القدس
صالح علي آل حرفوش
يا قُدس أقداسِ العروبةِ كلّها
أتباع عيسى والنبيّ محمّدِ
قَد خصَّها الرَّحمان في قدّسيّة
هي رمزُ كلّ موحدٍ مُتعبّدِ
منّها، النبيّ محمدٌ، معراجُهُ
هي للمسيحِ كمنشاءٍ وكمولِد
أرضٌ مقدَّسةٌ لها تاريخُها
يزهّو على الدُّنيا بكلّ تفرّدِ
عبثَتْ بها أيدي الغزاة بقسوة
حُرُماتها هُتكت بقوم شُرَّد
حسبوا بأنَّ القُدس يمكنُ قضمُها
خسئ الطٌّغاةُ وذاكَ بالمُستبْعَدِ
فبـ«طور سيناءَ» هناكَ نبيُّهمْ
موسى يخاطبُ ربَّهُ بتودُّدِ
فَلْيذهَبوا للطوُّر، ذاكَ مكانُهُم
لقيامهمْ بطقوسِهم وتهجُّدِ
المسجِدُ الأقصى لقُدسٍ ينتمي
وهُناك معراجُ النّبيّ المرشِدِ
«ويسوعُ» ماذا القولُ فيه ههُنا
ذاكَ ابنُ «مريم» يستقُر بمذْوَدِ
وَلهُ البلادُ بأسرها مَع قُدسِها
لا يُنكرُ الحقَّ الصريحَ سوى الرَّدي
لَيستْ لهُم أرضُ القداسةِ مطلقاً
مهْما بغوا، مَهما طَغوا بتعمّدِ
فمقدَّسات الشَّعب ليستْ سلعةً
لتفاوُضٍ وتنازُعٍ وتَشدُّدِ
وإذا الأعادي أحكموا فبضاتهم
في غفلةٍ من شعبنا لم تُحمَدِ
وإذا تقاعَس جيلُنا لَم يستطِعْ
تطْهير تُربةِ قُدسِنا مِن مُفْسِدِ
فلعلَّ جيلاً بعدَ ذاكَ قادمٌ
ليعودَ حقٌ في ظلالِ مُهنَّد
صهيونُ: لا يغرُنك ما تزْهو به
في قُوة تقنيَّة، طوْعَ اليدِ
ويدعمِ أَعتى دوْلة في عصْرنا
تُعطي عطاءً دائماً لمْ يجمُدِ
فالظّلم مرتعُه وخيمٌ دائماً
عَين الإلهِ على الجميع بمرصَدِ
ودوامُ حالٍ كالمحُال لربَّما
تأتيكَ أخبارٌ بما لمْ تَعْهَدِ
فإذا بعملاقٍ يصيرُ مقزَّماً
والصَّرحُ يهبطُ للحضيضِ الأوهَدِ
ارجعْ إلى التَّاريخ إذْ تلقَى به
عِبراً تُخبِّرُ عنْ مَصير المعُتدي
قُدسٌ إذا بقيتْ بأيدي طُغمةٍ
ستظلُّ نارٌ في الحشا لَم تَخمُدِ
والحقُّ منتصرٌ بآخر جولة
بعُدَ المدى في ذاكَ أم لمْ يبعُدِ
يا قدسَ أقداسِ إذا حقَّ اللّقا
سنحرّرُ التُّرْبَ المقدَّسَ فاشهَدي
ودمُ الشهادةِ جاهزٌ فتمجَّدي
لنْ نترُكَ الأعداءَ، لنْ تتهوّدي
شاعر ورئيس دوحة البقاع الثقافية