دمشق تعوّل على قرض روسي بقيمة مليار دولار لدعم الليرة
كشفت مصادر صحافية روسية عن أحد المحاور الرئيسة التي سيناقشها اجتماع اللجنة الحكومية الروسية السورية المنعقد في مدينة سوتشي، وهو تخصيص قرض حكومي روسي لسورية بقيمة مليار دولار.
وأشارت صحيفة «كوميرسانت» الروسية إلى أنّ الجولة الأساسية من المحادثات ستعقد اليوم، في مدينة سوتشي الروسية، وسيقود المحادثات نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين.
ونقلت «كوميرسانت» عن مصدر رفيع المستوى في الدائرة الاقتصادية في الحكومة الروسية، أنّ أحد مواضيع محادثات اللجنة الحكومية الروسية السورية المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي والعلمي التقني، التي بدأت أعمالها الأربعاء في سوتشي، وتستمر لمدة ثلاثة أيام، هو نية السلطات السورية طلب قرض حكومي بقيمة مليار دولار، لتوظيفها في دعم استقرار سعر صرف الليرة السورية، ولحلّ صعوبات على الصعيد الاجتماعي.
ووفقاً لأسعار الصرف الرسمية الأخيرة، فقد بلغ سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار نحو 164 ليرة سورية للدولار الواحد، علماً أنّ الليرة كانت قد حافظت قبل بدء الصراع في سورية على مستوى قريب من 45 ليرة للدولار الواحد، أما في السوق السوداء فقد وصل سعر صرف الليرة السورية خلال الأزمة إلى نحو 250 ليرة للدولار الواحد.
غير أنّ «كوميرسانت»، ونقلاً عن مصدر حكومي روسي، لفتت إلى أنّ موسكو في الوقت الحالي غير جاهزة لتقديم قرض بقيمة مليار دولار لسورية.
وأضاف المصدر: «وزارة المالية الروسية ستعارض تقديم قرض كهذا لأنّه غير مدعّم بضمانات، علاوة على ذلك، حتى ولو جرت الموافقة على تقديم القرض، فليست لدينا إمكانية لتحويل هذا المبلغ إلى سورية، كون المؤسسات المالية السورية تخضع لعقوبات قاسية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي».
وتابعت الصحيفة أنّ وزارة المالية الروسية لم تعلق في شكل رسمي على مسألة منح سورية قرض جديد، إلا أنّ مصدراً في الوزارة كشف لـ«كوميرسانت» عن عدم تقدم الجانب السوري حتى الآن بأي طلب بخصوص هذا القرض.
في سياقٍ متصل، أكّد مسؤولان حكوميان مطّلعان على جدول أعمال المحادثات في سوتشي، لصحيفة «كوميرسانت» أنّ موسكو ستواصل تطوير العلاقات مع دمشق وتقديم كلّ دعم ممكن.
ووفقاً لـ«كوميرسانت» فإن اللجنة الحكومية المشتركة ستناقش أيضاً مسألة التعاون بين البلدين في ظلّ العقوبات الغربية، وزيادة حجم التبادل التجاري وبخاصة في صناعة النسيج، والزراعة، وقطاع الطاقة، كما ستتم دراسة زيادة مشاركة قطاع النفط والغاز الروسي في تطوير حقول النفط السورية وتدريب الموظفين المحليين.
مصدر آخر أفاد بأنّ موسكو ودمشق على استعداد لتوقيع اتفاق للتعاون في مجال تنظيم الجمارك، كما ستجري مناقشة تعزيز تعاون سورية مع أعضاء الاتحاد الجمركي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
يذكر أنّ اللجنة الحكومية الروسية – السورية المشتركة، توصلت في الاجتماع السابق في أيار الماضي في دمشق، إلى اتفاق في شأن تخصيص 240 مليون يورو لدمشق لحلّ الصعوبات الاجتماعية، تم خصمها من ديون سابقة مترتبة على دمشق لموسكو.
ومنذ بدء الأزمة في سورية عام 2011، تقوم روسيا في شكل دوري بإرسال مساعدات إنسانية لسورية تنقلها طائرات شحن تابعة لوزارة الطوارئ الروسية إلى مطار اللاذقية، شملت مواد غذائية معلبة وخِيَماً وأغذية أطفال.