جاءت بأحجام متفاوتة وبتقنيات متعدّدة، فقد بلغ طول إحدى جدارياته 40 متراً لتثير ضجة إعلامية حينذاك. كما رسم لوحته على مجموعة مكعّبات، فقدّم احتمالات لامتناهية للّوحة، وأشرك جمهوره في بنائها. ومع تراجع جمهور الشعر قدّم بعض القصائد في لوحاته.
وأضاءت رسومه على مفردات يومية كثيرة، مألوفة وبسيطة، فأعاد خلقها من جديد وجعل منها منجماً لا ينضب من الرموز والإيحاءات. وعن رسم الجداريات أوضح: أحبّ القياس الكبير بهذه اللوحات لسبب دقيق ومهمّ، لكون طريقة عملي بالمراحل الأولى تعتمد على تلازم اتّساع رؤيتي وحركة يديّ اللتين تحتاجان إلى مساحات كبيرة تستوعب ما لديّ من أفكار وطاقات.
يذكر أنّ الفنان التشكيلي ضياء الحموي ولد في حلب عام 1963 ودرس الفنّ دراسة خاصّة، وأعماله مقتناة من وزارة الثقافة السورية وضمن مجموعات خاصّة، كما شارك في عدد من المعارض المشتركة منها معرض مع الفنان نهاد ويشو في صالة المتحف الوطني في حلب عام 1985، ومعرض الفنانين الستة في صالة «بلاد الشام» في حلب عام 1995، ومعارض جماعية داخل سورية وخارجها من 1996 إلى 2009.
وكان قد عرض جدارية «السيرة الذاتية للطائر الضليل» في صالة «عالم الفنون» في بيروت، وهي عبارة عن لوحة تنغلق على ذاتها بلا بداية ولا نهاية عندما تعرض بشكل دائري، وذلك عام 1997.