مصادر فلسطينية: المبادرة … الطلقة الأخيرة بمسدس الفصائل وفرصة لإقفال الملف الأمني واستعادة الثقة مع الجمهور الفلسطيني
لليوم الثاني على التوالي ساد الهدوء مخيم عين الحلوة، فيما باشرت لجنة التحقيق في جريمة مخاولة اغتيال مسؤول جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية عرسان سليمان عملية التحقيق لمعرفة الجهة الفاعلة، حيث نفت مصادر فلسطينية مسؤولة ما تناقلته بعض المواقع الاعلامية عن مصادر فلسطينية من «أن اللجنة لم تتوصل إلى أي خيوط تقود إلى معرفة الجناة».
وأوضحت: «من المبكر الحديث عن النتائج لا سيما وأن اللجنة لا تزال في بداية عملها ولديها وقت متاح لانجاز تقريرها من أسبوع إلى عشرة أيام».
وبشأن ما اذا كانت هناك أية خيوط تدل على الجهة التي ارتكبت الجريمة قالت المصادر المسؤولة: «هناك خيط وحيد مهم وهو أن محاولة الاغتيال هي مشابهة لعملية قتل العقيد جميل زيدان من حركة فتح الذي اغتيل قبل مدة بالطريقة ذاتها وفي الزمان والمكان نفسه، وهذا يدل على ان الجهة التي نفذت الجريمتين قد تكون واحدة».
وبخصوص مدى التعويل على تنفيذ مبادرة الفصائل بعد الاتفاق مع مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم على تشكيل قوة أمنية من جميع الفصائل تحظى بالتغطية السياسية والأمنية والقضائية من الدولة اللبنانية؟.
وأكدت المصادر الفلسطينية المسؤولة لـ «البناء»: «إن المبادرة هي بمثابة الطلقة الأخيرة بمسدس الفصائل، إذا ما فشلت لا سمح الله في أثبات جديتها في تحمّل المسؤولية في تطبيقها، فإن الأمور سوف تتجه نحو الأسوأ».
أضافت المصادر: «هذه المبادرة تتوافر لها الآن رعاية من الدولة اللبنانية، في حين أن الفصائل أخذت على نفسها حماية المخيمات وعدم السماح بتحولها إلى منطلق لارتكاب أعمال تخريب للأمن والاستقرار في لبنان، وهناك تغطية من الدولة، ما يوفر فرصة حقيقية لاقفال الملف الأمني في المخيمات، وسحب كل الذرائع التي تقال لعرقلة اقرار الحقوق المدنية والاجتماعية والانسانية للفلسطينيين في لبنان، واستطراداً دفع الدولة اللبنانية لتلبية هذه الحقوق، والتعامل مع المخيمات كقضية وطنية وقومية وكملف اجتماعي خدماتي».
وقالت المصادر: «كما على الفصائل الاستفادة من المناخ الشعبي الفلسطيني المتجاوب بقوة مع مبادرتها لأن المواطن الفلسطيني في مخيم عين الحلوة أوغيره من المخيمات بات يريد الخلاص من واقع الفوضى والفلتان الأمني،لا سيما وأنه رأى ماذا حل بمخيم نهر البارد، وماذا جرى لمخيم اليرموك في دمشق، ولا يريد أن يحصل له ما حصل لاخوانه في هذين المخيمين».
وتابعت المصادر الفلسطينية تقول:» لذلك الموضوع مهم ويحتاج إلى أن يتم التعامل معه بمنتهى الجدية فهو اصبح يعني كل مواطن لأن يمسّ أمنه الشخصي والعائلي والاجتماعي، وهذا يوفر مناخاً شعبياً داعماً لتطبيق المبادرة، ولهذا على الفصائل عدم تفويت فرصة الاستفادة منه لاستعادة الثقة المفقودة بينها وبين الجمهور الفلسطيني في المخيمات».
وكان مسؤول فلسطيني رفيع المستوى أكد لـموقع «النشرة»، ما كانت قد ذكرته «البناء» أمس من أن «المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أبلغ وفداً من الفصائل الفلسطينية في لبنان الذي التقاه اول من امس ضرورة العمل الفوري على دعم القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة لتصبح «قوة ضاربة» تعتقل المخلين بالأمن والمتهمين بجرائم الاغتيال، وانها الورقة الأخيرة لحماية المخيمات قبل ان تتجه الامور الى الاسوأ».
واعرب اللواء ابراهيم وفق ما نقل المسؤول الفلسطيني الذي شارك في اللقاء ان الدولة اللبنانية على استعداد لتغطية الخطوة سياسياً وأمنياً، وانه يجب حماية المبادرة الفلسطينية الموحدة ووضع آليات بنودها موضع التطبيق الفوري،لأن ما يجري في المخيمات الفلسطينية بات ينبئ بالخطر الشديد في ظل المساعي اللبنانية والتوافق السياسي لضبط الوضع الامني في الاماكن الى كانت تشهد توتيراً وتحدياً بين جبل محسن وباب التبانة، مرورا بعرسال وبعض مناطق البقاع، وأن الأمن واحد.
وشدد اللواء ابراهيم على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق جدية لمعرفة القتلى الذين حاولوا اغتيال رئيس جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية في عين الحلوة الشيخ عرسان سليمان.
لجنة التحيقيق
ذكرت مصادر فلسطينية ان «لجنة التحقيق في محاولة إعتيال الشيخ عرسان سليمان استمعت الى افادات عدد من شهود العيان ومرافقي الشيخ عرسان الذي كان يقوم بتقديم الواجب العزاء لعائلة الصفدي بعد مقتل ولدها المسعف طارق الصفدي خطأ في اشتباكات مخيم المية ومية، وان الرواية شبه النهائية تؤكد ان شخصا هو الذي اطلق النار مباشرة على الشيخ عرسان وسط عدد من مرافقيه، وفر في أحد الازقة المحاذي بسرعة جداً ولم يتم التعرف على أوصافه إلى الآن، على أن اللافت في محاولة الاغتيال أن الشيخ عرسان كان قد أنهى قبل يوم واحد فقط تقبّل التعازي بوفاة والده فخري سليمان وكان يقوم بزيارة ضريحه لقراءة الفاتحة قبل ان يقدم التعازي».
واذ استبعد مسؤول فلسطيني»أي رابط بين اشتباكات المية ومية بين تنظيم انصار الله وكتائب العودة بزعامة احمد رشيد»، رجح ان «يكون هذا الحدث الأمني الذي يعتبر الأخطر على مستوى الاستهداف السياسي والديني لايقاع الفتنة وضرب المبادرة الفلسطينية الموحدة لحماية المخيمات»، لافتا الى أنه «في كل مرة يقابل استقرار الوضع الأمني في المناطق اللبنانية، توتير «مفاجىء» في المخيات وكأن المقصود ابقاء الساحة اللبنانية قابلة للاهتزاز والاشتعال في اي لحظة.»
تشييع شادي سليمان
إلى ذلك، جرت مراسم تشييع جثمان شادي سليمان أبن شقيق جمال سليمان مسؤول جماعة انصار الله، بعد ظهر أمس ودفنه في مقبرة سيورب في صيدا. وكان شادي قتل الأسبوع الماضي في اشتباكات مخيم المية ومية.
وذكرت مصادر فلسطينية ان سليمان تجنب تشييع شادي في مخيم عين الحلوة تفاديا لحصول أي احتكاك أو توتر مع عائلة أحمد رشيد مسؤول كتائب العودة الذي قتل في المية ومية.
وافادت المصادر ان التشييع تم بهدوء كامل وترافق مع دعو جماعة أنصار الله الأهالي في المية ومية الى العودة الى ممارسة حياتهم الطبيعية.