حردان لأهالي مرجعيون: يا حرّاس الأرض والكرامة لا تسمحوا للسائحين المتسلّلين تحت خطاب غرائزي أن يخدعوكم بالشعارات المزيفة والوعود الفارغة
مرجعيون ـ رانيا العشي
انتقد رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي المرشح للانتخابات النيابية عن أحد مقاعد دائرة الجنوب الثالثة النائب أسعد حردان، مَنْ سمّاهم «السائحين الذين مرّوا من هنا، وزعموا عن سبق جهل بأن هناك أموراً مفروضة عليكم، وهذا تجهيلٌ متعمّد للحقيقة، لأنكم يا أهلنا، أنتم من صنع معادلة الصمود، وهم المفروضون على اللبنانيين».
وخاطب حردان الحضور «لا تسمحوا للسائحين المتسللين تحت جنح خطابٍ غرائزي، بأن يخدعوكم بالشعارات والوعود، فشعاراتهم مزيفة، ووعودهم فارغة، ينطبق عليها المثل القائل: «اسمع تفرح جرب تحزن».
كلام حردان جاء خلال لقاءٍ انتخابي أقامه الحزب السوري القومي الاجتماعي في جديدة مرجعيون، بحضور عضو كتلة الوفاء المقاومة المرشح في الدائرة عينها النائب الدكتور علي فياض، وممثلين عن النواب انور الخليل وقاسم هاشم، نائب رئيس بلدية جديدة مرجعيون سري غلمية ورؤساء بلديات ومخاتير، وفاعليات محلية، وشخصيات اجتماعية وتربوية ودينية، وهيئات نسائية وجمعيات.
افتتاحاً النشيد الوطني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي، فكلمة تعريف وترحيب ألقتها شيرين القادري، ثم كلمة منفذية مرجعيون في القومي ألقاها عضو المجلس القومي فواز خوري، فقصيدة ألقاها عضو المجلس القومي فايز أبو عباس.
حردان
وألقى النائب أسعد حردان كلمة جاء فيها:
السلام على مرجعيون بلدة بلدة، وعلى أهلها المتشبثين بالأرض. السلام على منطقة تقرع أجراس الكنائس، وتصدح فيها أصوات المآذن. السلام على هذه الأرض، أرض الخصب والمواسم والمعالم.
هنا مرجعيون، توأم حاصبيا، تآخت مع النبطية وبنت جبيل. هنا، على هذه الهضبة، تشرق الشمس أولاً. هنا جديدة مرجعيون، تتكئ على الليطاني غرباً، وسهل مرجعيون – الخيام شرقاً. السهل الذي تحوّل مقبرة لدبابات الميركافا «الإسرائيلية» في تموز 2006».
أضاف: «هنا جديدة مرجعيون، تطلّ على السهل الذي يوحّدها مع الخيام، تأنس شرقاً بجيرة شبعا وكفرشوبا، وتحاكي غربا القليعة وكفركلا والطيبة وميس الجبل، وبلدات جبل عامل، جبل العلماء والشهداء حتى تخوم الناقورة.
هنا موئل العلم ومنطقة العلماء، من هنا خرج الشعراء، والأدباء، والصحافيون، والأطباء، الذين هاجروا قديماً وحديثاً وتوزّعوا على بلدان الاغتراب. اغتراب أخذ منا، مبدعينا ونوابغنا، ولا زال النزف مستمراً، ونأمل أن يتوقف».
وتابع: «لهذه المنطقة، التي ساكنت الأزمنة، سبق انتماء، وحنين البدايات. هنا نشأنا، الساحات تعرفنا، والحارات والبلدات. هنا في مدارس مرجعيون، وفي كلية مرجعيون الوطنية درسنا، والتي خرجت آلافاً من الطلاب برعوا وتميّزوا في المجالات كافة. هنا النموذج الأرقى للوحدة الوطنية والاجتماعية، نموذج نريده لكل لبنان.
فتحية لكم، يا أهلنا، لأصالتكم وثباتكم ومواقفكم. أنتم قدّمتم البرهان، بصمودكم في وجه الاحتلال، وأثبتم أنكم أهل عز وكرامة وإباء. أثبتم أنكم أشداء في الشدائد، فلا تألوا جهداً، ولا تفوّتوا فرصاً، ولا تسمحوا للمضللين أن يعبروا على ضيم معاناتكم، وفوق فيض أحلامكم، وآمالكم، وأمنياتكم».
وقال: «نحن نكرّر دائماً، بأننا نريد دولة المواطنة والعدالة، دولة قوية قادرة وراعية، تحقق لمواطنيها، مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات. دولة تحارب الفساد والفاسدين، دولة ترعى مصالح الناس، وتهتمّ بقضاياهم المعيشية، والاجتماعية، والحياتية والإنمائية. دولة تقدّر صمود أبنائها، من خلال تعزيز هذا الصمود. نعم، هذه هي الدولة التي نريد، دولة رعاية اجتماعية لا دولة إفقار وضرائب، دولة مواطنة لا دولة رعايا طوائف، دولة عدالة لا دولة محاصصة».
قيمة أية قروض استثمارها في التنمية والإنتاج
أضاف: «الأسبوع الماضي تحدثنا في حاصبيا، عن القروض التي حصل عليها لبنان في مؤتمر باريس 4، واليوم نكرّر القول، ما نفع كل قروض الدنيا، إذا لم تستثمر في مشاريع إنتاجية، واقتصادية في المناطق كافة، وتوفّر فرص عمل جديدة على قاعدة الإنماء المتوازن. وما نفع القروض، طالما أنّها تأتي مشروطة بضرائب جديدة، تُفرغ جيوب اللبنانيين وذوي الدخل المحدود. كفى تحميل لبنان أعباء الفوائد، وكفى جلد الناس بالضرائب. ونحن سنواجه أي ضرائب جديدة، تفرض على اللبنانيين».
وخاطب الحضور: «نحن بينكم ومعكم، نرفع الصوت باسمكم، قولاً واحداً، نريد إنماء على أرض الواقع. وهذا حق لمناطقنا وأهلنا، ولا نريد إنماء يُكتب على الورق، ويسجل في قاعات المؤتمرات الدولية. الحكومة مطالبة من قبلنا بأن تتحمل مسؤولياتها، وأن توفر الخدمات كاملة، وأن تحقق الإنماء دون إبطاء، وأن تقيم المشاريع التنموية والاقتصادية».
أضاف: «نعم، نحن لا نريد خطابات تقسم اللبنانيين، وتقيم بينهم جدران فصل طائفي ومذهبي، ولا نريد شعارات فتنوية، تسرق فرح الأطفال والأعياد. نحن نريد خطاباً وحدوياً جامعاً، على صورة هذه الوحدة الوطنية المتجلّية، والمتميزة في منطقتنا.
نريد، عندما يأتي البعض إلى هنا، أن يقف باحترام أمام ما تمثله هذه المنطقة. نريد أفعالاً لا أقوالاً، وعلى البعض أن يخضع لهذا الامتحان».
فرادة مرجعيون: نطاق ضمان للوحدة الوطنية
وأردف: «قدر هذه المنطقة، أنها بوابة الجنوب اللبناني، وفرادتها أنها تشكل نطاق ضمان للوحدة الوطنية، وميزة أهلها، أنهم أهل أصالة وقيم، متمسكون بوحدتهم، ولديهم المناعة الوطنية الكافية، ضد الخطابات الفتنوية والفئوية. فيا أهلنا، يا حراس الأرض والكرامة، يا من كرّستم بالصمود والتضحيات، معادلة الجيش والشعب والمقاومة، لا تسمحوا للسائحين المتسللين تحت جنح خطاب غرائزي، بأن يخدعوكم بالشعارات والوعود، فشعاراتهم مزيّفة، ووعودهم فارغة، ينطبق عليها «اسمع تفرح جرّب تحزن». السائحون الذين مرّوا من هنا، وعن سبق جهل، زعموا بأن هناك أموراً مفروضة عليكم، وهذا تجهيل متعمّد للحقيقة، لأنكم يا أهلنا، أنتم من صنع معادلة الصمود، وهم المفروضون على اللبنانيين».
وتابع: «قلنا سابقاً والآن نقول، بأن هذه المنطقة من جبل الشيخ إلى البحر، عانت من الاحتلال على مدى ربع قرن من الزمن، ونتيجة غياب الدولة، أخذتم أنتم على عاتقكم، وبإرادتكم مهمة مواجهة الاحتلال، فتعزّزت وحدة أبناء القرى والبلدات، واجتمعتم معاً، على هدف تحرير الأرض، وآزرتم جيشكم البطل، ونصرتم مقاومتكم التي دحرت الاحتلال، فكانت معادلة لبنان الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة.
فباسمكم، نحيّي جيشنا ومقاومتنا، ونؤكد بأن تسليح الجيش اللبناني، وتقويته ضرورة قصوى وملحة. فهذا جيش الوطن، وهو بقيادته وضباطه وجنوده، يمتلك العقيدة والإرادة والتصميم للدفاع عن سيادة لبنان، وحماية ثرواته في مواجهة الاعتداءات وأطماع العدو، لكننا نسأل، ماذا فعلت الحكومة من أجل تحقيق هذه الضرورة الوطنية؟ فهل المطلوب إبقاء جيشنا من دون سلاح فعال كي لا يكون قادراً على مواجهة العدو؟».
دحرنا الاحتلال.. لكن الدولة مقصّرة
واستطرد قائلاً: «نعم، الاحتلال اندحر، وهذه المنطقة عادت إلى كنف الدولة. والمطلوب هو تعويض غياب إدارات الدولة وتقصيرها، والإنماء في رأس سلم المطالب والأولويات، لأنه يحصن الناس في مناطقها، ويرسخها في أرضها.
نحن نطالب، وسنعمل جاهدين، من أجل فتح باب التوظيفات الإدارية أمام أبناء هذه المنطقة، وفيها جيش من المتخرّجين الأكفاء في مختلف الاختصاصات، وهم من الشباب والصبايا على حد سواء. وعلى ذكر الصبايا، نوجّه التحية للمرأة في هذه المنطقة، للسيدات اللواتي أثبتن حضورهن، بأدوارهن، الاجتماعية والثقافية والتربوية وفي جميع المجالات».
وتابع معدداً حاجات المنطقة: «المنطقة تحتاج إلى إنشاء فروع للجامعة اللبنانية تحتضن آلاف الطلاب، وتحتاج إلى تعزيز المدرسة الرسمية، وإلى تأهيل وتوسيع مستشفى مرجعيون الحكومي، وتوفير كل التجهيزات والمعدّات الطبية له، وإلى بناء سراي حكومي جديدة، في مرجعيون، تستوعب إدارات الدولة كافة، بما يسهل معاملات وأمور المواطنين، وهذه مطالب أساسية، نعمل، ونضغط جميعاً من أجل أن تصبح أمراً واقعاً.
هذه المنطقة، تحتاج إلى رعاية واهتمام، تحتاج إلى دعم الزراعة، وتصريف الإنتاج، ونحن نشدّد على ضرورة، تفعيل دور مؤسسة المشروع الأخضر، لتقوم بمسؤولياتها، في وضع خطط استصلاح الأراضي الزراعية. ونشدّد على ضرورة النهوض العمراني في هذه المنطقة، من خلال توفير القروض السكنية للمواطنين».
وأردف: «نحن نطالب بما هو بديهي، وبما يندرج تحت مبدأ الإنماء المتوازن، وعلى الحكومة، أن تنظر إلى هذه المنطقة بعين الاهتمام، وأن يزورها المسؤولون زيارات إنمائية، لا زيارات انتخابية، فأهل هذه المنطقة راشدون وأصحاب قرار، وهم الأقدر على التعبير عن خياراتهم وقناعاتهم في صندوقة الاقتراع».
عائلة واحدة وقلب واحد
وقال: «صحيح أن هذه المنطقة، تتألّف من عشرات القرى والبلدات، لكنّها في حقيقة الأمر، هي عائلة واحدة، قلب واحد ومصير واحد، لا فرق بين بلدة وأخرى. ففي حرب تموز ثأر العدو «الإسرائيلي» من صمود أبناء مرجعيون، حيث أغارات طائراته على مواكب سيارات المدنيين وقتلت الأبرياء. كما أنّ هذا العدو، ومنذ العام 1948 يحتل آلاف الدونمات من الأراضي التي تعود ملكيتها لأهل المنطقة، ولأهل مرجعيون على وجه الخصوص، لذلك نؤكد أن هذه الأراضي مغتصبة ومحتلة».
وختم: «بلدات مرجعيون، كلها تستحق الاهتمام، وأنتم يا أهلها تستحقون كل الوفاء، على ما بذلتم وعلى صمودكم ومقاومتكم.
هذه مرجعيون، نحميها ونصونها، بتعزيز وحدة نسيجها الاجتماعي. ومن هنا، من مرجعيون، وباسمكم جميعاً، وباسم الصامدين في هذه المنطقة، نطلق دعوة إلى المغتربين، من أبناء هذه المنطقة، بأن عودوا، وساهموا في البناء والإعمار، وتحريك عجلة الاقتصاد. شجعوا أبناءكم على العودة، فهذه الأرض أرضكم، وستبقى لكم قلاع عز وبطولة.
للأهل هنا، للأحبة، كونوا كما عوّدتمونا، صوتاً مدوياً، معززاً للوحدة الوطنية، ولخيار الصمود. كونوا الأمل والوفاء، ليكون يوم السادس من أيار، يوم استفتاء، بنعم كبيرة، للائحة الأمل والوفاء، وعلى عهد الوفاء نحييكم والسلام».