الجعفري لواشنطن وباريس ولندن: لا أهدّدكم بل أعدكم.. ونيبينزيا يسأل: هل هزيمة الإرهاب ذريعة لشنّ عدوان؟
قال مندوب سورية في مجلس الأمن الدولي بشار الجعفري إن الحشود العسكرية الغربية شرق المتوسط لا تستهدف الإرهابيين، بل الدولة السورية وحلفاءها».
وأكد الجعفري أنه «إذا فكرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أنها قادرة على مهاجمتنا فسنتصدّى لها ولن نسمح لأحد بأن يعتدي على سيادتنا»، مضيفاً: «أنا لا أهدّدكم بل أعدكم».
وقال الجعفري إن «الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تجر العالم بأسره نحو هاوية الحرب وتسعى إلى تعطيل عمل مجلس الأمن».
وبيّن الجعفري أن الحكومة السورية حرّرت مئات آلاف المدنيين في الغوطة الشرقية من ممارسات المجموعات الإرهابية المسلحة التي كانت تتخذهم دروعاً بشرية وتحاصرهم على مدى سنوات.
وإذ قال إن البعض من المتهورين يدفعون العلاقات الدولية إلى شفير الهاوية، وذلك استناداً لشريط فيديو زائف أعدّته مجموعة الخوذ البيضاء الإرهابية بتعليمات من أجهزة الاستخبارات الغربية، أكد الجعفري أن الحكومة السورية دعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإرسال بعثة تقصي الحقائق لزيارة سورية وموقع الحادث المزعوم وقدمت كل التسهيلات لإتمام الفريق مهامه بشكل شفاف ودقيق.
وشدّد الجعفري على أن «استخدام السلاح الكيميائي جريمة حرب لكن الجريمة الأكبر هي الحرب ذاتها والتي يجب وقفها فوراً».
الجعفري أكد أمام مجلس الأمن توجّه مسلحي جيش الإسلام من شمال سورية إلى السعودية، ومنها إلى اليمن للقتال هناك.
واستهلّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجلسة بقوله إنه يوجد صراع في سورية بين إيران و»إسرائيل»، فضلاً عن وجود حروب تخاض بالوكالة على يد جيوش وتنظيمات وإرهاب دولي.
وأشار غوتيريش إلى أنه لا وجود لحل عسكري للنزاع، مضيفاً «الحل في سورية يتم وفق القانون والوساطة الدولية برعاية المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا».
وفي هذا الإطار، أعرب عن غضبه من استمرار استعمال السلاح الكيميائي في سورية، وقال «أدين ذلك كانتهاك للقانون الدولي. المزاعم جدية وتقتضي تحقيقاً مفصلاً على يد لجنة تقصي الحقائق».
وبحسب الأمين العام للأمم المتحدة فإنه يتوقع أن يبدأ التحقيق اليوم السبت، معرباً عن خيبة الأمل من عجز المجلس على التوصل لاتفاق على تمديد عملها.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أعلنت أن فريقاً منها سيبدأ العمل في سورية السبت.
وأضاف «تجب محاسبة الفاعلين. وهذه هي مسؤوليتنا»، لافتاً إلى أنه «إذا لم نقم بذلك فنفشل في أداء واجبنا. وأطلب من مجلس الأمن تطبيق واجباته حيال استخدام السلاح النووي».
ونوّه غوتيريش إلى أنّ زيادة التوتر وعدم المحاسبة يهدّد بنشوب نزاع عسكري شامل، كما أنّ الجمود يهدد بخروج الأمور عن السيطرة.
بدوره، قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إنّ العدوان الأميركي يعد انتهاكا للقانون الدولي وللميثاق وحتى التهديد به يُعدّ انتهاكاً للميثاق.
ولفت إلى أنّ واشنطن تبنت سياسة مهاجمة سورية، الأمر الذي يهدد السلم العالمي بشكل خطير.
ووفقاً لنيبينزيا فإنّ واشطن وحلفاءها تشن حملة تحريض على العدوان حتى قبل إجراء تحقيق ويطلبون بالمحاسبة قبل التحقيق.
كما أكد أنّ وجود هذا التحالف في سماء سورية مخالف للقانون الدولي، سائلاً «لماذا تريدون إشعال النيران في الشرق الأوسط من دولة إلى أخرى؟».
وتابع قائلاً إنّ السوريين حققوا نصراً على الإرهاب، وسأل «هل هزيمة الإرهاب ذريعة لشن عدوان؟».
وحول وجود أسلحة كيميائية في دوما، شدّد المندوب الروسي على أنه «ليس هناك من مواد كيميائية استخدمت في دوما ولا حتى غاز كلور. معلوماتنا هي أن مخابرات بعض الدول تفبرك الأمور وحذرّنا منها سابقاً، مشيراً إلى أن «زعماء المجموعات المسلحة السورية تلقوا أوامر حول بدء التقدم بعد عمل عسكري أميركي محتمل. هل هذه جولة جديدة من الفوضى؟ والذريعة هي استخدام مواد سامة في دوما يوم 7 أبريل». وأضاف أنّ الحكومة السورية التي لا تحتاج لمثل هذه المواد دعت لجنة تقصي الحقائق وضمنت سلامتها.
وفي هذا السياق، قال إنّ «مشروع إنشاء آلية التحقيق الذي قدّمناه رفضته الدول الأخرى. هم يريدون إسقاط الحكومة السورية. هناك دعم مكشوف للإرهابيين لإسقاط النظام السوري».
ونوّه أيضاً إلى أنّ المدنيين استطاعوا التخلص من إرهاب المسلحين في الغوطة «وهم فرحون، لكن إعلامكم لا يظهر ذلك».
ورأى لنيبينزيا أن هناك أحداثاً تهدّد السلم والأمن الدوليين بسبب التصرفات الغربية، وطلب من الدول العودة إلى جادة الصواب والقانون الدولي.
كما أشار إلى أنّ روسيا على استعداد للحوار لحل المشاكل وفق القانون الدولي، داعياً الجميع إلى أن «يحذوا حذونا».
المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة أكد أن بلاده هي الوحيدة التي تطبّق القرار 2401، وأمنّت الكثير من المناطق التي باتت خالية من الصدام، مضيفاً أنه في سوتشي تم تأسيس مؤتمراً للحوار الوطني بين السوريين.
مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي هاجمت موسكو، فادّعت أنّ «روسيا وحدها حمت النظام ومنعت التحقيق في استخدام الكيميائي مستخدمة الفيتو 6 مرات».
وأضافت أنّ موسكو استخدمت الفيتو 12 مرة لحماية سورية، معتبرة أنها «لو التزمت بواجباتها لما كان هناك مواد كيميائية في سورية».
وبحسب هايلي فإنّ واشنطن ستواصل مع حلفائها المطالبة بمحاسبة مَن يستخدم السلاح الكيميائي، متهمة موسكو بمنع إنشاء آلية تحقيق ومحاسبة على استعمال الكيميائي.
كما اعتبرت أن هناك هجمات كيميائية وقعت، فيما تقول روسيا إنها «مزيفة»، على حد قول هايلي.
المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة قالت إنّ الاجتماعات في واشنطن ماضية على خلفية أن ثلاثة آراء أميركية بريطانية وفرنسية بأن الهجمات وقعت.
وتابعت «علينا أن نعرف ما حصل وأن نتخذ كل الاحتياطات قبل الإقدام على عمل. الإسراع في عمل ما نرتكب خطأ. يجب أن نتأكد مما حصل».
إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الأجهزة الخاصة البريطانية تقف وراء الاستفزازات بخصوص استخدام الكيماوي في سورية.
وأوضحت أنّه تمّ إيجاد المشاركين في تصوير فيديو «تبعيات الهجوم الكيميائي» واستجوابهم، مشيرةً إلى أن لديها «أدلة دامغة على تورطها في استفزازات المسلحين للتمويه لهجوم كيميائي تمهيداً لضربة أميركية على سورية».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال صباح أمس الجمعة إن «الأجواء حول سورية مقلقة جداً والإنذارات والتهديدات لا تساعد الحوار فيها».
وأضاف لافروف أن «أجهزة الأمن الأجنبية لها يد في مسرحية الهجوم الكيميائي في سورية»، مشدداً أن «موسكو لديها أدلة دامغة على أن الهجوم مزاعم الهجوم الكيميائي في دوما كان مسرحية».
كما أكد على أن «فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لن يجد أي مؤشر على وقوع هجوم كيميائي في دوما».
وتشهد سورية في الأيام القليلة الأخيرة تهديدات أميركية وغربية بشنّ عدوان عليها، حيث توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب سورية بالردّ على على مزاعم «الهجوم الكيميائي في دوما»، وهدد الرئيس الأسد «بدفع ثمن باهظ»، في حين أكدت روسيا التزامها تجاه دمشق في حال حدوث أي عدوان أميركي على الأراضي السورية.
تهديدات الرئيس الأميركي لسورية لم تنفذ حتى الآن رغم الأجواء التي سادت بقرب تنفيذها، حيث أنهى ترامب اجتماعه الأخير مع فريق الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض الخميس من دون اتخاذ قرار نهائي بشأن سورية، مشيراً إلى أن إدارته «تواصل تقييم المعلومات وهي تتحدّث مع الشركاء والحلفاء».
من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة إن روسيا حصلت على موافقة إيران لنشر طائرات استراتيجية روسية على الأراضي الإيرانية.
وكشفت هذه المصادر أن موسكو زوّدت سورية في الآونة الاخيرة بأربعين منظومة «بانتسير اس1» للدفاع الجوي، معتبرةً أن تلكؤ واشنطن في مهاجمة سورية يعود الى التعزيزات العسكرية الروسية في سورية وإيران والتنسيق مع الصين.
وبحسب المصادر، فإن وزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس هيئة الأركان أعربا عن قلقهما من تداعيات الهجوم على سورية بما يخصّ القوات الأميركية.