عيد الجلاء في سورية
ـ ربما تكون من السنوات النادرة التي سيحتفل فيها السوريون بذكرى عيد جلاء القوات الفرنسية التي كانت عنوان الاستعمار الغربي الحامل لمشاريع الهيمنة والتفتيت لشعوب ودول المنطقة، وهم يحققون إنجازاً شبيهاً للذي يحتفلون بذكراه مع فارق الأهمية المضاعفة لإنجاز اليوم قياساً بحجم التحدي ونوعية المخاطر وطبيعة الإنتصار.
ـ يستطيع السوريون أن يشعورا بالنكهة الخاصة لإحتفالهم هذه السنة وهم يكادون ينجزون تحرير كامل أرضهم الوطنية من براثن المشربوع الإستعماري الجديد الذي استهدف بلدهم عبر مئات آلاف التكفيرين الإرهابيين مدعومين مالياً وتسليحياً من أكبر الدول في العالم والمنطقة وأشدّها اقتداراً وصمد السوريون بوجهها وخاضوا حرب تحرير وطنية تكاد تدخل مراحلها الأخيرة.
ـ يتزامن احتفال هذا العام مع مواجهة ظافرة خاضها الجيش السوري بوجه عدوان سداسي نفذته واشنطن ولندن وباريس وشاركت فيه الرياض وتل أبيب والدوحة بصورة منحت النصر على المشروع الإستعماري وسام الاشتباك المباشر مع قوات الدول الكبرى المنخرطة في العدوان.
ـ يتزامن الإحتفال هذا العام مع المكانة الإستثنائية التي تحتلها الحرب الدائرة حول سورية وعليها وفيها وعنوانها بات محسوماً على ضفتي المواجهة بين سورية وحلفائها من جهة وجبهة أعدائها من جهة أخرى، حيث يسلّم الجميع بأنّ عالماً جديداً وشرقاً جديداً سيولدان من رحم هذه الحرب.
ـ عيد جلاء بحق وعيد استقلال قاتل لأجله السوريون واستحقوه وكان عنوان حربهم ومقاومتهم.
التعليق السياسي