قارئة صغيرة أعطتني درساً
يكتبها الياس عشي
في أثناء الاحتفال بتوقيع رواية «أحبها.. ولكن» للأديبة مها خير بك ناصر في معرض الكتاب في طرابلس، وقبل أن نبدأ المناقشة، اقتربت مني سيدة ومعها صغيرة لم تتجاوز العاشرة من عمرها، وقالت لي: ابنتي من قرّائك يا أستاذ الياس، وتتمنّى أن تتصوّر معك.
قلت: يسعدني ذلك.. ولكن كيف تكون ابنتك من قرّائي وأنا أكتب للكبار؟
ردّت الابنة بحياء: ولكنك كتبت للصغار، وقرأت لك «شجرة التفاح» و «ليلة القبض على السمكة»، أليس هذان العملان لك؟
قلت: نعم… واعذريني إنْ غفلت عن ذلك، وغداً إذا سئلتُ عن أفضل أعمالي الأدبية، سيكون ما كتبته لك ولأترابك الأيقونة التي أعتزّ بها، فأنا منذ عشرات السنين أصدر كتباً للكبار، ولم يطلب مني واحد منهم أن يتصوّر معي لأنه قرأ كتاباً من كتبي، أو صفحة واحدة من صفحات كتبي.
سيدتي الصغيرة..
ما فعلتِه يوم الحادي عشر من نيسان 2018 سيدفعني من جديد للعودة إليكم يا أصدقائي الصغار، في قصص جديدة، فأنتم، في أمتي، ملح الأرض «وإنْ فسد الملح فبماذا يملّح»؟