شرطة أوتاوا ترفع الحواجز بوسط المدينة واستمرار اغلاق البرلمان
تعد حادثة إطلاق النار التي شهدتها العاصمة الكندية أوتاوا، وأسفرت عن مقتل جندي، الأولى من نوعها في كندا، البلد الذي نجح في البقاء بعيداً عن دائرة الإرهاب طيلة العقود الماضية.
الحادث الذي أسفر عن مقتل جندي كندي بالإضافة إلى مقتل منفذ الهجوم وإصابة شخصين تسبب بصدمة عميقة للحكومة الكندية، حيث قال رئيس الوزراء ستيفن هاربر: «لن يتم تخويفنا. كندا لن تخاف أبداً»، وذلك في أول تعليق له على حادث إطلاق النار.
وأضاف هاربر أن الأجهزة الأمنية ستفعل كل ما هو ضروري للتصدي للتهديدات التي تتعرض لها البلاد. وأضاف: «سيقودنا هذا في حقيقة الأمر إلى تقوية عزمنا ومضاعفة جهودنا وجهود وكالات الأمن القومي التابعة لنا لاتخاذ كل الخطوات الضرورية لتحديد التهديدات والتصدي لها والحفاظ على كندا آمنة هنا في الداخل».
وقال هاربر إنه سيتضح خلال الأيام المقبلة ما إذا كان الرجل الذي نفذ هجوماً مسلحاً على البرلمان والذي وصفه بأنه «إرهابي» يعمل بمفرده أو له شركاء. وأضاف: «واقعتا هذا الأسبوع تبعثان على التذكير بشكل مخيف بأن كندا ليست في مأمن من أشكال الهجمات الإرهابية التي نراها في أماكن أخرى من العالم». واستطرد قائلاً إن «الهجمات على أفراد أمننا وعلى مؤسسات حكومتنا هي في طبيعتها هجمات على بلدنا وعلى قيمنا وعلى مجتمعنا وعلينا نحن الكنديون».
وفي وقت لاحق، ذكرت وسائل إعلام كندية أن منفذ هجوم أوتاوا مسلم يدعى مايكل زيهاف بيبو كان خاضعاً لمراقبة أجهزة الأمن الكندية بعد اعتناقه الإسلام وتأثره بالفكر الراديكالي المتطرف وهو قريب من الطروحات «الجهادية».
وأكد عمدة مدينة أوتاوا جيم واتسون أن منفذ الهجوم عمل بشكل منفرد، وأنه يبلغ من العمر 32 عاماً وكان معروفاً لدى أجهزة الشرطة على خلفية قضية حيازة مخدرات سنة 2004 خلال فترة إقامته في مدينة مونتريال، فيما أكدت وكالة «فرانس برس» أن زيهاف سبق وأدين بالسرقة في مدينة فانكوفر نهاية 2011، وبعدها بسنة أدين في قضية أخرى تتعلق بإطلاق تهديدات.
وصنفت السلطات الكندية زيهاف بيبو كمسافر خطير، ما أدى إلى مصادرة جواز سفره من قبل السلطات الكندية كما تم رفض منحه تأشيرة دخول إلى ليبيا، البلد الذي يتحدر منه والده.
وكان هذا الأخير يقيم في إقليم «كيبك» وينشط في مجال الأعمال ويملك مقهى في مدينة مونتريال لكنه عاد إلى موطنه ليبيا في 2011 للمشاركة في إسقاط العقيد معمر القذافي.
كما أشارت وسائل الإعلام الكندية أن زيهاف بيبو اعتنق الإسلام بسبب فترة عاشها خلالها في عزلة وشعر فيها بالوحدة، مشيرة إلى أنه تأثر بالفكر الإسلامي المتطرف، حتى إن تصرفاته صدمت بعض شيوخ المساجد التي كان يصلي فيها، ما أدى إلى مطالبتهم إياه بعدم العودة إليها.
وخلال فترة تحوله إلى الراديكالية، حاول السفر إلى ليبيا، وأمام رفض السلطات منحه التأشيرة اقترب أكثر من الطروحات المتطرفة انطلاقاً من الأراضي الكندية وهو ما أدى بعد ذلك إلى إدراجه على لائحة 90 مواطناً كندياً يشتبه في تخطيطهم للقيام بهجمات إرهابية في كندا.
هذا وأعلنت السفارة الأميركية في أوتاوا، التي تقع على بعد بضعة أمتار عن الموقع الذي جرى فيه إطلاق النار، أنه تم إغلاق السفارة، فيما رفضت الشرطة الكندية إغلاق مبنى البرلمان كلياً، وقامت بإغلاق القسم الذي اشتبه بوجود المسلحين فيه.
وكانت كندا قد رفعت في وقت سابق الأربعاء حالة التأهب في البلاد من منخفضة إلى متوسطة من دون أن تؤكد تهديداً محدداً، مشيرة الى أن هذه الخطوة تأتي رداً على «محادثات متزايدة في الفترة الأخيرة بشكل عام من قبل مجموعات متطرفة بما في ذلك تنظيمي «الدولة الإسلامية» و»القاعدة».
وأضافت الشرطة في بيان صدر عنها في وقت متأخر يوم الأربعاء: «خلصت تحقيقات الشرطة في وسط المدينة إلى عدم وجود خطر على السلامة العامة في المنطقة»، وقالت: «ومع ذلك تستمر عملية الشرطة في البرلمان وبناء على ذلك يستمر إغلاق البرلمان أمام الجمهور».
هذا وقال مسؤولان أميركيان إنه تم إخطار الوكالات الأميركية بأن مطلق النار شخص كندي اعتنق الإسلام، كما أكد أحد المسؤولين أن الرجل من كيبيك، في حين رفض جهاز الاستخبارات الأمنية الكندي التعليق على هوية المسلح.