العثور على حاويات كلور وقنابل غاز أوروبية في الغوطة!
أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس، أن القوات الحكومية السورية عثرت على قنابل غاز، أوروبية الصنع، في الغوطة الشرقية.
وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي في موسكو إنه «عثرت القوات الحكومية السورية في الأراضي المحررة من الغوطة الشرقية على حاويات كلور، وهو النوع الأكثر فظاعة بين الأسلحة الكيميائية، من ألمانيا، بالإضافة إلى قنابل الغاز، المصنوعة في مدينة سالزبوري».
وأضافت زاخاروفا «من الصعب التعليق على هذه الحقيقة بأي شكل من الأشكال، إنها مخيفة للغاية وتقوّض الإيمان بإنسانية بعض الدول. نحن لا نتحدّث عن دول بأكملها، بل عن السياسيين والقادة، الذين يصدرون مثل هذه الأوامر ويتخذون مثل هذه القرارات».
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية قد أكدت في 12 أبريل/ نيسان أن «المشاهد التي تمّ تصويرها حول استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية كلّها ملفّقة». وقالت في مؤتمر صحافي إن «روسيا تؤيد إجراء تحقيق فوري وموضوعي في الاتهامات المعادية لسورية والتي لا أساس لها من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. ونحن نؤيد بشدة هذا الموقف في مجلس الأمن الدولي».
بدوره قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع الأعضاء في مجلس الأمن الروسي الأوضاع في سورية على ضوء عدوان الدول الغربية الثلاثي عليها.
كما وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن المسلحين يعيقون وصول بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما.
وقال بوغدانوف لوكالة إنترفاكس رداً على سؤال حول ما إذا كان الخطر مازال قائماً على البعثة «كما تظهر الأحداث، فإن الخطر قائم للأسف».
وأضاف «هناك مسلّحون يُرهبون المواطنين، بما في ذلك، يُعيقون عمل ممثلي المجتمع الدولي، الأمم المتحدة ومنظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية أحدهم لا يريد أن يكون هناك تحقيق موضوعي ومهني».
إلى ذلك، ذكرت الخارجية الروسية أن لديها معلومات تؤكد أن «الإرهابيين» جنوب سورية يعملون على إقامة نظام حكم ذاتي في المنطقة تحت إشراف الولايات المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي عقدته أمس: «لقد رأيت التقارير بخصوص هذا الشأن ويمكنني أن أفيد بأننا أيضاً نملك هذه المعلومات، وهي تتوافق مع الحقيقة ونحن نرصد هذه التحركات».
وتابعت زاخاروفا موضحة: «تشهد الأوضاع جنوب سورية خلال الأسابيع الأخيرة تصعيداً كبيراً، ورغم تصريحات الأميركيين، فإن من يقوم بالدور الأساسي في منطقة وادي نهر اليرموك ليس الجيش السوري الحرّ فحسب، وإنما تشكيلات تنظيمي جبهة النصرة وداعش أيضاً».
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى أن «قافلات سيارات يقال إنها محملة بمساعدات إنسانية تصل إلى هذه المنطقة بشكل دوري عبر الحدود مع الأردن، لكن في الحقيقة هذه الشحنات التي تنقل إلى جنوب سورية، ليست مساعدات إنسانية».
وشددت على ضرورة تحديد محتويات هذه الشحنات، لافتة إلى أن إيصالها إلى المنطقة يحصل بإشراف مباشر من قبل الأميركيين.
وذكرت زاخاروفا أن الجانب الروسي يبلغ كلاً من المسؤولين الأميركيين والأردنيين، في إطار عمل مركز المراقبة في عمان، بوقوع هجمات للمسلحين على وحدات القوات الحكومية في هذه المنطقة، لكن لا يتخذ أحد أي إجراءات لإرساء الاستقرار هناك أو تصفية الإرهابيين».
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى أن المسلحين يشنّون هجمات نشطة لتوسيع مناطق سيطرتهم، وأكدت أن الهدف النهائي من العملية الجارية جنوب سورية يكمن، برأي موسكو، في «الاستيلاء على أراضٍ لإقامة نظام حكم ذاتي عليها برعاية الولايات المتحدة، ويخطط أن يكون مستقلاً عن دمشق، وتكون عاصمته درعا، على غرار المناطق التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية شمال شرق سورية».
وفي سياق آخر، أفادت مصادر سورية بأن القوات الحكومية توصلت إلى اتفاق مع الفصائل المسلحة في منطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق الشمالي الشرقي على خروج المسلحين منها إلى الشمال السوري.
وأكدت خلية الإعلام الحربي المركزي الموالية للحكومة السورية أن الاتفاق أبرم بين الطرفين بوساطة روسية، موضحة أنه يقضي بنقل جزء من المسلحين إلى محافظة إدلب والبقية إلى مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وأشار «الإعلام الحربي» إلى أنّه من المقرّر أن يسلّم المسلحون غداً أسلحتهم الثقيلة والمعدّات العسكرية إلى القوات الحكومية، تمهيداً لتطبيق الاتفاق المبرم وتسوية أوضاع مَن يرغب في ذلك منهم.
وتابعت الخلية أن الفصائل المسلحة سلمت إلى الجيش السوري خمس مدرعات، بما فيها دبابة وعربة «بي إم بي»، وثلاث آليات مزوّدة برشاشات ثقيلة.
وجاء هذا الخبر بالتزامن مع استكمال خروج المسلحين وأفراد عوائلهم غير الراغبين في تسوية أوضاعهم من مدينة الضمير في القلمون الشرقي إلى جرابلس.
إرهابيو «جيش الإسلام»
وفي سياق متّصل، أفاد الإعلام الحربي أن 31 حافلة تقل 1694 شخصاً من إرهابيي جيش الإسلام وأسرهم ستنطلق من بلدة الضمير الى جرابلس.
أفادت وكالة «سانا» الرسمية أمس، ببدء عمليات إخراج مسلحي «جيش الإسلام» وعائلاتهم من مدينة الضمير في منطقة القلمون بريف دمشق باتجاه جرابلس، تنفيذاً للاتفاق الذي تمّ التوصل إليه مع الحكومة السورية والقاضي بإخراج العناصر المسلحة، وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء، وذلك بعد تسليم أسلحتهم تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة إلى البلد، وفق ما ذكرت الوكالة.
وبموجب الاتفاق سيسلّم المسلحون أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للجيش السوري قبل إخراجهم إلى جرابلس. وذكرت الوكالة أن الجيش سيدخل إلى البلدة بعد إخراج المسلحين منها لتمشيطها وتطهيرها من الألغام التي زرعها المسلحون ومن ثم إعادة تفعيل جميع مؤسسات الدولة فيها.
وكان زعيم فصيل «مغاوير الصحراء» محمد شعبان الملقب بـ «الضبع» قد أعلن الأربعاء وضع عناصره تحت تصرف قيادة الجيش.
وذكر أحد ضباط الجيش السوري في حديث لوكالة «سانا» أن من بين الأسلحة التي سلّمها مسلحو تنظيم «جيش الاسلام» رشاشين عيار 32 مضادين للطائرات، بالإضافة إلى بعض الأسلحة الفردية والخفيفة، مضيفاً أن عدد الإرهابيين المقرر إخراجهم من الضمير يبلغ 1500 إرهابي إضافة إلى عائلاتهم ليبلغ العدد الإجمالي لهم نحو 5 آلاف.
ميدانياً، أفادت مصادر ميدانية للميادين اليوم الخميس بانهيار الاتفاق مع تنظيم داعش في الحجر الأسود واليرموك.
وأوضحت المصادر أن «داعش أراد وضع شروط جديدة بعد رفض مجموعة ولاية الخير في جنوب السخنة استقبال عوائل مسلحي التنظيم»، مشيرةً إلى أن «الجانب السوري المفاوض يرفض أي ابتزاز من قبل داعش أو غيرهم أن الجيش السوري سيستأنف العملية العسكرية خلال ساعات لتطهير المنطقة من داعش وأي مجموعة مسلّحة ترفض التسوية».
وكانت مصادر ميدانية قد أفادت «الميادين» في وقت سابق من امس الخميس بأنّه تمّ الاتفاق على وقف إطلاق النار في الغوطة الغربية لدمشق بين الحكومة السورية والجماعات المسلحة.
وبحسب المصادر فإنّ الاتفاق يقضي بمغادرة جميع مسلحي تنظيم داعش وجبهة النصرة، وفصائل صغيرة الغوطة الغربية وتسليم أسلحتهم.
وأشارت المصادر إلى أنّ مسلحي داعش والذين يبلغ عددهم حوالى 1220 عنصراً سيخرجون من بلدة الحجر الأسود واليرموك باتجاه البادية الشرقية.
المصادر أوضحت أنّ مسلحي النصرة سيغادرون إلى إدلب، وفق اتفاق الغوطة الغربية، لافتة إلى أنّ المسلحين الذين ينتمون إلى الجماعات الأخرى مخيَّرون بين المغادرة النهائية والبقاء في يلدا ببيلا وبيت سحم بعد تسوية أوضاعهم.
المصادر الميدانية أشارت أيضاً إلى أنّ الجيش السوري يحقق انتصاراً كبيراً ويحرر الغوطة الغربية بعد تحرير الغوطة الشرقية مع خروج الجماعات المسلحة منها.
دمشق تُعيد وسام «جوقة الشرف» إلى فرنسا:
لا يشرّفنا وسام نظام تابع للولايات المتحدة
ردّت الخارجية السورية، وسام «جوقة الشرف» الفرنسي من رتبة الصليب الأكبر الذي كان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك قد قلّده للرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته باريس عام 2001.
وسلّمت الرئاسة السورية إلى فرنسا وسام «جوقة الشرف» عبر السفارة الرومانية في دمشق والتي ترعى المصالح الفرنسية في سورية.
وأكد مصدر في الرئاسة السورية، أن ردّ الوسام لفرنسا يأتي بعد مشاركتها في العدوان الثلاثي الذي شنته إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا على سورية في الرابع عشر من نيسان/ أبريل.
وأكد المصدر أن الرئيس السوري لا يشرّفه أن يحمل وساماً لنظام تابع للولايات المتحدة الأميركية، يدعم الجماعات المسلحة في سورية، ويعتدي على دولة عضو في الأمم المتحدة في خرق صارخ لأبسط قواعد ومبادئ القانون الدولي، بحسب ما نشرت الصفحة الرسمية للرئاسة السورية على «تويتر».
وأفاد المصدر بأن زمن الاستعمار واستعباد الشعوب والإملاء عليها قد ولّى، والشعب السوري الذي صمد ووقف مع جيشه ليحارب الإرهاب طوال 7 سنوات، لن تخيفه أو ترهبه سياسات صبيانية رعناء.
وأشار إلى أن سورية احترمت دائماً علاقاتها الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وبالتالي ترفض أي إملاءات خارجية من أي كان، خاصة عندما تكون هذه الأنظمة مراهقة سياسياً، لا تملك الخبرة ولا الحكمة ولا الرصانة، أنظمة قائمة على المصالح الشخصية على حساب مصالح الشعوب.
البنتاغون: ضرباتنا لم تغيّر الميزان الاستراتيجي في سورية
أكد البنتاغون أن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سورية لم تغيّر الميزان الاستراتيجي في البلاد، معتبراً أن تصرفات القوات الروسية خلال العملية «كانت محترفة».
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية، الجنرال كينيت مكينزي، في مؤتمر صحافي عقده أمس الخميس: «لا أعتقد أننا نرى حالياً تغيرات في الميزان الاستراتيجي للنزاع بسبب هذه الضربات، ما قمنا به هو تلقين درس للسلطات السورية مفاده أن تسميم النساء والأطفال بالغاز ممارسة سيئة»، بحسب تعبيره.
وأشار مكينزي إلى أن القوات الغربية لم «تشعر بأي تهديد من قبل الروس أثناء تنفيذ هذه الضربة»، قائلاً: «تصرفوا بصورة محترفة والتزموا بقواعد الملاحة… الروس لم يهدّدوا طراد دونالد كوك».
وأفاد ماكينزي بأن العسكريين الأميركيين والروس كانوا على اتصال دائم، قبيل وخلال وبعد الضربات الأميركية البريطانية الفرنسية على سورية عبر «قنوات منع وقوع الاشتباك» العاملة بين الجانبين، كما قال.