محتجون في سيول يندّدون بنظام «ثاد» قبل قمة الكوريتين والوكالة الدولية للطاقة الذرية مستعدّة للعمل مع كوريا الشمالية
دخلت شاحنات مخصصة لأعمال البناء أمس، قاعدة في كوريا الجنوبية يوجد بداخلها نظام أميركي مضاد للصواريخ مما أغضب قرويين رافضين لنشر هذا النظام، وذلك بعد يومين من تعهّد كوريا الشمالية بتعليق تجاربها النووية وقبل لقاء قمة بين الكوريتين.
وتدخّل آلاف من شرطة مكافحة الشغب لتفريق المحتجّين الذين حاولوا منع وصول الإمدادات إلى موقع نظام ثاد الدفاعي المضاد للصواريخ في مدينة سيونغو بجنوب البلاد، وذلك قبل أيام من عقد أول اجتماع قمة بين الكوريتين منذ عام 2007.
وقالت لجنة مؤلفة من السكان في بيان «تجري مناقشة معاهدة سلام… لم يعُد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية يمكن استخدامه ذريعة لنشر ثاد . لا يمكننا تفهّم أو قبول خطط البناء الرامية لتشغيل ثاد».
وقام السكان بإغلاق الطريق الوحيد المؤدّي إلى الموقع منذ منتصف العام الماضي، مما أجبر الجيش الأميركي على «استخدام الطائرات الهليكوبتر لنقل الوقود والغذاء وغيرهما من الإمدادات إلى الموقع». ولاقى تحرّك الحكومة أمس، بتوجيه الشاحنات إلى الموقع «غضباً عارماً».
وتهدف أعمال البناء داخل القاعدة إلى «تحسين إمدادات الطاقة وسبل الإقامة للقوات الأميركية والكورية الجنوبية المتمركزة هناك».
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء «أن آلافاً من قوات مكافحة الشغب أرسلت لإبعاد نحو 200 محتجّ، ونقلت لقطات مصوّرة عبر صفحات فيسبوك مشاهد اشتباك العشرات مع قوات الشرطة والصخب وطلب سيارات الإسعاف».
وقال مسؤول في وزارة الدفاع «من الضروري تحسين الظروف المعيشية للقوات المتمركزة في مدينة سيونجو. لم يعُد بإمكاننا تأجيل ذلك لذا بدأت الوزارة في إرسال العمال والموادّ والمعدّات اللازمة للبناء اليوم».
في سياق متصل، أكد المنسّق الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كورونا سيروتا، أمس، «أنّ الوكالة على استعداد لاستئناف العمل في جمهورية كوريا الشمالية عندما يسمح الوضع السياسي بذلك».
وقال المنسّق خلال افتتاح المؤتمر التمهيدي لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية 2020، في جنيف: «الوضع في كوريا الشمالية لا يزال يثير القلق، اضطر خبراؤنا لمغادرة كوريا الشمالية في 2009، وعلى الرغم من ذلك واصلت، وكالتنا جمع وتقييم المعلومات حول برنامج كوريا الشمالية النووي، وذلك من خلال مراقبة صور الأقمار الاصطناعية، ونؤكد من جديد استعدادنا لاستئناف أنشطة التحقق في كوريا الشمالية بمجرد أن يسمح تطوّر الوضع السياسي بهذا».
وأعلن رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، السبت الماضي، «أنّ بلاده ستتوقف عن إجراء تجارب نووية وإطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات بدءاً من 21 نيسان»، مشيراً إلى أنّ «بيونغ يانغ لم تعُد بحاجة لإجراء تجارب نووية أو تجارب لإطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات، لأنها استكملت التسلّح النووي، ومن أجل ذلك، تغلق كوريا الشمالية موقع التجارب النووية في الجزء الشمالي من البلاد للتأكيد على وعدها بوقف الاختبارات».
وأعربت ممثلة الأمم المتحدة لقضايا نزع الأسلحة، إيزومي ناكاميتسو، أمس، عن «ترحيب الأمم المتحدة بقرار كوريا الشمالية تعليق تجاربها النووية»، مشيرة إلى أنّ «ذلك من شأنه دعم الحوار بين الكوريتين».