المسجدُ الأقصى
صالح علي آل حرفوش
في المسجد الأقصى تسيل دمانا
عادُ يهزُّ نُفوسنا وكيانا
أقصى الهوان يحلُّ في أقصانا
وسلاحُنا في ذلَِّة شكْوانا
أمَرَ الإلهُ بأنّ نرصَّ صفوفَنا
في قوَّة تتلاقى مع تقوانا
كي نُرْهبَ الأعداءَ، نقمعَ غدرَهُم
ونذيقَ مرَّ القهر مَنْ عادانا
عزُّ الشعوبِ بوحدةِ وتضامنِ
يحمي الحقوقَ ويدفعُ العِدوانا
وَلدى انقسامٍ في الشُّعوب وفُرقةٍ
الضّيمُ ينزلُ، يقهرُ الإخوانا
يا أمَّة غَدتِ الدموعُ سلاحَها
وتمزّقت أوصالُها بُهتانا
لا لَنْ تَنالي العزّ في أرضٍ غدَت
فيها الأسودُ تشابُه الحُملانا
شعبٌ يقاتلُ بالحجارةِ عسكراً
شاكي السّلاح مدجَّجاً بطرْانا
وجيوشُنا وسِلاحُها في فِتْنةٍ
وتناحُرِ تتبادَلُ الأضْغانا
بعضُ الشّباب تميّزوا بأصالةِ
وبسالةٍ لتُمجّد الإنسانا
صَمَدَ البواسلُ مُشرِعينَ صُدورَهُمْ
بشجاعةٍ وتقحَّموا الميدانا
إنَّ الإرادة إنْ تعاظمَ عزمُها
آتتْ بسحرٍ يقلِبُ الميزانا
حَجَرٌ يصوَّبُ باتجاه بنادقٍ
وقنابلٍ ليُصادِم الطُّغيانا
مثلُ النيازكِ في الفضاءِ تَهابَطتْ
برُجومِها لتُنفّرَ الشَّيطانا
قَد تدخُل التَّاريخَ حربُ حجارةٍ
كانَ السلاحُ الصخرَ والصَّوانا
إنَّ البطولةَ في صراعٍ لمْ يكُن
متكافئاً يتجاوزُ الإمكانا
دونَ التكافؤ والتعادُلِ في القُوى
تسْمو الإرادةُ فيه تعظُم شانا
عجباً لِصمتِ المؤمنينَ عقيدةٌ
مَنْ قدَّسوا الإنجيلَ والقُرآنا
وتُداسُ أقداسٌ بقُدس عَنوةٌ
بصلافةٍ تستحقِرُ الأديانا
فعدُوُّنا في حربِهِ مُستهدِفٌ
الدينَ والأخلاقَ والأوطانا
أحْلى منَ العيش الذَّليل مَنيَّةٌ
أحياؤنا حسَدوا بها موْتانا
نِعمَ المصارِعُ عزةً وكرامةً
بئسَ المُصانعُ صاغِراً وجَبانا
لوْ كانَ إدراكُ الهُدى بمذَلّة
إنَّ الضَّلالة كلَّها بهُدانا
شاعر ورئيس دوحة البقاع الثقافي