ترامب: قد نتوصل إلى اتفاق بيننا سريعاً جداً!
بعد أن هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مراراً الاتفاق النووي الإيراني، ووصفه بأنه «الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة». صرّح بالأمس أنه ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قد «يتوصلان قريباً إلى اتفاق بشأن اتفاق إيران النووي».
فيما حذّرت وزارة الخارجية الروسية من «مخاطر انهيار الإتفاق النووي المبرم بين إيران والمجتمع الدولي في عام 2015»، معتبرة أنه «قد يتمخّض عن تداعيات سلبية على اتفاقات مقبلة مع كوريا الشمالية في هذا المجال».
ترامب
في هذا الصّدد، شدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقاء ثنائي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، على أنّ «إيران تواجه مشاكل كبيرة إذا أعادت تفعيل برنامجها النووي».
وشدّد الرئيس الأميركي على أنه «في حال إيران هدّدت بأيّ شكل من الأشكال فستدفع الثمن كما لم تفعل أي دولة من قبل!».
إلى ذلك، أشار ترامب إلى أنّ «بصمات إيران تظهر مع كل مشكلة يعيشها الإقليم»، معرجاً بالقول «إنه لن يسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي». وأضاف ترامب «أنّ إيران تجري تجارب صاروخية تسبب مشاكل في المنطقة».
وقال ترامب للصحافيين عقب اجتماع في البيت الأبيض مع ماكرون «أعتقد أننا أجرينا حقاً بعض المحادثات الموضوعية بخصوص إيران. ونتطلّع قدماً لفعل شيء ما»، متابعاً بالقول: «قد نتوصّل على الأقل إلى اتفاق في ما بيننا سريعاً جداً. أعتقد أننا قريبون جداً من فهم بعضنا بعضاً».
وأفاد الرئيس الأميركي بأنّ «الاتفاق النووي الإيراني كارثة كان من المفترض أنّ لا يتم إبرامه أبداً»، مشيراً إلى أنّ «إيران ستواجه مشكلات أكبر عن أي وقت مضى إذا استأنفت برنامجها النووي». ووصف الاتفاق النووي مع طهران بأنه «غير معقول».
من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي «إنّ الإدارة الأميركية اتخذت قرار تنفيذ غارات في سورية بالتنسيق مع الحكومة الفرنسية، رداً على استخدام السلاح الكيميائي»، بحسب زعمه.
وصرّح ترامب «الآن زمن القوة.. دعونا نكن أقوياء.. دعونا نكن متحدين.. دعونا نكرّم ماضينا ونواجه مستقبلنا بكل ثقة وكبرياء.. ونسمح للولايات المتحدة وفرنسا بالوقوف إلى الأبد للتضامن من أجل قضية الحرية والسلام النبيلة».
وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي، أمس، خلال استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالبيت الأبيض، علماً أنّ اللقاء الأميركي الفرنسي سيبحث مصير الاتفاق النووي الإيراني والوضع في سورية واتفاق المناخ.
ماكرون
من جهته، أفاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنّ «مواقف واشنطن وباريس بشأن إيران متباينة وأنه ناقش والرئيس ترامب الاتفاق النووي بشكل صريح»، مؤكداً في السياق «ضمان عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً بالإضافة إلى معالجة المخاوف بشأن برنامجها الصاروخي».
وتابع ماكرون: «الاتفاق النووي مع إيران ليس كافياً ونعمل حالياً على اتفاق جديد يعالج الخلافات.. سنواصل مساعينا لردع النفوذ الإيراني وسنعمل مع الشركاء للوصول لحلول مستدامة».
وصرّح الرئيس الفرنسي «أنّ الاتفاق مع واشنطن قد يؤسس لحل كافة المسائل الخلافية مع إيران»، مضيفاً «أنّ الاتفاق النووي الحالي ليس كافياً، لكنه يضمن وقف أنشطة إيران النووية حتى العام 2025».
كما أعلن ماكرون «أنّ فرنسا تعتزم كبح النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط»، قائلاً: «نحن نريد كبح النفوذ الإيراني في المنطقة».
وصرّح الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب «أنّ بلاده تعمل مع الولايات المتحدة على مواجهة الإرهاب بشكل مختلف، والتصدي للأسلحة المحظورة في كوريا الشمالية وإيران».
وأكد ماكرون أنه «من الضروري احتواء إيران في المنطقة»، مشيراً في السياق إلى أنّ «اتفاق إيران النووي مهم جداً، وجزء من قضية الأمن في المنطقة».
من جهة أخرى، وبخصوص الأزمة السورية، قال ماكرون «إنه يجب عدم تكرار أخطاء الماضي وبدلاً من إطاحة الأنظمة يجب التفاوض مع الشعوب».
أشار ماكرون إلى أنّ «باريس وواشنطن واجهتا الإرهاب معاً في الشرق الأوسط وأفريقيا». وطالب الرئيس الفرنسي بـ «ضرورة الوصول إلى حل للأزمة السورية لضمان عدم سقوط سورية بأيدي الإرهابيين»، قائلاً: «إنه يجب الوصول إلى حل متكامل يعالج الجانبين السياسي والعسكري للأزمة».
وأضاف ماكرون «أنّ الولايات المتحدة وفرنسا تتحملان مسؤوليات خاصة جداً وعليهما اتخاذ قرارات مهمة، حيث من المقرر أن يتصدر الاتفاق النووي الإيراني، والأزمة السورية، والوضع في شبه الجزيرة الكورية، وتجنّب حرب تجارية عبر الأطلسي المباحثات مع ترامب».
يذكر أنّ الرئيس الفرنسي أعلن في 13 تشرين الأول «أنّ باريس والاتحاد الأوروبي سيدافعان عن الاتفاق النووي بقوة». وفي اتصال مع نظيره الإيراني حسن روحاني أكد ماركون لنظيره «أنّ باريس ملتزمة بالاتفاق النووي»، ورأى أنّ «سياسات البيت الأبيض حيال الاتفاق النووي، ناتجة عن خلافات واشنطن الداخلية».
ووصل ماكرون إلى الولايات المتحدة أول أمس، في زيارة دولة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، تلبية لدعوة وجّهها إليه نظيره الأميركي دونالد ترامب.
وعقب وصوله إلى واشنطن أكد ماكرون «أنه سيكون على نظيره الأميركي اتخاذ الكثير من القرارات خلال هذه الزيارة».
ساندرز
من جهتها، المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أشارت إلى أنّ «المحادثات بين ترامب وماكرون ستكون مفتوحة وصريحة».
وفي مؤتمر صحافي، قالت ساندرز «إنّ الاتفاق النووي مع إيران الذي يعدّه ترامب سيئاً سيكون جزءاً من مباحثاته مع ترامب».
كما أشارت ساندرز إلى أنه «لا بدّ من وجود اتفاق مع إيران أفضل من الاتفاق النووي الراهن»، وجددت تأكيد أنّ «هدف واشنطن الأساسي في سورية هزم تنظيم داعش»، مشددة على أنّ «ترامب يريد من حلفاء الولايات المتحدة الانخراط أكثر عسكرياً ومادياً في سورية».
روحاني
فيما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أول أمس، «إنّ بلاده مستعدّة لجميع السيناريوات بشأن الاتفاق النووي وأعدّت الخطط اللازمة»، مجدّداً تحذيره لواشنطن بأنها «ستواجه عواقب وخيمة في حال انسحبت من الاتفاق».
وأضاف روحاني، في خطاب بثه التلفزيون الحكومي على الهواء مباشرة: «أقول للذين في البيت الأبيض إنهم إذا لم يفوا بالتزاماتهم فإنّ الحكومة الإيرانية ستردّ بحزم».
وأكد: «إذا خان أي طرف الصفقة، فعليه أن يعلم أنه سيواجه عواقب وخيمة»، مؤكداً أنّ «مؤامرات أميركا وإسرائيل وبعض الدول العربية الرجعية لن تؤثر على مسيرة تطور إيران.. وأنّ بلاده ستصمد أمام عدم التزام البيت الأبيض بالاتفاق النووي».
ووقعت إيران عام 2015، اتفاقاً مع مجموعة دول «5+1»، الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا، لرفع العقوبات المفروضة على طهران مقابل السماح بمراقبة دولية على برنامجها النووي.
شمخاني
في حين، أكّد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي «أنّ معاهده الحدّ من انتشار الأسلحة النووية تتضمن حق الانسحاب منها»، وقال «إنه عندما تفقِد المعاهدات الدولية مصداقيتها وفاعليتها بسبب السلوك غير المشروع للدول المتشدقة، فلن يبقى دليل يُلزم باقي الدول بمواصلة التزامها بالعهود».
أعلن ذلك شمخاني للصحافيين قبيل مغادرته طهران ظهر أمس، متّجهاً الى سوتشي للمشاركة في الاجتماع الأمني التاسع.
وقبيل مغادرته ورداً على سؤال حول الأخبار المنشورة عن «إمكانية خروج إيران من معاهدة NPT كردّة فعل حيال تصرفات ترامب بشأن الاتفاق النووي»، قال شمخاني: «إنّ الهدف الرئيسي من تصميم وتطبيق الآليات القانونية والمعاهدات الدولية يتمثل في إيجاد الاستقرار والأمن بما يخدم المجتمع الدولي ويحدّ من الإجراءات الأحادية الجانب التي قد تنتهجها بعض الدول التي تدعي القوة» .
وندّد شمخاني في تصريحاته بـ «تهرُّب الدول التي تدعي الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية عن تطبيق تعهداتها وبإبدائها تراجعاً عن مواقفها»، مشدداً «بذلك على أحقية أية دولة عضو في الخروج عن معاهدة NPT في حال تعرّض مصالحها للخطر».
ورداً على سؤال حول الخيارات النووية المفاجئة التي تحدّثَ عنها رئيس الجمهورية الإيراني خلال خطابه الأخير، قال شمخاني: «إنّ الصناعة النووية الإيرانية ذات الطابع السلمي هي وطنية أساساً وقائمة على كفاءات علمية وتقنية محلية. وهذا ما يجعل يد إيران مبسوطة في توظيف إبداعات أو خطوات جديدة أو مفاجآت».
وأضاف شمخاني بأنّ «الحكومة أصدرت تعليمات إلى منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في هذا الشأن تفرض عليها اتخاذ ما يتلاءم مع المستجدات وتنفيذ سيناريوات ميدانية اُعدّ لها مسبقاً، البعض منها لم يخطر قط علي بال الطرف الآخر».
ورداً على سؤال حول اجتماع إيراني روسي، في ما يتعلق بالقصف الذي تعرضت له قاعدة تي 4 الجوية في سورية والذي أدى إلى استشهاد عدد من الرعايا الإيرانيين وطبيعة الرد الإيراني، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: «لقد دفعت إيران أثماناً باهظة لاستتباب الأمن في المنطقة ومكافحة الإرهاب ولا يمكنها الصمت إزاء ما يقوم به الكيان الصهيوني والحكومة الأميركية وبعض حلفائهما الإقليميين»، معتبراً «وجود المستشارين الإيرانيين في سورية بأنه جاء بطلب رسمي من الحكومة الشرعية السورية».
وأضاف شمخاني «أنه إن كان الكيان الصهيوني لم ينتبه بعد إلى أنّ عهد أضرب واهرب وتنفيذ الاستعراضات المتغطرسة بهدف إثارة أجواء الرعب والهلع قد ولى فعليه أن يدفع ثمن جهله هذا».
علماً بأنّ الاجتماع التاسع الأمني سيُقام في مدينة سوتشي الروسية، بحضور مسؤولين كبار عن القارات الخمس.