عون وقّع قانون موازنة 2018 وأحاله إلى النشر وسيطلب من مجلس النواب إعادة النظر بالمادة 49
وقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مساء أمس، قانون الموازنة العامة والموازنات الملحقة الذي أقرّه مجلس النواب في 29 آذار 2018، وحمل القانون الرقم 79 تاريخ 18 نيسان 2018، وأحاله على النشر وفقاً للدستور.
وأعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن الرئيس عون هو «في صدد توجيه رسالة الى مجلس النواب، عملاً بالفقرة 10 من المادة 53 من الدستور، والفقرة 3 من المادة 145 من النظام الداخلي للمجلس النيابي الصادر بتاريخ 18/10/1994، يطلب بموجبها بواسطة رئيس المجلس النيابي، من مجلس النواب إعادة النظر بالمادة 49 من قانون الموازنة للعام 2018 المذكور أعلاه للأسباب التي سيتم تفصيلها في الرسالة».
على صعيد آخر، أبلغ الرئيس عون، رئيس أساقفة نيويورك الكاردينال تيموثي دولان، الذي استقبله قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، أن «عودة النازحين السوريين الموجودين في لبنان إلى المناطق الآمنة في سورية، سوف تساهم بشكل كبير في عودة الاستقرار الاجتماعي إلى لبنان الذي يعوّل على مساعدة الدول، لا سيما الولايات المتحدة والأميركية، لتحقيق هذه العودة».
وأشار إلى أن «المنظمات الدولية تحققت من رغبة السوريين بالعودة الى المناطق الآمنة التي لا قتال فيها، وثمّة مجموعات باشرت العودة الاختيارية إلى مدن سورية، ما يؤكد وجود أوضاع أمنية تسمح بذلك». وشدّد على «ضرورة العمل لإعادة المسيحيين إلى الدول العربية التي أبعدوا عنها قسراً، ومساعدتهم لوضع حد لمعاناتهم بعد الحروب التي شهدتها هذه الدول».
ولفت إلى أن «إسرائيل تضغط بعد إعلان نيتها التحول دولة يهودية، على بقية الأديان كي يخلوا الأماكن المقدسة الخاصة بهم، وهو أمر من شأنه أن يزداد في حال تمّ نقل السفارة الأميركية الى القدس التي تضمّ المعالم المقدسة للأديان كافة».
وكان الكاردينال دولان شكر رئيس الجمهورية على استقباله والوفد المرافق، مشيراً إلى أنهم كانوا دائماً «يتطلّعون لزيارة لبنان ولقاء الرئيس عون». ولفت إلى أنهم يزورون لبنان «لتمثيل المنظمة التي تحمل اسم «الجمعية الكاثوليكية للإنعاش في الشرق الأدنى» والموجودة في لبنان منذ سنوات عديدة».
وقال «ليس هدفنا تعليم الناس في الدول التي نزورها، كيفية القيام بواجباتهم، بل مرافقتهم وإظهار صداقتنا وشراكتنا لهم، ونزور البرامج التي نرعاها ضمن المجتمعات المسيحية».
وأشار إلى «أن البطاركة من مختلف المذاهب المسيحية الذين التقاهم في لبنان «أظهروا روح التعاون والتنسيق، وهذا ما يدفعنا الى تقوية حضورنا عبر مساعدتهم في مدارسهم ومراكز الرعاية الصحية واستضافتهم للنازحين».
ورأى أن «لبنان يعتبر مثالاً للتعايش بين الاديان بسلام، وللضيافة التي يقدّمها للنازحين واللاجئين، وفيما نفكر في كيفية مساعدة لبنان، يمكن القول إن لبنان هو مَن ساعدنا، ونحن سنعود الى الولايات المتحدة حاملين هذه الرسالة عن شعب مفعم بالحياة والأمل والإرادة».
الى ذلك، عرض الرئيس عون الأوضاع العامة وحاجات منطقة جبيل مع النائب سيمون أبي رميا.
واستقبل الرئيس عون، قنصل مالاوي العام انطوان عقيقي، الذي نقل اليه «تحيات رئيس مالاوي ارتور بيتر موثاريكا، ورغبته في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما مع وجود ثلاثة آلاف لبناني في مالاوي يساهمون في تنشيط اقتصادها ومشاريعها الاستثمارية».
وخلال اللقاء الذي حضره نجل القنصل عقيقي المحامي شادي عقيقي، اطلع الرئيس عون على المشروع البيئي والسياحي «جنائن الشمس» الذي ينفذ في منطقة كفرذبيان والذي سيكون بمثابة قرية نموذجية سياحية وبيئية.
وفي قصر بعبدا، السفير المعين في كازاخستان السفير جيسكار خوري لمناسبة انتقاله الى مركز عمله الجديد، حيث زوّده رئيس الجمهورية بتوجيهاته، متمنياً له التوفيق.
على صعيد آخر، شدد عون في محاضرة له خلال افتتاحه عصر أمس، مؤتمراً دولياً تحت عنوان «المساواة في الديمقراطية»، ينظمه المركز الدولي لعلوم الإنسان بالشراكة مع جامعة البلمند، في قاعة المؤتمرات التابعة لأنطش مار يوحنا مرقس في جبيل، على ضرورة «التربية على الديمقراطية إن كان في المنزل أو في المؤسسات التعليمية والشركات والمؤسسات العامة والجمعيات والأندية والمنظمات والنقابات، وذلك لاكتساب فكر وسلوكيات ديمقراطية»، معتبراً أن «هذه التربية ترسّخ القيم الديمقراطية في المجتمع وترتقي بالعلاقات الاجتماعية والمستوى الحضاري للعملية الديمقراطية».
ولفت إلى خصوصية النظام الديمقراطي في لبنان «المرتكز على التوافق بين مكوّنات شعبه، وليس على حكم الغالبية بشكل مطلق». ورأى أنه «في حال تعزّز نظام المحاسبة ونجح في مكافحة الفساد، وتراجعت الطائفية السياسية على حساب النظام العلماني، فإن نموذج الديمقراطية اللبنانية قادر على تحقيق تطلّعات الشعب اللبناني، والمساواة في الحقوق والواجبات والازدهار الاجتماعي والاقتصادي. وقادر في النهاية على تحقيق رسالة لبنان في التعايش والسلام، وجعلها رسالة ونموذجاً للعالم أجمع».
واعتبر أن «لا ديمقراطية دون محاسبة»، وقال «إن غياب المحاسبة في لبنان على مرّ السنوات والعقود والحكومات المتعاقبة، هو الذي أدّى الى استشراء الفساد، واهتراء مؤسسات الدولة، وتفكّك البنية الاجتماعية الطبيعية لبلدنا، وتشويه نظامنا الديمقراطي».
أضاف «كلما تشدّدت المحاسبة، وتعزّز دور مجلس النواب على هذا الصعيد، وتصلّب القضاء في أحكامه على الفاسدين، اقتربنا من نموذج النظام الديمقراطي المرتجى، وحققنا العدالة الاجتماعية. ولهذا السبب، دعوت، وما زلت، إلى الفصل بين العمل النيابي والوزاري في لبنان بحيث لا يكون مَن أوكل اليه محاسبة الحكومة إذا أخطأت، هو نفسه عضواً في هذه الحكومة».
وقال «إن مبدأ المساواة لا يمكن أن يطبق في لبنان بشكل صحيح ومرضٍ، طالما أن نظامنا الطائفي هو الذي يحدّد هوية الأشخاص في مواقع ومراكز معينة، ولا يتيح المساواة في تنافس الكفاءات. ولا مناصَ في النهاية، اذا أردنا تحقيق المساواة والاقتراب من مفهوم الديمقراطية الحقيقي، من الوصول الى الدولة العلمانية في لبنان».
وإذ اعتبر أن «روح الديمقراطية هي روح واحدة لا تتجزأ، والبعد عن تحقيق المثال الديمقراطي، يعود بشكل أساسي إلى تطويع هذه الروح بحسب مصالح الدول الكبرى وتفريغها من مضمونها الحقيقي، وأحيانا كثيرة تحت ذريعة نشر الديمقراطية»، قال: «من التناقضات المريرة في عالمنا، ضعف العدالة والمساواة والاحترام المتبادل بين الدول، في حين ينادي معظمها بالتزام الديمقراطية».
أضاف «لقد دمّرت نزعة التوسّع والسيطرة لدى الدول الكبرى والقوى العالمية، روح الديمقراطية. فكيف يمكن لدولة تمارس النظام الديمقراطي مع شعبها، بما يشتمل عليه من قيم، أن تمارس سياسات هدامة وظالمة وانتهازية، ومجرّدة من القيم تجاه دول وشعوب العالم؟».
وكانت كلمات لعريف الحفل الدكتور مصطفى الحلوة ولمدير المركز الدكتور أدونيس العكره ورئيس جامعة البلمند الدكتور إيلي سالم الذي قدم باسم المركز الدولي لعلوم الانسان وجامعة البلمند، درعا تكريمية الى رئيس الجمهورية عربون شكر وتقدير، كما قدم العكره درعاً تكريمية الى وزير الثقافة غطاس خوري.
يذكر أن مواكب سيارة وتجمعات شعبية رحبت بالرئيس عون في جبيل، حيث رفعت صور رئيس الجمهورية ولافتات الترحيب.