تجاهل العارف
تجاهل العارف
على مسافة اشتهاءٍ من جيدها الغَض… وعلى مرمى قبلةٍ لم تحدث… وقفَ مذهولاً لسؤالها اللامبالي: «ولكن… من أنت؟».
وبفخرِ فارسٍ اهتدى إلى أصيله بعد أن ضيّعه زمناً، وبجرح أمير سال دمه ليصون شموخ مملكته. شرع يصحّح وجهة سؤالها: «لو أنك تعرفين من أنتِ… لعرفتِ من أنا!
أنتِ الوريثُ الشرعيّ لقلبي… أنتِ خفْقُ النَّبض في جسدي.
أنتِ التي أخاف فقْدَها كخوف أمّ على عزيزِ حملها بولد.
أنتِ التي أخشى حضورَها ناراً توقِد شوقاً في كبدي.
أنت التي يشعل غيابُها حرقةَ الغربةِ في بلدي.
إعصارٌ أنتِ لقلبي حين تحضرين… وجنونٌ به أكثر حين تغيبين!
أجهل أنايَ من دونكِ أنتِ…
أضيّع ضياء السماء… وطعم الهناء… ويحضر الموت في حضور غيابكِ أنتِ…
من أنتِ..!
أنتِ يا ذاتَ القدرة على قتلي… في لحظةِ وجد.
أنتِ أنا من المهدِ إلى اللّحد.
لا تسَلي خوفاً «من أنتَ»، بل اعلمي فخراً من أنتِ…
أنتِ قوةُ إيماني في يقين معتقدي!
د. رأفات أحمد أحمد