الأعراب أيّدوا «إسرائيل» والعدوان والسوريون قالوا: سورية لك السلام وحققوا الانتصار
اياد موصللي
العدوان الأميركي ليس جديداً ولا هو عمل مستغرب، بل لعله فعل باطل كشف ادّعاءً مزيفاً..
أميركا و«إسرائيل» وجهان لعدو واحد، فما كشفه هذا العدوان من خداع ونفاق ورياء ممن سُمّوا أصدقاء واشقاء هو اهم بكثير من الصواريخ والأهداف..
نحن كنا ولا زلنا في وضوح هويتنا القومية قد حدّدنا الأعداء والأصدقاء ولم نكن يوماً منخدعين بهم.. ما قاله سعاده والذي تحقق بوضوح رؤية إيمانية بأمته وقوميته يؤكد دائماً اهمية الايمان بأن سورية للسوريين والسوريون أمة تامة.. فالعدوان الذي قامت به مجموعة متآمرة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية شاركت فيه بالفعل أو القول دول الجغرافيا العربية، ولكنها ليست في الجغرافيا السورية الطبيعية.
وعلى رأس هؤلاء السعودية كقاعدة إطلاق صواريخ مشاركة ومباركة..
اليوم كل مواطن في البلاد السورية والعالم العربي والإسلامي بات يعرف الموقف السعودي من المسألة الفلسطينية ومن «إسرائيل» كذلك..
نحن وحدنا كنا نعرف هذا الموقف من بدايته، ولم يخفَ عنا وعلينا ما تؤمن به السعودية تجاه قضايانا، وفي طليعتها فلسطين..
في 25 كانون الثاني 1948 كشف سعاده بوضوح الموقف السعودي من فلسطين، حيث قال في محاضرته الثالثة بالحرف الواحد:
إننا نشكّ كثيراً في أن المملكة العربية السعودية كانت تشعر بالفعل أن فلسطين يجب الدفاع عنها، كما يشعر السوريون وللغاية السورية عينها، التي يريدها السوريون. فالأرجح، الذي تدلّ الدلائل عليه، أنّ المملكة السعودية رأت في تدخلها مجالاً للعمل لمسائل خاصة بها. ويمكننا أن نعتقد، وهنالك أسباب تؤيد هذا الاعتقاد، أن مصالح مادية هامة تمكنت المملكة السعودية من الحصول عليها بطرق المساومات على كيفية تقرير مصير فلسطين. إن القروض المالية الكبيرة التي تستعدّ دولة الولايات المتحدة الأميركانية لإقراضها لها وفي المصالح المادية الكثيرة التي حصلت بين الولايات المتحدة الأميركانية والمملكة السعودية لا تسمح بأن نظنّ أنها بعيدة عن تنفيذ خطط السياسة الأميركانية في صدد قضية فلسطين.
فالسعودية قد أيّدت العدوان وباركته وكذلك فتات الأعراب الذين وصفهم القرآن الكريم «والأعراب أشدّ كفراً ونفاقاً…».
وكما عرفنا السعودية منذ البداية عرفنا تركيا أيضاً. وهذا ما قاله الزعيم حول تركيا في خطاب له في الأول من آذار 1938… أي منذ ثمانين عاماً..
قال: «إن الخطر اليهودي هو أحد خطرين أمرهما مستفحل وشرهما مستطير.. والثاني هو الخطر التركي وهذان الخطران هما اللذان دعوت الأمة السورية جمعاء لمناهضتهما».
تركيا حليف روسيا وإيران في مكافحة الإرهاب تسمح بانطلاق العدوان من قاعدة انجرليك وتؤيد العدوان.
نعرف أعداءنا ونعرف أصدقاءنا ونعرف أنفسنا..
العدوان على امتداد البلاد السورية لن يغيّر فعل الإيمان، بأننا أمة أأبت أن يكون قبر التاريخ مكاناً لها في الحياة..
تعرضت أمتنا في كثير من مراحل التاريخ الى المؤامرات والاعتداءات التي ادت الى نكبات وطنية اضاعت لواء اسكندرون وكيليكيا وانطاكية وفلسطين والى سيطرة أجنبية، ولكن يبقى إيماننا بأنه ليس عاراً أن ننكب، ولكن العار ان تحوّلنا النكبات من أمة قوية الى أمة ضعيفة. وهذا ما يحصل ولن يحصل.. لأننا نعي قضيتنا بكامل خطورتها ولا نخاف الحرب ولن نصاب بالفشل..
إن أعداءنا واصحاب المطامع جرّبوا تنفيذ هذه المطامع في مراحل متعددة من التاريخ. ففرنسا تركت إرثاً عدوانياً سيئاً. نذكر فرنسا ونذكر التآمر الذي تمّ بينها وبين تركيا، حيث منحتها حق الاستيلاء على لواء الاسكندرون وتوابعه، ويذكر الفرنسيون ابطالنا وثوارنا ووقفات العز التي وقفها شعبنا في وجههم.. فما تفعله اليوم جزء من تكوينها ومنهجيتها.. وبريطانيا شرورها وعدوانيتها لا تُمحى بعد ما فعلته في فلسطين..
ولعل الموقف السعودي الذي حدّده ولي العهد هو المنهج الحقيقي لسياسة المملكة الذي كشفه الزعيم قبل سبعين عاماً.
أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة نشرت الإثنين ان للإسرائيليين، على غرار الفلسطينيين، «الحق» في أن تكون لهم ارضهم، في موقف يمثل مؤشراً اضافياً على التقارب بين المملكة و«إسرائيل».
وفي المقابلة التي أجراها معه رئيس تحرير مجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية جيفري غولدبرغ قبل اندلاع اعمال العنف الاخيرة على الحدود بين قطاع غزة و«إسرائيل» ونشرت الاثنين، أكد الأمير الشاب الذي يقوم بجولة طويلة في الولايات المتحدة أنه ليس هناك اي «اعتراض ديني» على وجود دولة «إسرائيل». ولم يشر الى الاعتراض القومي..
وأضاف إبن سلمان في حوار مع مجلة «ذا أتلانتيك» الأميركية: «أعتقد عمومًا أن كل شعب، في أي مكان، له الحق في العيش في بلده المسالم. أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في امتلاك أرضهم الخاصة. لكن يجب أن يكون لدينا اتفاق سلام عادل ومُنصف لضمان الاستقرار للجميع ولإقامة علاقات طبيعية بين الشعوب.
وقال: «أؤكد أن لدينا مخاوف دينية حول مصير المسجد الأقصى في القدس وحول حقوق الشعب الفلسطيني. هذا ما لدينا. ليس لدينا أي اعتراض على وجود أي أشخاص آخرين وفق معاهدة سلام منصفة».
وأردف: «بلدنا ليس لديه مشكلة مع اليهود. نبينا محمد تزوّج امرأة يهودية. لم يملك صديقاً من اليهود فحسب بل تزوج من اليهود. وجيرانه كانوا يهوداً. يوجد الكثير من اليهود في المملكة العربية السعودية قادمون من أميركا ومن أوروبا للعمل. ولا توجد مشاكل بين المسلمين والمسيحيين واليهود. لدينا مشاكل مثل تلك الموجودة بين بعض الناس في أي مكان في العالم. لكنه النوع العادي من المشاكل». وقد نسي الامير ان اليهود هم أعداء وجود لا أعداء أرض وحدود.
ونعيد التذكير بهذا النهج وبهذه السياسة موّلت السعودية الإرهاب ودعمت العدوان الأخير بالقول والفعل، وتلقت جواب السوريين أننا لا نخاف الحرب ولا نخشى الفشل، وطريقنا طويلة وشاقة، لأنها طريق الحياة.. التي سرنا عليها مؤمنين بحريتنا وإننا إذ لم نكن أحراراً من أمة حرّة فحريات الأمم عار علينا..
والحياة وقفة عز وقفناها وسنقفها.. ويبقى إيماننا الدائم سورية لك السلام.