نصر الله: العدوان لم يغيِّر المعادلة ومحدوديته اعتراف أميركي واضح بقوة محور المقاومة

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن العدوان الأميركي فشل في تغيير المعادلة لمصلحة «إسرائيل» وبعض الدول الإقليمية، مشدّداً على أن محدودية العدوان هو اعتراف أميركي واضح بقوة محور المقاومة وقدرته على إلحاق الهزيمة به.

وقال السيد نصرالله في كلمة له في المهرجان الانتخابي «يوم الوفاء للشهداء» في بلدة مشغرة البقاعية أمس، «إن أهالي البقاع الغربي هم أهل الوفاء للشهداء وأهل الوفاء للوعد وأهل الوفاء للنصر».

وأضاف «أننا اليوم نقوم بشيء غير متعارف عليه في لبنان، حيث نقيم مهرجاناً انتخابياً للائحة «الغد الأفضل»، حيث لا يوجد فيها مرشح من حزب الله، كما هو الظاهر»، مضيفاً أننا «نقيم هذا المهرجان للتعبير عن محبتنا ووفائنا وتأييدنا لأصدقائنا وحلفائنا».

وأشار إلى أن «الدوائر التي يكون فيها مرشح عن حزب الله هو يكون مرشح لحزب الله وأيضاً مرشح لحركة أمل وكذلك العكس»، مؤكداً أن «مرشح حركة أمل في لائحة الغد الأفضل أبو جعفر نصر الله هو مرشح حزب الله أيضاً»، ومتوجّهاً إلى أهالي البقاع الغربي بالقول «نشهد لكم بأنكم تنطلقون من روح المقاومة».

وأضاف «الأخ أبو جعفر محمد نصرالله سيمثلكم خير تمثيل، كما سيمثل الأخوة في حركة امل».

وإذ «توقع من أهالي البقاع الغربي الحضور الأقوى والأكبر والأهم في السادس من أيار»، لفت إلى أنه «قلما نجد قطاعاً أو محوراً قدّم من القادة في تحمل المسؤوليات والشهادة مثل البقاع الغربي»، مؤكداً أن «أكثر المواقع العسكرية تشهد لمجاهدي البقاع الغربي وما قدموا من تضحيات».

وإذ شدّد على أن «الحضور القوي في الحكومة ومؤسسات الدولة هو الضمانة الحقيقة للمقاومة وللمعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة»، لفت إلى أن «النواب سيكونون جزءاً في حملة الهم الوطني خاصة في موضوع البطالة والفقر»، مؤكداً ضرورة «أن يكون ملف نهر الليطاني وسلامة المياه في الأولوية للنواب في البقاع الغربي وراشيا».

واعتبر أن «هناك مصلحة وجودية لبقاء المواطنين في أراضيهم وقراهم ومزارعهم ومن يهدّد هذا الوجود هو العدو الصهيوني»، مؤكداً أن «العدو الصهيوني عندما يفكّر بأي اجتياح سيدخل من حاصبيا وراشيا بهدف الالتفاف إما على دمشق أو على بيروت. وهذه هي خصوصية جغرافية لهذه المنطقة».

وأكد أن «العدو الصهيوني أجبن من أن يشنّ أي هجوم بري على أي من قرى راشيا وحاصبيا»، مشدداً على أن الانسجام بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والشعب الذي يحضن الجيش والمقاومة هو أكبر ردّ استراتيجي على أي تهديد.

وإذ سأل «هل مصلحة أهل البقاع الغربي في استمرار التحريض على المقاومة، وهي التي تشكل ضمانة لوجودهم العزيز والكريم؟»، أكد أن «مصلحة أهل البقاع هي العودة إلى التعايش مع جوارهم السوري وذلك يقتضي وقف التحريض على سورية».

وقال «مصلحة سكان هذه المنطقة أن يعيشوا معاً»، مشيراً إلى أن العلاقة الاجتماعية والاقتصادية بين أهل البقاع الغربي ودمشق كانت جزءاً من الحياة الطبيعية، ومبيّناً أن «سورية لم تسمِّ أحداً في هذه الانتخابات لا لائحة ولا اسماً لكن لديها حلفاء في هذه الانتخابات».

وأكد السيد نصرالله أنه «إن كان أحد لا يزال يبني ويراهن على أن الوضع في سورية سينهار لمصلحة أميركا أو «إسرائيل» او أي دولة إقليمية فهو واهم».

ولفت إلى أن «توقيت العدوان الأميركي على سورية، كان مرتبطاً بوصول المحققين الدوليين في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الى سورية»، مشيراً إلى أن «الكثيرين علّقوا الآمال على هذه الضربات».

وأضاف «تعاطينا في محور المقاومة بالإضافة الى روسيا على أن كل الفرضيات كانت واردة في الضربة الأميركية لسورية». وأعلن «أن مجاهدي حزب الله أكدوا لنا أن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من إسقاط العديد من الصواريخ الأميركية قبل وصولها إلى أهدافها».

وأضاف «يجب أن يسجّل الأداء الممتاز للجنود وضباط الجيش السوري لتصدّيهم لهذا العدوان وبقائهم في مواقعهم»، مشيراً إلى أن «أحد أسباب الضربة الأميركية هي إرهاب وكسر معنويات الشعب والجيش السوري وحلفائه، لكن ذلك لم يحصل».

وأوضح أن «فرنسا اعترفت أن مصادرها في اتهام الدولة السورية هي مواقع التواصل الاجتماعي والصور التي انتشرت عبره»، مشيراً إلى أن «أحد أهداف العدوان كان التهويل من أجل الابتزاز وهو ما لم يتحقق».

ولفت إلى «أن الإسرائيلي قال إن الصواريخ الأميركية كانت جميلة وذكية، لكن نتائجها كانت صفراً»، معتبراً أن «ما حصل فجر السبت سيعقد الحل السياسي في سورية وسيعقد مسار جنيف وسيؤدي إلى المشاكل في العلاقات الدولية».

وإذ شدد على أن «واشنطن وباريس تعرفان أن استخدام الكيميائي في دوما مجرد مسرحية عجّلتا بعدوانهما على سورية»، كشف أن «بعض الدول الخليجية عملت وعرضت الملايين من الدولارات لضرب سورية بشكل واسع وبكل مؤسساتها»، مشيراً إلى أن واشنطن تعلم أن أي عدوان واسع على سورية لا يمكن أن ينتهي بل سيفجّر المنطقة بأكملها».

كشف أن «دولاً إقليمية راهنت على أن العدوان الثلاثي سيدمّر سلاح الجو السوري ومواقع الحرس الثوري والحلفاء»، مؤكداً أن «محدودية العدوان اعتراف أميركي واضح بقوة محور المقاومة وقدرته على إلحاق الهزيمة به، كما فعل سابقاً».

ورأى أن «العدوان سعى لرفع معنويات الجماعات المسلحة في سورية»، مؤكداً أن «النتيجة كانت خيبة أمل هؤلاء، وهو فشل في تغيير المعادلة لمصلحة إسرائيل أو بعض الدول الإقليمية»، وعلى ذلك «وبالرغم من عدم وجود سلاح كيميائي في سورية، ولكن الاتهام سيبقى ولا نستبعد مسرحيات كيميائية واعتداءات جديدة مع كل انتصار»، مؤكداً أن «ما حصل يوم السبت يجب أن يزيدنا ثقة بقوتنا ووجودنا وقدرتنا ومحدودية خيارات العدو رغم إمكانياته».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى