كبّارة: صبر طرابلس نفد! وأوساط تسأل: ماذا عن صبر الدولة؟
عاد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد كبّارة إلى مواقفه التصعيدية ضدّ الجيش والقضاء، فأكد «أنّ طرابلس صبرُها نفد»، معتبراً أنها «صبرت على مرارات التآمر عليها، وعلى تخلي الدولة عنها، وعلى انحياز بعض الأمن ضدّها وضدّ أهلها، وصبرت حتى على تشويه بعض المسؤولين لصورتها، وصبرت على خطة أمنية غير متوازنة، وصبرت على كذب الوعود الرسمية لها، وصبرت على اضطهاد أهلها أمنياً عبر النيابة العامة العسكرية، وصبرت طرابلس حتى ملّ الصبر من صبرها».
ودافع كبارة خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في طرابلس، عن المسلحين المعتقلين لضلوعهم في أحداث طرابلس متحدثاً عن أنّ 120 منهم تعرضوا للإهانة والتعذيب أثناء التحقيقات الأولية «ولا ذنب لهم إلا أنهم دافعوا عن مدينتهم»، معتبراً أنّ اتهام طرابلس بأنها «مرتع للإرهاب» هو «افتراء يستهدف طرابلس لأنها عاصمة اللبنانيين السنّة».
وختم بتوجيه نصيحة إلى كل المسؤولين بـ «الكف عن اضطهاد طرابلس المؤمنة بالدولة والمؤسسات الشرعية».
وتعليقاً على مواقف كبارة سألت أوساط سياسية «… وألم ينفد صبر الدولة والقضاء واللبنانيين عموماً، على التهجم اليومي المتواصل لبعض نواب تيار المستقبل، على الجيش والقضاء والمؤسسات الأمنية، بلغة مذهبية، من شأنها توفير بيئة حاضنة للجماعات المتطرفة؟».
ولفتت الأوساط انتباه كبارة إلى أنه ما من جهة سياسية اتهمت طرابلس بأنها مرتع للإرهاب أو بأنها بيئة حاضنة له، إلا أنّ بعضاً من شخصياتها السياسية والدينية يقوم بهذا الدور، عندما يعتبر عند كل عملية توقيف لمطلوب من القضاء، أو تنفيذ الجيش عملية دهم لمنازل يشتبه في أنها تؤوي إرهابيين، أنّ طرابلس تتعرض للتنكيل والاضطهاد لأنها من لون مذهبي واحد.
واستغربت الأوساط تجاهل كبارة الاعتداءات اليومية المتكررة على حواجز الجيش أو عناصره أثناء توجههم إلى الخدمة، كما تساءلت: هل نسي كبارة حصار مسلحي طرابلس جبل محسن بالنار وإطلاق النار على أرجل أهله المدنيين حين كانوا ينزلـون إلى طرابلس للعـمل أو التسوق، ثم لاحقـاً قتلهم بلا ذنب؟ وماذا فعل كبـارة هو وتياره لوقفهـا؟ كما ذكّرت الأوساط كبارة بما سمي «يـوم الغضب» الذي أحرق طرابلس وأبناءها اعتراضاً على تعيين ابـن المدينة نجيب ميقاتـي رئيساً للحكومة في 25 كانون الثانـي عام 2011. وسألت أيضاً: من كـان يضطهد من في ذاك اليـوم المشؤوم الـذي امتـد التخريـب فيه إلى كل مناطـق نفـوذ تيـار المستقبـل في لبنـان؟
ودعت الأوساط كبارة وأمثاله إلى الإقلاع عن الخطابات المذهبية والاتهامات للجيش والقضاء غير المستندة إلى أي دليل والتي ليس من شأنها إلا شحن النفوس بالأحقاد، وما لذلك من تداعيات سلبية على الدولة ومؤسساتها التي يقول كبارة باللسان أنها خياره الوحيد.