ومن «أبواط» أقدامكم الطهر
ومن «أبواط» أقدامكم الطهر
يعرّش الياسمين ويمتزج العطر
في سورية فقط هنالك جيش صلب صامد.. بواسل بصفّ واحد.
في سورية فقط هنالك سيدات أمهات ثكالى وأخوات وزوجات.. يقدّمن بكلّ محبة وتفان فرساناً شجعاناً أشاوس..
في سورية فقط هنالك ذلك العطاء السخاء من دماء وشهداء ممن لم ولن يعرفوا يوماً تمنّعاً ولا حرصاً..
في سورية فقط هنالك صابرون وصابرات، ما زالوا يبحثون عن أحبّتهم فمنهم من اختفى تحت ظروف غامضة في هذه الحرب الدولية الكونية ومنهم من استشهد أو أصيب أو وقع في الأسر وما أكثرهم وأكثرهم؟!
في سورية فقط تمتلئ مشافي المدن بجرحى يأملون الشفاء والرجوع إلى مطاحن المعركة ليواصلوا حلمهم وفرحهم بتحقيق النصر القريب.
في سورية فقط هنالك يتامى ومتضرّرون ومصابو حرب أجبرتهم إعاقتهم على المكوث وهم متأسفون يعانون من عدم قدرتهم على الاستمرار..
في سورية فقط هنالك مهد عريق لتاريخ مجيد، لحضارات شعب حيّ أبداً.
في سورية فقط الجميع ولمدة سبع سنوات ونيف كان يواصل رغم الظروف عمله، بالعمل الدؤوب بالكتابة، بالتعلم، بالزراعة، بالصناعة، بالاختراعات ولو كانت بسيطة أحياناً، ما يمكّنهم تحاوز عقبات الحياة اليومية..
في سورية فقط هنالك قلب ينبض ويضخّ دماً وحبّاً مع كلّ ياسمينة بيضاء تتوالد من نفسها.
في سورية فقط.. حبيبة الكون كلّه، ولكن هنالك يحبونها ليأكلوها وهنالك يحبونها لتبقى بهم دار عزّة وجنّة وسماح وسلام.
في سورية فقط هنالك عاصمة العراقة دمشق.. قلب المدن السورية.. تبتسم بفوح ياسمينها وتضخ خيراً وحياة إلى بقية الجسد الوطني.
في سورية فقط يعرّش الياسمين في «بوط» الجندي العسكري فتمتزج من عبقه أعطر وأزكى وأنقى زجاجة عطريّة دمشقيّة!!
في سورية فقط هنالك
أسد يزأر..
شعب يندر..
جيش له كل الإجلال.. للكرامة والمجد الشامي يثأر.
لهم.. لكم سلام الله وألف تحية..
من كل سوري وسورية..
وتحيا سورية!
د. سحر أحمد علي الحارة